الأحد 2024/11/24 الساعة 05:30 ص

اعتقال نجل شيخ زار والده بالمعتقل (اسماء)

العربي نيوز - لحج:

فاجأت المليشيا الانقلابية، احدى اهم القبائل الموالية والداعمة لها بالمال والمقاتلين، عبر غدرها بأحد مشايخها والتنكيل به ثم اعتقال نجله لمجرد زيارته لوالده بالمعتقل، وتهديدها باعتقال كل من يحاول زيارتهما أو يتحدث عن قضيتهما للرأي العام، ضمن توجهها لمنع اندلاع ثورة جارفة تطيح بها.

كشفت هذا مصادر محلية وقبلية في محافظة لحج، موضحة أن قائد اللواء الثاني "عمالقة جنوبية" الشيخ السلفي حمدي شكري، يواصل للاسبوع الثالث على التوالي اعتقال رجل الاعمال والشيخ القبلي البارز، عصام عبده هزاع الصبيحي، دون أي مسوغ قانوني، بعد الغدر به.

وأفادت بأن "حمدي شكري لم يقم باعتقال الشيخ عصام الصبيحي اعتقالا قانونيا أو بطرق قانونية، وإنما تعسفا وبطريقة الغدر، فتواصل بالشيخ عصام الصبيحي وعزمه أن يأتي إليه لعقد لقاء معه لمناقشة بعض الأمور، وعندما ذهب الشيخ عصام إليه وجه أفراده بأن يدخلوه السجن".

موضحة أن "حمدي شكري بعد ادخال الشيخ عصام السجن، تعمد ايداعه سجنا انفراديا ومنع عنه التواصل حتى بأسرته ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، ووجه أفراده بمداهمة منزل الشيخ عصام ونهب سيارته ومقتنايته الشخصية من المنزل بدون أي وجه حق أو مسوغ قانوني".

وكشفت أنه "عندما علمت أسرة الشيخ عصام بتدهور حالته الصحيه داخل السجن ذهب ولده اليهم ليطلب منهم زيارة والده وإدخال له اكل وشرب، فابلغوا حمدي شكري لكي يعطيهم الإذن، ولكن تفاجأ الأفراد بأن توجيهات حمدي شكري بأن يتم إيداع نجل الشيخ عصام في السجن".

مؤكدة أن "حمدي شكري أصدر توجيهات لأفراده بأن أي شخص من قبيلة الصببحة يأتي ويريد زيارة الشيخ عصام يتم تهديده بالسجن اذا لم يغادر في الحال. كما استخدم اسلوب الترهيب والتهديد للمشايخ والوجهاء بمنع ابنائهم أو اقربائهم من النشر لأي توضيحات لمظلومية الشيخ عصام".

وذكرت المصادر المحلية والقبلية المتطابقة في لحج: أن "حمدي شكري هدد مشايخ ووجهاء الصبيحة بالاعتقال والاغتيال، في حال نشروا او اقربائهم اي شيء عن قضية الشيخ عصام في مواقع التواصل الاجتماعي أو حضروا أي اجتماع أو لقاء يعقده ابناء المنطقة لمناقشة مظلوميته".

منوهة بأن "أبناء الصبيحة حتى الذين هم محايدون في هذا الموضوع، يطالبون حمدي شكري بأن يعلن للرأي العام لماذا قام بسجن الشيخ عصام، وأن يظهر أدلته على ما يدعيه إن كان لديه، ويحيل الشيخ عصام للجهات القانونية، أو يفرج عنه لمنع حدوث فتنة بين أبناء الصبيحة".

وأكدت في ختام حديثها أن "الشيخ عصام رجل اعمال يسافر إلى جميع المحافظات ولا يستطيع أحد اعتراضه لهذا السبب، وحمدي شكري قيادي عسكري لديه قوة عسكرية بعتادها وأصبح يستخدمها لفرض نفسه على قبيلته الصبيحة وتصفية حساباته الشخصية مع أشخاص لم ينصاعوا له".

يأتي هذا بعدما أكدت مصادر محلية وقبلية واعلامية متطابقة، بينها "منصة أبناء عدن"، اقدام قائد اللواء الثاني "عمالقة جنوبية" حمدي شكري، الثلاثاء (7 مايو) باعتقال الشيخ عصام هزاع الصبيحي،  في نقطة مصنع الحديد التابعة للمجلس الانتقالي بمديرية البريقة، في عدن".

شاهد .. مليشيا الانتقالي تعتقل شيخا بارزا في الصبيحة

وأفادت المصادر المتطابقة، بأن "اطقما مسلحة تابعة للقيادي السلفي حمدي شكري، اعترضت موكب رجل الاعمال والمرجعية القبلية والمجتمعية عصام الصبيحي واعتقلته دون اي مسوغ قانوني وبتهمة مناصرة قطاع غزة بفلسطين، في تعمد واضح إهانة مشائخ الصبيحة".

يُعد الشيخ عصام هزاع الصبيحي، من أبرز رجال الأعمال ذو الاستثمارات داخل الوطن ويملك حضورا قبلييا كبيرا مكنه من لعب أدوار كبيرة في خدمة المواطنين والعمل على إصلاح ذات البين، كما عُرف قبل اعتقاله بموالاته "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات.

والاحد (12 مايو) حسمت قبائل طوق العاصمة المؤقتة عدن، امرها ولوحت بالانتفاضة بوجه مليشيا "الانتقالي" الانقلابية ووضع حد لانتهاكاتها المتصاعدة لحرمات قراها ومنازلها واعتقالاتها مشائخها ووجهائها، والتهديد بانتهاك اعراضهم في حال لم يخضعوا لتوجهاتها وينخرطوا في دعمها.

تفاصيل: قبائل طوق العاصمة تنتفض لأعراضها (بيان)

بالمقابل، أثار اعتقال رجل الاعمال والشيخ عصام الصبيحي، احد ابرز الشخصيات الاعتبارية في لحج، موجة استنكار وانتقادات بين اوساط الصبيحة. معتبرين أن "هذا الإجراء يكشف تبدلا مفاجئا لموقف العميد شكري". وشددوا على أن هذا "اساءة سافرة لشيخ مرموق ولقبائل الصبيحة عموما، واستهتار بالقيم القبلية والاجتماعية".

واطلق سياسيون وعسكريون نداء عاجلا لمشايخ ووجهاء واعيان الصبيحة، حذروهم من أن "الصمت تجاه ممارسات حمدي شكري التعسفية بحق الشيخ عصام هزاع اليوم لن ينجو احد من ملاقاة نفس المصير". مشددين على أن "كل ما يتعرض له اليوم الشيخ عصام هزاع هو اختبار لكم جميعا لما سيطالكم لاحقا".

تفاصيل: المليشيا تنفذ حملة لاعتقال مشايخ كبار (اسماء)

كما تواصل مليشيات الامارات الانقلابية، حملة اعتقالات واسعة طالت حتى الان، ثلاثة من ابرز رجال الاعمال ومشايخ الجنوب المؤثرين مجتمعيا في محاولة لمنع اندلاع ثورة شعبية أكدت تقاريرها الامنية والاستخباراتية أنها باتت وشيكة، وسيؤدي اندلاعها إلى الاطاحة بانقلابها على الشرعية اليمنية.

تفاصيل: حملة اعتقال المشايخ تطال هؤلاء (اسماء)

والسبت (11 مايو) باركت مليشيا "الانتقالي" رسميا، نتائج حملتها المتواصلة لاعتقال كبار المشايخ المؤثرين مجتمعيا، وكشفت عن "خطة مُعدة" لقمع جميع المشايخ واخضاعهم، منعا لاندلاع ثورة شعبية أكدت تقاريرها الامنية والاستخباراتية أنها باتت وشيكة، وسيؤدي اندلاعها إلى الاطاحة بانقلابها على الشرعية اليمنية.

تفاصيل: المليشيا تقر خطة اعتقال وقمع مشايخ (اسماء)

من جانبه، أصدر رئيس "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، السبت (11 مايو)، توجيهات علنية إلى قيادة مليشياته في محافظة ابين بالضرب بيد من حديد و"وشدد الرئيس القائد على أهمية اليقظة، والتعامل بكل حزم مع أي محاولات لتهديد السلم المجتمعي والإخلال بالأمن والاستقرار".

شاهد .. الزُبيدي يصدر توجيهات مليشياته في ابين 

وعمَّدت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشيات الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، تعاني انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

يتزامن هذا مع ذكرى تنفيذ الامارات، اكبر انقلاب على الشرعية اليمنية وحليفتها المملكة العربية السعودية في تحالف "عاصفة الحزم" في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن نفوذ اليمن، باتجاه فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها بجزر اليمن وسواحله وثرواته ايضا.

وتتواصل تداعيات تمويل الامارات انشاء ذراع سياسي وعسكري لها في جنوب اليمن، باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" في الرابع من مايو 2017م، واخراج آلاف من المتطرفين الانفصاليين لساحة العروض بعدن تحت شعار "فوضناك" في محاولة لاضفاء طابع "شرعي" للمجلس.

تزامن تمويل الامارات انشاء هذا الكيان وبهذا الاسم الانقلابي "المجلس الانتقالي" لحكم جنوب اليمن، مع استكمالها تمويل انشاء وتجنيد وتسليح قرابة 50 لواء عسكريا من الانفصاليين في جنوب اليمن، تحت شعار "دعم المقاومة لمليشيا انقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش".

لكن الامارات سرعان ما دعمت بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ثم شبوة.

وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

في السياق، شرع رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، في تنفيذ اعلانه الانفصالي الذي القاه مساء السبت (4 مايو) بمناسبة الذكرى السابعة لتمويل الامارات انشاء مجلسه، وأعلن فيه ما سماه "نفاد الصبر" ورفض "تقسيط الحل"، عبر إصداره قرارات عسكرية وسياسية انفصالية.

تفاصيل: الزُبيدي يبدأ الانفصال بإصدار 15 قرارا (وثائق)

يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية".

وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه العسكري على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.

مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي‘ على الشرعية وسيطرته على مؤسسات الدولة واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".

وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.