الاثنين 2024/09/23 الساعة 10:22 م

جائحة اليمن تهدد 360 الفا حول العالم !

العربي نيوز - عواصم:

نشرت المملكة المتحدة البريطانية، تقريرا صادما، يسعى إلى ابراز " معاناة 360 الف عامل حول العالم"، مِن جائحة تنتشر بين اوساطهم، قالت إن مصدرها اليمن، وتحديدا، مياه اليمن الاقليمية في البحرين العربي والاحمر، جراء الهجمات الحوثية المتواصلة بزعم "دعم فلسطين واسناد مقاومتها".

وقالت وكالة "رويترز" البريطانية للانباء: إنه "مع استمرار الهجمات على السفن التجارية من قبل الحوثيين، يرفض البحارة المصابون بصدمات نفسية الإبحار عبر البحر الأحمر". وفقا لمقابلات أجرتها الوكالة مع أكثر من 15 من أفراد الطاقم ومسؤولي صناعة الشحن.

مضيفة في تقرير لها الاربعاء (19 يونيو): إن "هذا صداع آخر في التوظيف لصناعة تواجه بالفعل نقصا في البحارة في جميع أنحاء العالم، حيث تقلصت الرتب بعد أن أبقى COVID البحارة على متن السفينة لعدة أشهر وشكلت الحرب في أوكرانيا مخاطر في البحر الأسود".

ونقلت عن الرئيس التنفيذي وعالم النفس السريري في Mental Health Support Solutions (حلول دعم الصحة العقلية)، تشارلز واتكينز، أنه "ألتقى بأربعين بحارا من سفينتين أبحرتا عبر البحر الأحمر"، وقال:"عانى الكثيرون من الصدمات وبعضهم يفكر في ترك التجارة (الملاحة)"..

مضيفا: "يمكن أن تكون هناك اضطرابات في النوم، وكوابيس، ويمكن أن تصاب بالذهول بسهولة، ويمكن أن تتعرض للتوتر، ويمكن أن تطور رغبة مفاجئة في عدم تناول أي شيء بعد الآن". وأشارت إلى أن البحارة صاروا لا يرغبون في الابحار بمنطقة البحرين العربي والاحمر.

وذكرت الوكالة البريطانية للأنباء في تقريرها، الذي يسعى لتشكيل رأي عام دولي ضاغط على الحوثيين؛ نقلا عن "مصدر في الصناعة" البحرية "مُطلع على الازمة": إن "البحارة أقل حرصا على الإبحار عن طيب خاطر عبر تلك المنطقة وأصبح تحديا أكبر الآن". حسب قوله.

موضحة أن عضو نقابة المهندسين البحريين في اليونان، المهندس البحري من الدرجة الثانية، كوستاس راسياس، سقط صاروخ حوثي قرب سفينته بالبحر الاحمر، وعندما سئل هل سيعود مرة أخرى؟. قال: "جوابي واضح جدا: لا"، وتعهد "بوقف الإبحار في المياه المحفوفة بالمخاطر".

مضيفا في وصف لحظة سقوط الصاروخ قرب سفينته بالبحر الاحمر "لقد تجمدت. كنت أزن ما هو أكثر أهمية: حياتي، أم دخل أفضل؟". وأردف: "نحث أعضاءنا على عدم الاستسلام للضغوط ووضع سلامتهم وحياتهم في المقام الأول والمطالبة بعدم العمل في مناطق الحرب بأي ثمن".

ونقلت وكالة "رويترز" عن رئيس العمليات البحرية في الاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF)، جون كانياس، قوله: "يحظى البحارة بالدعم إذا اختاروا عدم الذهاب، ويتمتع 360 الف بحار مشمول باتفاقية ITF في جميع أنحاء العالم بالحق التعاقدي في رفض الإبحار في مناطق حرب محددة".

مضيفا: إن البحارة حول العالم المشمولين بالاتفاقية، يحق لهم "المطالبة بالإعادة إلى الوطن على نفقة مالك السفينة". وأردف: "وفي أبريل، تم توسيع إحدى هذه المناطق في البحر الأحمر، والمعروفة باسم "منطقة العمليات الحربية"، بناء على طلب الاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF)".

وتابع رئيس العمليات البحرية في الاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF)، جون كانياس حديثه لوكالة "رويترز" البريطانية للانباء، قائلا: إن "العديد من مالكي السفن الآن أكثر ترددا في الإبحار عبر هذه المنطقة (البحر الاحمر) لأنهم ببساطة لا يريدون تعريض حياة البحارة للخطر".

موضحا أنه "يتم شحن أكثر من 80٪ من التجارة العالمية عبر البحر، وما يقدر بنحو 1.8 مليون بحار يخدمون السفن، مع نقص متزايد في البحارة المؤهلين. وسيحتاج حوالي 18,000 ضابط إضافي إلى الانضمام كل عام لتلبية الطلب، وفقا لأخر تقرير القوى العاملة للبحارة 2021م".

ونقلت عن الرئيس التنفيذي لمجموعة ليبرا ومقرها الولايات المتحدة، جورج لوجوثيتيس، قوله: "نحن لا نحب الاستفادة من آلام الآخرين، لن نرسل سفننا إلى هناك". بينما نقلت عن "مسؤول نقابي"، قوله: إن "بعض القباطنة اليونانيين طلبوا بالفعل نقلهم إلى سفن أخرى لتجنب البحر الأحمر". 

مضيفة: "وقال مسؤولو الشركة إن أربع شركات يونانية على الأقل قررت في الأشهر الأخيرة عدم عبور المنطقة (البحر الاحمر)". بعدما "غرقت ناقلة الفحم Tutor المملوكة لليونان التي تعرضت للهجوم في البحر الأحمر في 12 يونيو، حسبما أكد المنقذون يوم الأربعاء". حسب "رويترز".

وتابعت: إن "رينيه كوفود-أولسن، الرئيس التنفيذي لـ V.Group ، إحدى أكبر شركات إدارة السفن وطواقمها في العالم، قال: إن معابر أسطولها المدارة قد انخفضت منذ بداية الصراع. وفي الحالات التي اختار فيها عملاؤهم من مالكي السفن الإبحار "نمنح البحارة لدينا الفرصة لعدم المضي".

شاهد .. بريطانيا تعلن اصابة بحارة العالم بجائحة اليمن

من جانبه، قال أكبر الاتحادات بقطاع الشحن البحري في العالم، إنه ""يشعر مجتمع الشحن بالفزع والحزن العميق إزاء الأخبار المأساوية التي تفيد بأنه يبدو من المؤكد أن بحارا آخر قد قتل في غارة بزورق مسير، الأربعاء 12 يونيو، أثناء وجوده على متن سفينة MV Tutor في البحر الأحمر". 

وتابع في بيان، الاربعاء (19 يونيو): "هذا هو الهجوم المميت الثاني الذي يقع فيه بحارتنا في مرمى الصراعات الجيوسياسية، حيث فقد ثلاثة بحارة حياتهم بشكل مأساوي عندما تعرضت سفينة للهجوم في وقت سابق من هذا العام". وأردف: "هذا وضع غير مقبول، ويجب أن تتوقف هذه الهجمات الآن". 

شاهد .. بيان اتحاد عالمي للشحن البحري 

جاء هذا بعدما اعلنت هيئة العمليات البحرية البريطانية (اكمتو) التابعة للجيش البريطاني، وقيادة القوات الامريكية (سنتكوم) أن ناقلة الفحم Tutor المملوكة لليونان تعرضت للقصف بالصواريخ وقارب مفخخ يتم التحكم فيه عن بعد في 12 يونيو، ما ادى لتسرب المياه لغرفة المحركات ثم غرقها الاربعاء (18 يونيو).

ونشر المتحدث العسكري لجماعة الحوثي الانقلابية، يحيى سريع، الخميس (19 يونيو) على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا) مقطع فيديو للحظة استهداف السفينة، معلقا: "مشاهد استهداف سفينة (TUTOR) بزورقين مسيرين في البحر الأحمر وإغراقها.. والقادم أعظم.. ولدينا مزيد..". حسب قوله.

شاهد .. الحوثيون يبثون مشاهد تفجيرهم سفينة واغراقها (فيديو)

بررت جماعة الحوثي الانقلابية، استهداف السفينة واغراقها، بأنها ""بعثت رسائل بريد إلكترونية (إيميلات) إلى الشركات الملاحية تتضمن تحذيرا وإشعارا بأنها ستكون ضمن قائمة الحظر في حال دخول سفنها موانئ فلسطين المحتلة لتعاملها مع الكيان الاسرائيلي، وأنها لم تستجب لتحذيرات سبقت استهدافها.

شاهد .. جماعة الحوثي تبرر اغراق سفينة "توتور"

يأتي هذا بعد اصدار جماعة الحوثي، السبت (15 يونيو) اعلانا عسكريا هو الاخطر، يتضمن الافصاح رسميا ولأول مرة، عن تدشين تغيير محوري في هدف هجماتها البحرية، والانتقال من مرحلة الانذار الناري للسفن لمنعها من العبور، إلى اغراق السفن المخالفة لحظر العبور.

تفاصيل: الحوثيون يعلنون الانتقال لاغراق السفن (محصلة)

وأعلنت الولايات المتحدة الامريكية، الاحد (16 يونيو)، بدء خوضها "اعنف معركة بحرية منذ 80 عاما"، في مياه اليمن الاقليمية وتحديدا البحرين العربي والاحمر، ردا على تصعيد جماعة الحوثي الانقلابية هجماتها البحرية المتواصلة بزعم "دعم فلسطين وإسناد مقاومتها بمواجهة العدوان الاسرائيلي وحصاره على غزة".

تفاصيل: امريكا تبدأ "اعنف" معركة بحرية باليمن (اعلان)

في المقابل، سجلت جماعة الحوثي، الاحد (16 يونيو) أول رد عسكري على اعلان الولايات المتحدة الامريكية بدء خوضها في مياه اليمن "اعنف معركة بحرية لها منذ 80 عاما"، عبر تنفيذها، هجوما مباغتا، استهدف سفينة حربية امريكية، بالصواريخ الباليستية والمضادة للسفن والطائرات المسيرة المفخخة، ذات التقنية الايرانية.

تفاصيل: اول رد حوثي على معركة الحسم الامريكية (فيديو)

وتواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب تأكيد ناطق جيش الكيان، بالتوازي مع هجمات بحرية "لمنع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".

تفاصيل: "اسرائيل" تشتعل بهجوم يمني والاحتلال يؤكد (فيديو)

تفاصيل: الحوثيون يباغتون 5 سفن بسلاح جديد ! (فيديو)

بالتوازي، تواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.

تفاصيل: شاهد أثار اعنف قصف امريكي لصنعاء (فيديو+صور)

تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".

شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة

كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "38396 قتيلا فلسطينيا (بينهم 26500 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 85523، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 6800 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.