الأحد 2025/03/16 الساعة 08:40 ص

العربي نيوز:

فاجأ البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، جماعة الحوثي الانقلابية باعلان مباغت، عن بدء اجراءاته التصعيدية تنفيذا لقرار التصنيف الامريكي للجماعة "منظمة ارهابية" وادراج قياداتها على قائمة العقوبات المالية الامريكية والمتعاملين مع الجماعة وسلطاتها، عبر دعوته البنوك والمصارف في صنعاء إلى نقل مقراتها الرئيسة إلى عدن، تجنبا للعقوبات.

جاء هذا في بلاغ نشره البنك المركزي في عدن الخميس (15 مارس) على موقعه الالكتروني، قال: إنه "يرحب بقرار غالبية البنوك التي تقع مراكزها في العاصمة صنعاء النقل لمراكزها وأعمالها إلى العاصمة المؤقتة عدن تفادياً لوقوعها تحت طائلة العقوبات الصارمة التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أعلنت البدء في تنفيذ قرار التصنيف".

‎مضيفا في حث البنوك على الانتقال: إن "البنك المركزي اليمني يؤكد استعداده وجاهزيته لتقديم كافة أشكال الدعم والحماية الممكنة لجميع البنوك والمؤسسات المالية والإقتصادية لضمان استمرارها في تقديم خدماتها للمواطنين اليمنيين في الداخل والمهجر وفي جميع المحافظات وسيقوم البنك المركزي من التأكد من تنفيذ قرار النقل الكامل ويصدر شهادات بذلك".

‎وتابع: "ويؤكد البنك المركزي اليمني استعداده للعمل مع كافة المؤسسات المالية والإغاثية الدولية والإقليمية والتعاون معها بما يحفظ النظام المصرفي في اليمن ويمكنها من مزاولة أعمالها ومهامها دون معوقات". وأردف: "ويدعو جميع البنوك والمؤسسات المالية والإقتصادية إلى التعامل مع الحدث بمسئولية وعناية فائقة من أجل الحفاظ على ممتلكات المواطنين".

محذرا في المقابل، من عواقب وعقوبات عدم نقل البنوك مراكزها واعمالها من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن على "استمرار خدماتها وتجنب أي عواقب غير مواتية تعقد التعاملات مع النظام المالي والمصرفي المحلي والإقليمي والدولي. كما يدعو الجميع إلى التعامل بمسئولية وطنية تأخذ في الاعتبار مصلحة المواطنين والبلد تفادياً لمزيد من التعقيدات والمعاناة".

‎وأقر البنك المركزي في عدن بصعوبات الانتقال، بقوله إنه "يدرك تعقيدات الموقف ويتعامل بحرص ومسئولية من منطلق واجباته القانونية والمهنية والتزاماته الدولية ويهدف بشكل أساسي إلى تفادي أي تداعيات قد تضر بمصالح المواطنين والإقتصاد الوطني وفي القلب منه القطاع المصرفي، ويدعو الجميع لتفهم هذه الظروف والعمل بروح المسئولية الوطنية".

مضيفا: "ويحذر الجميع من تداعيات التساهل مع هذه التطورات، ويؤكد على ضرورة الإلتزام بأحكام القوانين النافذة ومراعاة القواعد الحاكمة للتعاملات المالية والمصرفية مع الإقليم والعالم". في اشارة إلى تهديد سابق وجهه البنك لجميع البنوك في صنعاء باخضاعها لعقوبات قانون مكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب.

شاهد .. "مركزي" عدن يصعد ضد الحوثيين

ونهاية مايو 2024م، أصاب مسؤول مصرفي بارز، البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن بمقتل، عبر اصداره اعلانا غير متوقع، فاجئ الاقتصاديين والسياسيين والمهتمين، بانتقاد مباشر وغير مسبوق لسياسات البنك المركزي، واصفا اجراءاته بالفاشلة، وحمله المسؤولية المباشرة لانهيار قيمة العملة الوطنية.

تفاصيل: مسؤول مصرفي يصيب "مركزي" عدن بمقتل

تتابع هذه التطورات، مع اعلان وزارتي الخارجية والخزانة الامريكيتين، الثلاثاء والاربعاء (4-5 مارس) قرارات تتضمن عقوبات على جماعة الحوثي و8 من قياداتها، على خلفية بدء تنفيذ قرار تصنيفها امريكيا "منظمة ارهابية"، إثر اعلانها استمرار "اسناد فلسطين والمقاومة الفلسطينية للكيان الاسرائيلي".

تفاصيل: قرار امريكي جديد بشأن اليمن

وأصدر رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب، الخميس (20 فبراير) اول قرار عسكري له بشأن اليمن وثاني قرار ضد جماعة الحوثي الانقلابية، وتهديداتها باستئناف هجماتها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على الكيان الاسرائيلي وسفنه في حال بدأ تهجير الفلسطينيين قسرا من غزة.

نقلت هذا قناة "الجزيرة" الاخبارية، في خبر عاجل لها، عن مسؤول امريكي، قال: إن "إسرائيل تطالب واشنطن بدور أكبر في الشرق الأوسط وإلا ستكون مضطرة للتصرف منفردة". مضيفا: "هناك وقف غير معلن للهجمات بين #الحوثيين والقوات الأمريكية ونراقب مدى التزامهم بالأمر".

وتابع المسؤول الامريكي في حديثه لقناة الجزيرة قائلا: "إذا استأنف الحوثيون هجماتهم فسنرد وترمب منح القادة العسكريين تفويضا بالرد على أي اعتداء". دون إيراد تفاصيل اضافية عن طبيعة الرد وما إذا كان يتجاوز غارات تحالف "حارس الرخاء" التي ظلت تنفذها امريكا طوال 15 شهرا.

شاهد .. ترامب يصدر اول قرار عسكري ضد الحوثيين

يترافق هذا مع بدء الكيان الاسرائيلي  تنفيذ تحركات عسكرية واسعة ضد اليمن بزعم مواجهة جماعة الحوثي الانقلابية واستباق هجماتها التي توعدت بها في حال بدأ تنفيذ تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بالقوة واحتلال الضفة الغربية. حسبما كشفه مسؤولون بجيش الاحتلال الاسرائيلي.

تفاصيل: تحركات عسكرية "اسرائيلية" ضد اليمن!

وأعلن زعيم الحوثيين الخميس (13 فبراير)، استئناف الحرب مجددا حتى تحقيق ما وصفه بـ "التحرير الكامل لفلسطين". مؤكدا أنه "لن يلين ابدأ ولن يتراجع على الاطلاق مهما كانت التحديات والصعوبات"، عن اسناد الشعب الفلسطيني في مواجهة المؤامرات والمخططات لتهجيره عن ارضه وتصفية قضيته وحقوقه.

تفاصيل: الحوثي يعلن استئناف الحرب رسميا (فيديو)

جاء الاعلان الحوثي ردا على استفزاز الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الثلاثاء (04 فبراير)، دول العالم عموما والدول العربية والاسلامية خصوصا، بإعلانه عن أنه "سوف يُهجر الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى الاردن ومصر", زاعما أن "من حق دولة الاحتلال أيضا ضم الضفة الغربية لأن (اسرائيل صغيرة)" حسب قوله.

تفاصيل: قرار جديد للرئيس ترامب بشأن غزة

اكدت تصريحات ترامب، اهداف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، طوال 15 شهرا، شن خلالها غارات جوية وقصفا بحريا وبريا بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للعدوان الاسرائيلي، وتعطيلها بالفيتو صدور قرارات عن مجلس الامن الدولي بإيقافه، اخرها الخميس (21 نوفمبر)، حتى بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

شاهد.. امريكا تجدد تعطيل وقف العدوان على غزة (فيديو)

واجهت فصائل المقاومة الفلسطينية العدوان والحصار الاسرائيلي على قطاع غزة، بكل قوة وحزم، عبر اطلاق آلاف الصواريخ على الكيان، وكبدته آلاف القتلى والجرحى من ضباط ومنتسبي جيش الاحتلال، وآلاف المعدات والآليات العسكرية، اثناء تصديها لعملية اجتياح جيش الاحتلال شمال قطاع غزة.

وتصاعدت المواجهة بين "حزب الله" والكيان الاسرائيلي، على خلفية اسناد الحزب المقاومة الفلسطينية، واستهداف الكيان قيادات الحزب بتفجير أجهزة اتصالاتها (البيجر والهواتف المحمولة)، وغارات جوية أوقعت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين واغتالت امين عام الحزب حسن نصر الله، ثم خلفه هاشم صفي الدين.

تفاصيل:  قصف غير مسبوق على وزارة الدفاع 

بالمقابل، تصاعدت من اليمن الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على الكيان وسفنه، والمواجهات بين قوات البحرية الامريكية في اطار تحالف "حارس الرخاء" الاميركي البريطاني، وجماعة الحوثي، على خلفية هجماتها على الكيان الاسرائيلي وسفنه والسفن الاميركية والبريطانية، ضمن دعمها للمقاومة بغزة.

تفاصيل: روسيا تكشف خفايا اختراق اليمن "تل ابيب" (فيديو)

تفاصيل: "اسرائيل" تشتعل بهجوم يمني والاحتلال يؤكد (فيديو)

وصعَّدت جماعة الحوثي من هجماتها على الكيان وسفنه، وأشارت "قناة 12" التابعة للكيان الاسرائيلي، الاحد (22 ديسمبر)، إلى أنه حتى الان "أطلق الحوثيون 270 صاروخا باليتسيًا و170 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر2023م" بينما تحدثت واشنطن عن "300 صاروخ على اسرائيل".

من جانبه أعلن زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، مطلع اكتوبر 2024م أن قواته استهدفت خلال عام في البحرين الاحمر والعربي وخليج عدن "211 سفينة مرتبطة بالعدو الاسرائيلي والامريكي والبريطاني". وأطلقت "منذ بداية اسناد معركة طوفان الاقصى على كيان العدو الاسرائيلي 1147 صاروخا وطائرة بدون طيار".

شاهد .. زعيم الحوثيين يعلن محصلة قصف الكيان (فيديو)

وخص رئيس حركة المقاومة الاسلامية في قطاع غزة ورئيس وفدها للمفاوضات، الدكتور خليل الحية، في اول خطاب له عقب تنصيبه خلفا للشهيد يحيى السنوار، اليمن واليمنيين بتحية خاصة على "تغيير معادلة الحرب والمنطقة في دعم واسناد المقاومة الفلسطينية بمواجهة العدوان الاسرائيلي وافشال اهدافه".

تفاصيل: "حماس" تكشف دور اليمن بالاتفاق (فيديو)

عزز اعلان اتفاق وقف الحرب في غزة الاربعاء (15 يناير)، وحديث رئيس "حماس" في قطاع غزة عن دور اليمن، ما كشفته الخميس (9 يناير)، مصادر سياسية في الكيان الاسرائيلي وجماعة الحوثي الانقلابية، عن صفقة بين الجانبين برعاية أمريكية لإيقاف هجمات الجماعة على الكيان وسفنه مقابل وقف العدوان عن غزة.

تفاصيل: صفقة حوثية "اسرائيلية" امريكية

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، تجاوزت "46000 قتيلا فلسطينيا (بينهم 33000 طفل وامرأة ومسنا)، و110000 مصابا، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "2400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.