الثلاثاء 2024/09/24 الساعة 12:30 ص

السجن 5 سنوات لثاني قادة

العربي نيوز - لحج:

أعلن مستشار قضائي جنوبي استحقاق ثاني قادة ما يسمى "الوية العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات في جنوب اليمن وساحله الغربي، السجن خمس سنوات، عن ارتكابه جريمة ثابتة عليه، تمثل خرقا صارخا للقوانين النافذة، باستمرار اختطافه واخفائه احد مشايخ قبائل طوق العاصمة المؤقتة عدن، منذ مايو الفائت، من دون مسوغ قانوني.

جاء هذا في بيان، اصدره المُستشار اكرم الشاطري، رئيس منظمة احرار لحقوق الإنسان والتنمية، ورئيس هيئة مكافحة الفساد جنوب اليمن، نشره الخميس (5 سبتمبر) على حائطه بمنصة "فيس بوك" تحت عنوان " #قضية أخرى وتغول العسكر على القوانين" أدان فيه قائد اللواء الثاني "عمالقة جنوبية"، الشيخ السلفي حمدي شكري.

وقال المستشار القضائي الشاطري: "علمت الهيئة من اخ المعتقل عصام هزاع الصبيحي العقيد عبد الحكيم هزاع ان أخيه الشيخ عصام عبده هزاع معتقل منذ تاريخ.7 مايو 2024م من قبل القائد العسكري حمدي شكري في سجن مايسمى بمصنع الحديد، وأن هذا القائد العسكري يمارس على أخيه صنوف التعذيب النفسي والجسدي خلافا للقانون".

مضيفا: "وإننا في الهيئة اذ نعتبر هذة المواقع قد تحولت إلى سجون خاصة انشأها أفراد وان اعتبرتها الجهات الحكومية ضمن السجون المعترف بها فان الممارسات التي يقوم بها من يديرونها تقوم على اهداف خاصة لا علاقة لها بالقوانين". مشيرا إلى عدم وجود أي مسوغ قانوني لاعتقال الشيخ عصام هزاع الصبيحي ونجله ومرافقه منذ مايو الفائت.

وتابع: "ومن حيث قضية المعتقل عصام عبده هزاع فقد اثبتت المراسلات التي ارسلها الشاكي بين النيابة وتحقيقات البحث الجنائي عدم وجود أي دليل يدينه حتى من بنك المعلومات وأفاد انه قد تم رفع ذلك للنائب العام. رغم ذلك لازال القائد العسكري يرفض اطلاق سراحة ويرفض إحالة ملفه إلى النيابة المختصه رغم تدخل مشائخ واعيان المنطقة".

مردفا: "كيف لا وهذا القائد العسكري لا يفقه في القوانين، والمصيبة ان تعترف وزارة الداخلية والجهات القضائية اعتبار ذلك الموقع محل توقيف وحجز مؤقت، خلافا لنص المادة (2) بالقانون رقم (13) لعام 1994م بشان الإجراءات الجزائية نصها: محل التوقيف: هو المكان المخصص بقسم الشرطة لحفظ المقبوض عليه مؤقتا 24 ساعة حتى يعرض على النيابة".

وأكد المستشار القضائي اكرم الشاطري استحقاق حمدي شكري السجن، قائلا: "ولاسيما وانه مأمور ضبط قضائي وليس جهة تحقيق نيابي او قضائي فيمارس جميع اختصاصات النيابة والقضاء وبنفس الوقت لا يفهم بل ولا يعترف بهذة القوانين، ومنها قانون الجرائم والعقوبات وبالتالي يعد ممارسا لانتهاكات القوانين ومرتكب جريمة الاعتداء على الحرية الشخصية والحجز على الحرية".

مضيفا: "وهي جريمة يعاقب عليها قانون الجرائم والعقوبات في المادة (246) التي تنص: يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات من قبض على شخص او حجزه او حرمه من حريته باية وسيلة بغير وجه قانوني، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على خمس سنوات اذا حصل الفعل من موظف عام او بانتحال صفته او من شخص يحمل سلاحا او من شخصين او اكثر".

وتابع: "او بغرض السب او كان المجني عليه قاصرا او فاقد الادراك او ناقصة او كان من شان سلب الحرية تعريض حياته او صحته للخطر. اما من حيث السجن الذي حوله هذا القائد العسكري وان اعترفت به السلطات العليا كسجن الا ان المذكور لا يتعامل بكونه سجن رسمي إنما سجن خاص به، يحبس من يشاء ويمنع عن اطلاق احد كيف يشاء ولا يخضع للنيابة العامة". 

مردفا في تأكيد جريمة الشيخ السلفي حمدي شكري بحق الشيخ عصام عبده هزاع واستحقاقه العقاب: "وبالتالي يطبق عليه النص العقابي في المادة (247) يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات او بالغرامة كل من اعد مكانا للحبس او الحجز فيه بدون وجه حق او اعاره او اجره او قدمه لهذا الغرض بدون ان يشترك في القبض على انسان او حبسه او حجزه من نفس القانون".

وانتقل المستشار الشاطري لمخاطبة النائب العام والحكومة، قائلا: "اننا في #هيئة_مكافحة_الفساد_جنوب_اليمن إذ نؤكد على ضرورة وقف هذه التصرفات والتجاوزات الصادرة من قبل القادة العسكريين الامنيين بحق المواطنين وجعلوا انفسهم زعماء جماعات عسكرية تستفرد بسلاح الدولة وليسوا موظفي دولة، وان من شأن تلك التصرفات ان يؤدي إلى زيادة احتقان الشارع وتأجيج الغضب".

مضيفا: "وعليه فإن الهيئة تطالب سيادة النائب العام للجمهورية القاضي قاهر مصطفى علي بضرورة التوجيه بوقف تغول القادة العسكر منهم على وجه الخصوص حمدي شكري على القانون وانتهاك حقوق المواطنين المقررة في القوانين النافذة،  وضرورة إحاله ملف المواطن المعتقل عصام عبده هزاع إلى النيابه العامه ان كان محبوس بجريمة ثابته وفق القانون او إطلاق سراحة فورا".

وتابع في ختام بيانه، الفتوى القضائية، قائلا: "كما نطالب بإلزام القادة العسكر العمل على إنفاذ القوانين وأعمال اتفاقيات حقوق الإنسان ومجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن التي تعد اليمن طرفًا فيها لا خرقها، وكذلك نؤكد على ضرورة وضع هذة السجون تحت الرقابة القضائية، منعا لاي ممارسات وانتهاكات لحقوق الإنسان".

شاهد .. مستشار قضائي يدين قائدا بالعمالقة الجنوبية

يأتي هذا بعدما وجه الاحد (18 اغسطس) اكرم عبدالكريم عبده صالح هزاع الجريوي الصبيحي نداء عاما، أكد فيه تطابق قضية المقدم علي عشال مع قضية عمه عصام هزاع، وقال: "نُعلم الجميع بأن عمي الشيخ عصام هزاع الصبيحي المعتقل في سجن مصنع الحديد قد تجاوز الـ ١٠٤ يوماً". 

تفاصيل: الكشف عن شبيه للمختطف عشال (اسم + صورة)

والثلاثاء (7 مايو)، أكدت مصادر محلية وقبلية واعلامية متطابقة، بينها "منصة أبناء عدن"، اقدام قائد اللواء الثاني "عمالقة جنوبية" حمدي شكري، على اعتقال الشيخ عصام هزاع الصبيحي، في مصنع الحديد، اهاضع لسيطرة مليشيا الانتقالي بمديرية البريقة" بالعاصمة المؤقتة عدن.

تفاصيل: اعتقال شيخ يهدد باجتياح مسلح للعاصمة

كما أفادت المصادر بأن "حمدي شكري اعتقل الشيخ عصام هزاع تعسفا وبطريقة الغدر، فدعاه إلى لقاء معه لمناقشة بعض الأمور، وعندما ذهب الشيخ عصام إليه وجه حمدي أفراده باعتقال الشيخ عصام  بسجن انفرادي ومنع التواصل معه ومداهمة منزله ونهب سيارته ومقتنياته".

تفاصيل: المليشيا تغدر بشيخ بارز وقبيلته بهذه الطريقة ! 

وفي (22 مايو) كشفت أنه "عندما علمت أسرة الشيخ عصام هزاع بتدهور حالته الصحية داخل السجن، ذهب ولده لزيارة والده وإدخال الاكل والدواء له، فابلغوا حمدي شكري للحصول على إذن، ولكن تفاجأ الأفراد بأنه وجههم بأن يتم إيداع نجل الشيخ عصام في السجن".

تفاصيل: اعتقال نجل شيخ زار والده بالمعتقل (اسماء)

بالتوازي أقرت مليشيا "الانتقالي" و"العمالقة" الممولة من الامارات، الخميس (23 مايو) باعتقالها رجل الشيخ عصام هزاع واقتحام منزله ومصادرة مقتنياته. زاعمة أنه "سلم نفسه" لسلطاتها في عدن، وأنه اعترف بـ "تنفيذه زيارات لمحافظات ومناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي".

تفاصيل: المليشيا تقر باعتقال احد مشايخ طوق العاصمة

وعقب ايام، اكدت مصادر قبلية ومحلية متطابقة في لحج أن "حمدي شكري اعتقل مطيع الصلوي، المرفق الشخصي للشيخ عصام هزاع، من دون أي مسوغ قانوني". وأكدت أن "الصلوي، يتعرض للتعذيب لإرغامه على الاعتراف بكل ما يطلب منه لإدانة الشيخ عصام".

تفاصيل: اعتقالات جديدة لمشايخ طوق العاصمة (اسماء)

من جانبه، فضح وزير الدفاع الاسبق والمستشار العسكري لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، الفريق الركن محمود الصبيحي، في (26 مايو) الفائت، زيف اتهامات مليشيا "العمالقة" و"الانتقالي"، معلنا أن "الشيخ عصام هزاع محتجز على خلفية سعيه لتفعيل ميناء رأس عيسى وليس مذنبا أو خائنا".

تفاصيل: الفريق الصبيحي يوجه صفعة لـ "الانتقالي" (فيديو)

يترافق هذا مع مواصلة مليشيا "العمالقة الجنوبية" و"حزام الانتقالي" منذ بداية مايو الفائت، تنفيذ حملة واسعة لكسر شوكة قبائل لحج واخضاعها، عبر مداهمة منازل مشايخها واعتقال عدد منهم ومصادرة ممتلكاتهم، والتنكيل بهم بتهمة "التعاون مع الاخوان" أو "التخادم مع الحوثيين".

تفاصيل: حملة كبرى على قبائل طوق العاصمة (فيديو)

وأعلنت مليشبا "العمالقة الجنوبية" و"الانتقالي الجنوبي"، مطلع مايو، إقرار خطة حملة واسعة للتنكيل بقبائل محافظات طوق عدن وفي مقدمها الصبيحة، تشمل مداهمات المنازل والاعتقالات ومصادرة الممتلكات واستهداف الشخصيات البارزة قبليا وتجاريا والمعروفة بأعمال تنموية وخيرية.

تفاصيل: المليشيا تقر خطة اعتقال وقمع مشايخ (اسماء)

جاء بين ابرز من طالهم اعتقالات مليشيا "العمالقة" و"الانتقالي"، بجانب الشيخ عصام هزاع ونجله ومرافقه الشخصي؛ الشيخ ثابت راجح العطري، والشيخ هيثم حسين البشيري، وغيرهم، على خلفية رفضهم حصر الصبيحة بدائرة المقاتلين المأجورين والمطالبة بحقوقهم في النهوض تنمويا واقتصاديا.

تفاصيل: المليشيا تعتقل شيخا من مشايخ الطوق (اسم)

بالمقابل، اطلق سياسيون وعسكريون نداء عاجلا لمشايخ ووجهاء واعيان الصبيحة، حذروهم من أن "الصمت تجاه ممارسات حمدي شكري التعسفية بحق الشيخ عصام هزاع اليوم لن ينجو احد من ملاقاة نفس المصير". مشددين على أن "ما يتعرض له الشيخ عصام اختبار لما سيطال الجميع لاحقا".

تفاصيل: المليشيا تنفذ حملة لاعتقال مشايخ كبار (اسماء)

وتتابع هذه التطورات، بعد اسبوعين، على  ظهور سفاح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الابرز، المتهم بجرائم اختطاف وتعذيب واغتيال مواطنين، يسران المقطري، رسميا، في الامارات، متحديا قرارات اللجنة الامنية العليا وأوامر الضبط القهري الصادرة بحقه من امن عدن والنيابة العامة، في جريمة اختطاف واخفاء المقدم علي عبدالله عشال.

تفاصيل: ظهور "يسران" رسميا في هذه الدولة (فيديو)

عمَّدت مليشيا "الانتقالي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية، إلى التغطية على تصاعد السخط الشعبي من اعتداءاتها وانتهاكاتها لكرامة وحرية المواطنين وتصاعد جرائم اختطافها واخفائها المعتقلين، بالحديث عن "مؤامرة لاسقاط عدن" زعمت ان "جماعتي الحوثي والاخوان تقفان وراءها".

تفاصيل: "الانتقالي" يبرر قتل المواطنين بـ "مؤامرة" (فيديو)

ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، على السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.