الأحد 2024/11/24 الساعة 06:50 م

العليمي يبدأ زيارة مصيرية لهذه المحافظة

العربي نيوز - حضرموت:

كشفت مصادر رئاسية عن ما سمته "زيارة مصيرية" يبدأ تنفيذها اليوم السبت (27 يوليو) رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، إلى واحدة من اهم محافظات الجمهورية، لاحتواء الموقف بعد تصاعد التوتر فيها، جراء اصرار مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على اخضاع المحافظة لسيطرتها، ايذانا لاعلان انفصال جنوب البلاد.

موضحة أن "الرئيس العليمي يبدأ السبت زيارة لمدينة المكلا في محافظة حضرموت، ستكون الثانية له خلال اقل من عام، في حال لم يطرأ أي طارئ يؤجل الزيارة". ونوهت بأن الرئيس العليمي يزور حضرموت هذه المرة في مهمة وصفتها بأنها "احتوائية للتوتر المتصاعد في المحافظة، من الانتقالي ومؤتمر حضرموت الجامع".

وليل الجمعة، أصدر مؤتمر حضرموت الجامع، بيانا، اعلن فيه  رفضه الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى مدينة المكلا، وقال: "أننا نرفض هذه الزيارة ونعبر عن عدم ترحيبنا بها حتى تنفيذ المطالب واعطاء حضرموت المكانة المستحقة". في اشارة للاعلان الصادر عن اجتماعه الاستثنائي السبت (13 يوليو).

شاهد .. مؤتمر حضرموت يرفض زيارة العليمي للمكلا (بيان)

تأتي زيارة الرئيس العليمي لحضرموت، عقب عشرة ايام على اصدار اجتماع استثنائي لقيادات مؤتمر حضرموت الجامع بيانا، امهل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية لحضرموت 30 يوما لتلبية ستة مطالب رئيسة، لإنهاء ما سماه "الواقع المعيشي والخدمي والاداري المتردي في حضرموت وحالة البؤس والمعاناة الناجمة عنه".

ولخص الاعلان المطالب في "حل اشكالية المعلمين وانهاء حرمان ابنائنا من التعليم، وإيقاف التدهور المعيشي، وانهيار قيمة العملة، وإنقاذ المواطنين من المجاعة والفقر، واصلاح الكهرباء بعموم حضرموت، وانهاء التفرد بالسلطة والعمل بالتوافق، والكشف بشفافية عن ايرادات حضرموت وأوجه انفاقها، وتشكيل لجنة مشتركة مع السلطة لإدارتها".".

معلنا "امهال قيادة السلطة المحلية مدة (30) يومًا لتنفيذ ما ذكر باعلاه، وعلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إتخاذ ما يلزم لتصحيح الأوضاع المختلة، ما لم سيعلن أبناء حضرموت إجراءات مؤلمة تبدأ ولا تنتهي إلا برفع الظلم عن أبناء حضرموت، ويفرضون فيها حقهم على أرضهم وثرواتهم". في تلويح بإعلان انفصال حضرموت.

شاهد .. مؤتمر حضرموت يمهل السلطة 30 يوما (بيان)

وتشهد محافظة حضرموت بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.

تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)

جاء هذا عقب اقل من 24 ساعة على اعلان "الانتقالي الجنوبي" عن تمكن مليشياته المسماة "النخبة الحضرمية"، اسقاط مديرية جديدة في المحافظة عسكريا، وانشائها معسكرا جديدا لها، في مواجهة اي قوات تابعة للجيش الوطني او "درع الوطن"، والتي يطالب "الانتقالي" باخراجها من محافظة حضرموت.

تفاصيل: اعلان سقوط مديرية محررة جديدة ! (بيان)

وتزامن هذا التحرك من "الانتقالي الجنوبي"، مع اعلانه عن انقلاب جديد له على الشرعية في حضرموت، برفض تواجد قوات الجيش ودرع الوطن في المحافظة، وسعيه إلى تعميد هذا الانقلاب بطابع شعبي عبر حشد اتباعه الى تظاهرات احتجاجية واعلان دعوته إلى عصيان مدني شامل الاربعاء (5 يونيو).

تفاصيل: الانتقالي يؤجج الشارع لحدث يعمد انقلابه (بيان)

بالتوازي، توالت منذ ليل الاحد (2 يونيو) بيانات اعلان سقوط محافظة حضرموت، واخضاعها لسيطرة مليشيا "المجلس الانتقالي" الانقلابية المتمردة على الشرعية منذ انقلابها العسكري الاول في 19 اغسطس بدعم عسكري مباشر من الامارات، واسقاطها عدن وعدد من مدن جنوب البلاد.

تفاصيل: اعلان اسقاط محافظ محررة جديدة ! (بيان)

وأكد عسكريون وسياسيون، تصاعد نُذر ما وصفوه "معركة حسم استعادة الدولة اليمنية وسيادتها على كامل اراضيها بدءا من المحافظات المحررة"، ورجحوا ان يبدأ "اندلاع نيرانها من محافظة حضرموت، بين قوات الشرعية ومليشيا الانتقالي الجنوبي، مالم يتدخل التحالف بقيادة السعودية".

مشيرين إلى أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".

وتوقعت المصادر العسكرية والسياسية "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".

في السياق، سبق أن حمل الرئيس رشاد العليمي "بشائر كبرى" لمحافظة حضرموت وابنائها، لدى زيارته الاولى منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الى المحافظة، التي بدأها مساء السبت (25 يونيو 2023م) برفقة مسؤولي الحكومة ووفد سعودي رفيع المستوى، معمدا اجهاض مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية.

تفاصيل: العليمي يحمل لحضرموت هذه البشائر

وابهج الرئيس العليمي المواطنين في حضرموت، خلال زيارته، بقرار وصفه مراقبون بالمصيري والتاريخي، على طريق تلبية مطالب المحافظة وابنائها، وقطع الطريق على مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية. معلنا: "أن حضرموت ستدير نفسها ماليا وإداريا وأمنيا، وإذا نجحت التجربة سنعممها على بقية المحافظات".

تفاصيل: الرئيس العليمي يبهج حضرموت بهذا القرار المصيري

جاءت زيارة الرئيس رشاد العليمي بمعية السفير السعودي لدى اليمن، بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام الامارت في حضرموت، ومحاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.

تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية

واعلنت المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية في محافظة حضرموت، بختام مشاوراتها السياسية في الرياض، منتصف يونيو 2023م، تشكيل مجلس وطني خاص بها، لإدارة شؤونها وتمثيلها والتصدي لمحاولات "المجلس الانتقالي" ضمها الى وصايته واخضاعها لسيطرته بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات.

تفاصيل: حضرموت تعلن تشكيل مجلس خاص بها

كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية عبر مليشياته المسلحة، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة.

تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.