العربي نيوز:
سجل الرئيس الاسبق، ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، الحاكم طوال 33 عاما، علي عبدالله صالح عفاش، ظهورا مفاجئا لملايين اليمنيين، في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة شركائه في الانقلاب، جماعة الحوثي، بعد اعلان مصرعه بالمواجهات مع الجماعة نهاية 2017م، عبر بث قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة، فيلما وثائقيا جديدا عن عفاش.
تناول الفيلم الوثائقي الجديد لقناة "المسيرة" عن علي عفاش، والذي حمل عنوان "خيوط الخيانة"، تفاصيل جديدة عن خلفيات الصراع بين الجماعة وعفاش عقب اعلان تحالفهما، وملابسات اكتشاف الجماعة المتأخر لسعي عفاش الى الانقلاب على شراكته مع الجماعة، بعد فشله في احتواء الجماعة واستعادة السلطة، وتسليمها لنجله احمد علي.
وتحالف الرئيس الاسبق علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، وسلم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ظنا منه انه سيستطيع الانقلاب على حلفائه الجدد كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.
لكن المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش وطارق عفاش، اندلعت مطلع ديسمبر 2017، وحسم الحوثيون المعركة في ثاني ايام دعوة عفاش اليمنيين في خطاب مصور الى الانتفاضة على الحوثيين، في حين استطاع طارق عفاش الفرار الى شبوة منها عدن قبل تنصيبه وكيلا للامارات بالساحل الغربي.
وفجر مدين، نجل الرئيس الاسبق علي عفاش، مدين عفاش، مفاجأة صادمة، وصفت بأنها قنبلة اعلامية مدوية، في اول حديث اعلامي له عن ملابسات اشتباكات والده مع جماعة الحوثي، نهاية العام 2017م، ومكان اصابة والده ثم مقتله والامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، عارف الزوكا، ودوره واشقائه في الاشتباكات.
مؤكدا في فيلم وثائقي عرضته قناة "العربية" ليل السبت (25 يوليو): أن والده علي عفاش وامين عام المؤتمر الشعبي عارف الزوكا لم يقتلا في منزل الثنية بصنعاء، بل في قرية الجحشي، بالقرب من قرية حصن عفاش بسنحان، بعدما "غادرا منزل عفاش في الثنية بحي الكميم في العاصمة صنعاء، في ثلاثة مواكب للتمويه".
وقال: إن علي عفاش، قرر مغادرة منزله في الثنية وسط العاصمة صنعاء، عقب ايام من تطويق مقاتلي جماعة الحوثي حي الكميم وارسال الجماعة وسطاء متلاحقين لتخييره بين إنهاء الاشتباكات واعتزال السياسة أو مواصلة القتال ومواجهة مصيره "لاعتقاد صالح بتغير موازين المعركة لصالحه اذا انتقل الى مكان آخر".
مضيفا: إن "سيارات المواكب الثلاثة التي خرجت من منزل الثنية تعرضت جميعها لكمائن الحوثيين، ولم تنج منها سوى سيارة كنت واخي صلاح فيها مع الزعيم، وبعد اعطاب سيارتنا في قرية الجحشي قبل وصولنا الى حصن عفاش في سنحان، اشتبك الزعيم مباشرة مع الحوثيين، وأصيب بطلقتين في ساقه وفي صدره، قبل مقتله".
وأوضح أن الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، عارف الزوكا، هو ايضا واثناء محاولته الوصول الى قرية الحصن في سنحان "قتل في القرية نفسها (الجحشي) بعدما قاتل حتى النهاية، بينما اعتقلني الحوثيين مع آخرين''. بينهم شقيقه صلاح، من دون ان يفصح عن دوره واشقائه في الاشتباكات بالعاصمة صنعاء ومشاركتهم فيها من عدمها.
شاهد .. فيلم علي عبدالله صالح المعركة الاخيرة (فيديو)
أكدت رواية مدين عفاش، الرواية الرسمية التي بثتها جماعة الحوثي، في الرابع من ديسمبر عام 2017م، والمتناقضة مع الرواية التي ظلت وسائل اعلام اسرة عفاش، تصر عليها، والتي تزعم بأن "علي عفاش لم يهرب وظل بمنزله يقاتل الحوثيين مدافعا عن نفسه حتى استشهاده داخل منزله في الثنية بحي الكميم جنوبي العاصمة صنعاء".
يشار إلى أن جماعة الحوثي اعلنت على لسان ناطقها، أن علي عفاش اختار المواجهة على التهدئة والصلح وقاتل حتى قتل، وجرى دفنه بحضور عدد من افراد اسرته وقيادات في المؤتمر الشعبي العام". نافية تعرضه للاغتيال او الاسر، ومشددة على أنه "اختار نهايته بنفسه واشعل المواجهة المسلحة بالتنسيق مع التحالف وقاتل حتى قتل".