العربي نيوز:
صلب مجلس القيادة الرئاسي، وعبر رئيس مجلس الشورى، احمد عبيد بن دغر؛ وزير الثقافة والسياحة، سابقا، وعضو مجلس الشورى، السياسي والاديب الشهير، خالد عبدالله الرويشان، بإجباره على حذف تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير)، انتقد فيها بقوة تخاذل المجلس الرئاسي حيال معاناة المواطنين في عدن والمحافظات المحررة.
وفتح وزير الثقافة والسياحة، سابقا، السياسي والاديب الشهير، خالد عبدالله الرويشان، النار على مجلس القيادة الرئاسي، او ما سماه "مجلس الثماني رؤوس"، على خلفية ما سماه انكشاف مريع ومرعب لخيوط جريمة قتل مواطن بمنزله في شبوة وصلبه في محافظة ابين.
قال خالد الرويشان في تدوينة نشرها على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): "المجلس ثماني الرؤوس معنيٌ بالتحقيق فوراً في مقتل الشاب همّام اليافعي وعقاب الجناة. رأيتُ قبل قليل فيديو يثبت أن همّاماً قُتِلَ في بيته وأمام أُمّه وزوجته وأطفاله قبل أن يتم سحبه وصلبه".
مضيفا: "قبل أن يتم سحبه وصلبه على واجهة المدرّعة التي طافت به شبه عارٍ شوارع محافظتي شبوة وأبيَن!. سمعتُ عويل نسائه وصراخ أطفاله أثناء قتله!. عويلهن يؤرّق السماء والأرض!". واردف مخاطبا المجلس الرئاسي: "لوهلة، ربما شعرت أنكم لن تأرقوا أو تعرقوا".
وتابع الرويشان في حديثه لرئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بلغة حادة ولاذعة تعبر عن مرارة تخاذل المجلس حيال معاناة اليمنيين: "أيها الثماني الخائب!. حتى الأخطبوط الثماني الإسفنجي الرخو يتحرك وينشط برؤوسه وأدمغته المتعددة في قاع المحيط!. تحرّكوا".
شاهد .. خالد الرويشان يجلد "الرئاسي"
حازت تدوينة عضو مجلس الشورى، خالد عبدالله الرويشان، ووزير الثقافة والسياحة الاشهر في اليمن (2003 - 2007م)، تفاعلا واسعا من عشرات الآلاف من السياسيين والاعلاميين والحقوقيين والناشطين اليمنيين، داخل اليمن وخارجه، شاركوا التعبير عن خيبة الامل بالرئاسي.
وجاءت تدوينة الرويشان، بعدما انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يكشف اقدام قائد مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، المسماة "مكافحة الارهاب" في محافظة ابين، عبد الرحمن الشنيني، على قتل الشاب همام اليافعي في بيته، الاحد (13 ابريل).
نشرت الفيديو، حصريا، "منصة أبناء عدن"، وقالت: "تمّكنت منصة أبناء عدن وبشكل حصري من الحصول على مقطع فيديو يوثق لحظة قتل الشاب همام اليافعي بدمٍ بارد، على يد المدعو عبد الرحمن الشنيني. الفيديو يُفند بالكامل رواية "الاشتباك" التي رُوّجت لتبرير الجريمة".
مضيفة: "همام اليافعي لم يُقتل في معركة، بل في منزله، وسط أسرته، وبين صياح النساء وبكاء الأطفال، لا آثار لمواجهة، لا تبادل إطلاق نار، فقط مشهد إعدام ميداني يفتقر للإنسانية. ولمّا أردوا تلفيق رواية "المقاومة" ، عمد الجناة إلى تلبيس الجثة جُعبة عسكرية تعود لأحد عناصرهم".
وتابعت: "في محاولة لتصويره كمقاتل. مسرحية ركيكة لم تنطلِ حتى على أكثر العقول بساطة. لم تتوقف البشاعة عند القتل، بل تم صلب جثمانه على مدرعة إماراتية، وجابت به قافلتهم شوارع المحافظات، في تصرف لا يمت للإنسانية بصلة". وأردفت: "الفضيحة واضحة والجريمة موثقة، والعدالة قادمة".
شاهد .. الشنيني يقتل همام في بيته (فيديو)
يأتي هذا بعدما ازاح مقربون من الشاب همام اليافعي، الستار عن دوافع شخصية لاقدام قائد مليشيا الانتقالي الجنوبي" في ابين، عبدالرحمن الشنيني،على قتله والتمثيل بجثته والطواف بها بعد صلبه على متن مدرعته العسكرية في شوارع مدينة زنجبار بمحافظة ابين، الاحد (13 ابريل)، وأن دافع الانتقام تتعلق بفتاة من اسرة الشنيني.
تفاصيل: فتاة وراء صلب الشاب همام بابين ! (فيديو)
جاءت الجريمة في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني في العاصمة المؤقتة عدن ومدن المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة وجرائم الاختطافات والاغتيالات خارج القانون.
وتترافق هذه الانتهاكات والاعتداءات، مع إضطرار رئيس ما يسمى "الدائرة الامنية" في "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".
تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة
كما تتواصل الانتهاكات بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.
تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير
ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.