الخميس 2025/03/20 الساعة 12:50 ص

اهانات شعبية تطارد الزُبيدي (فيديوهات)

العربي نيوز:

انتشرت على تطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، توثق مشاهد فاضحة ومخزية لما تعرض له من اهانات شعبية، عيدروس الزُبيدي، رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، اثناء جولة زياراته المحافظات الجنوبية.
 
وتداول ناشطون جنوبيون على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، توثق استقبال الحشود الشعبية في مدينة المكلا موكب عيدروس الزُبيدي بهتافات "برع يا سرق"، وعبارات مناؤه ترفض زيارته وسعيه لضم حضرموت لسيطرة مليشياته.
 
شاهد .. استقبال مهين لـ الزُبيدي بحضرموت (فيديو)

كما تداول الناشطون في المحافظات الجنوبية، مقطع فيديو، من كلمة محافظ المهرة، محمد علي ياسر، القاها في اللقاء الموسع الذي عقده الزُبيدي مع قيادات المحافظة. وظهر فيها محاولا امتصاص غضب اهالي المهرة وسخطهم من زيارة الزُبيدي.

أكد محافظ المهرة غضب واحتجاجات اهالي المهرة على زيارة الزُبيدي، وخاطبهم بقوله: "عيدروس الزبيدي يأتي الى محافظة المهرة بصفته الرسمية نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وليس بأي صفة اخرى، هذا ما نقوله للدول ونصارح به انفسنا".

شاهد.. غضب اهالي المهرة من زيارة الزُبيدي (فيديو)

والاثنين (17 مارس)، أكدت مصادر محلية وقبلية في محافظة ارخبيل سقطرى، اجبار الاحتجاجات الشعبية الواسعة في مدينة حديبو، المركز الاداري للمحافظة، عيدروس الزُبيدي على تغيير مقر إقامته، والانتقال الى معسكر تابع لمليشيا "الانتقالي".

موضحة أن "القوات الإماراتية قامت بتغيير مقر إقامة الزبيدي إلى معسكر تابع لها وخاضع للإماراتي خلفان المزروعي، قرب ميناء حولاف، بعيدا عن مدينة حديبو بعد مشادات وفوضى عارمة سادت محيط إقامته بفندق الضيافة في الجزيرة: سمرلاند".

وأفادت المصادر المحلية والقبلية المتطابقة بأن "شركة المثلث الشرقي الاماراتية تولت ترتيب إقامة الزُبيدي اثناء زيارته محافظة سقطرى مقابل توقيع اتفاقيات يمضيها الزُبيدي لصالحها، مستخدما صفته الرسمية كعضو في مجلس القيادة الرئاسي".

مشيرة إلى أن "زيارة الزُبيدي أرخبيل سقطرى، تهدف لاعتماد اتفاقيات وقعها دون علم الحكومة، محافظ سقطرى التابع للإنتقالي مع الإمارات، تشمل تسليم مطار سقطرى والميناء وجزر عبد الكوري وسمحة ودرسة وخمسة مواقع تعدين فيها وغيرها".

ونوهت المصادر الى أن احزمة مليشيا "الانتقالي" في سقطرى "قطعت الطرق وفرضت ما يشبه حظر تجوال على عاصمة المحافظة مدينة حديبو، بالتزامن مع قطع الطرق المؤدية إليها، لمنع الاحتجاجات على زيارته، ولكن من دون جدوى".

كشفت هذه المواقف الشعبية الرافضة لزيارة رئيس "الانتقالي" في المحافظات الجنوبية، ومليشياته المرافقة له، عن زيف ادعاء "الانتقالي" أنه "الممثل الوحيد للجنوب والمفوض من الشعب الجنوبي"، في اشارة الى آلاف حشدهم بساحة العروض في عدن.

ويواصل عيدروس الزُبيدي منذ بداية شهر رمضان (مارس الجاري) تنفيذ زيارات إلى المحافظات الجنوبية، والقاء خطابات، يتعمد فيها تسويق نفسه رئيسا لما يسميه "دولة الجنوب" وتقديم وعود بالخدمات وانهاء انتهاكات مليشياته بزعم "بسط الامن والاستقرار".

حرص الزُبيدي في خطاباته التي القاها في كل محافظة جنوبية وصل اليها، على التحريض ضد قوات الجيش والامن الحكومية بوصفها "قوى الاحتلال والارهاب"، وتبرير مشاركته بالمجلس الرئاسي بأنه "موقفت"، والتعهد بانفصال جنوب اليمن، حد قوله.

شاهد .. الزُبيدي يتعهد بفصل جنوب اليمن

وتتواصل مظاهر الفوضى والعبث والفساد الاداري والمالي، والانتهاكات من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" لحرمات المواطنين وحقوقهم، وكان من بين ابرزها اعتقال العشرات من المحتجين على تدهور الاوضاع الخدمية والمعيشية والاقتصادية ، بدعوى أنهم "عناصر مندسة في خلية لاسقاط عدن" حسب زعم المليشيا.

تفاصيل: المليشيا تنفذ مداهمات واعتقالات بالجملة

تأتي الاقتحامات والاعتقالات والاغتيالات، عقب ايام على إضطرار رئيس ما يسمى "الدائرة الامنية" في "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".

تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة

وتتابع هذه التطورات، بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.

تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير

دأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.