العربي نيوز:
أصدر زعيم المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، امرا صريحا وعلنيا إلى مليشياته ببدء التحرك لاسقاط واحدة من اهم المحافظات المحررة، بزعم "حمايتها من قوى الارهاب وحفظ ثرواتها من النهب"، حسب تبريره.
جاء هذا في خطاب القاه رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي في مدينة المكلا، المركز الاداري لحضرموت الساحل، ضمن زياراته المتواصلة للمحافظات الجنوبية، منذ بداية مارس الجاري، بهدف تسويق نفسه "رئيسا لدولة الجنوب" التي عاد للحديث عنها في زيارته.
وقال الزبيدي: ""إن وجودنا اليوم في المكلا هو تأكيدٌ على دعمنا لمطالب أبناء حضرموت العادلة، وتمسكنا بموقفنا الثابت في الوقوف إلى جانبهم لضمان إدارة محافظتهم وتأمينها من المخاطر والتحديات". وأردف: "مستعدون لأن نواصل الجهود لأجل حضرموت، باعتبارها عمود الدولة الجنوبية القادمة".
مضيفا: "إن الحرب المستمرة والانتهاكات التي تمارسها مليشيات الحوثي وحلفاؤها تستهدف مقدرات الجنوب، وفي مقدمتها المنشآت النفطية في حضرموت وشبوة". ومضى قائلا:"شعبنا الجنوبي لن يخضع، وسينتصر بإرادته على كل محاولات تركيعه، وسيضع يده على ثرواته وموارده". حسب تعبيره.
وتابع الزُبيدي: "نؤكد التزام المجلس الانتقالي بالدفاع عن حقوق حضرموت ومطالب أهلها". وأردف: إن محافظة حضرموت "لم يكن يتوقع أحد أن يصل فيها الوضع إلى هذا المستوى، باعتبار أن حضرموت تمثل أرض السلام والاستقرار، ولكن للصبر حدود، ولن نسمح بزعزعة الأمن والاستقرار فيها".
مجددا وصاية "الانتقالي" على الجنوب، بقوله: "لن ننسى تجديد التفويض الشعبي من قبل أبناء حضرموت، وقد نتجاوز صلاحياتنا من أجل حضرموت إذا لزم الأمر، فأبناء هذه المحافظة عانوا من الإرهاب، ولن نسمح بعودته مرة أخرى عبر مليشيات خارج إطار الدولة، وسنواجه ذلك بكل حزم".
وخاطب مليشياته بقوله: "نؤكد الحاجة إلى تعزيز قدرات قوات النخبة الحضرمية في حفظ الأمن والاستقرار، وتمكينها من الانتشار الكامل في كافة أرجاء المحافظة". وأضاف: "الصراع اليوم على النفط، وحضرموت أولى بنفطها". مردفا: "إن وادي حضرموت في قلب كل جنوبي، ولن يتم التفريط فيه".
شاهد .. الزبيدي يأمر ببدء اسقاط حضرموت
تتزامن هذه التطورات المتسارعة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا، على تردي الاوضاع العامة وتدهور الخدمات والظروف المعيشية واستمرار انهيار الريال، ومطالبات الموالين لحلف قبائل حضرموت" بتنفيذ مطالب الحلف التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي في يناير الفائت، أو "مباشرة السيطرة على حضرموت".
تفاصيل: الرئاسي يحسم مصير حضرموت (قرار)
لكن حضرموت تشهد بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.
تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)
وبدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، .أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".
مشيرين إلى ان مجريات الاحداث تشي بـ "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".
وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".
بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.
وظلت السعودية تجاهر بمساعيها، منذ ما قبل بدء الحرب وتدخلها العسكري في اليمن بعمليات "عاصفة الحزم"، إلى مد انبوب إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م وقابلتها القوات السعودية بإطلاق الرصاص الحي موقعة قتلى وجرحى.
شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة
بقيت محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى بعيدات عن الانقلاب الحوثي العفاشي. لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.