الاربعاء 2024/06/26 الساعة 02:55 م

امريكا تبدأ

العربي نيوز - واشنطن:

أعلنت الولايات المتحدة الامريكية، بدء خوضها "اعنف معركة بحرية منذ 80 عاما"، في مياه اليمن الاقليمية وتحديدا البحرين العربي والاحمر، ردا على تصعيد جماعة الحوثي الانقلابية هجماتها البحرية المتواصلة بزعم "دعم فلسطين وإسناد مقاومتها بمواجهة العدوان الاسرائيلي وحصاره على غزة".

جاء هذا في تقرير نشرته وكالة "أسوشييتد برس" الامريكية الشهيرة للأنباء، نقلت فيه عن قيادة البحرية الامريكية، قولها: "تواجه البحرية الأمريكية أعنف قتال لها منذ الحرب العالمية الثانية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن". مؤكدين "إن المتمردين المدعومين من إيران يشنون هجمات شبه يومية". 

وقالت الوكالة إن قادة البحرية الامريكية وخبراؤها أكدوا لمدير الأخبار في منطقة الخليج وإيران، جون جامبريل، أن "الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتمردين الحوثيين، والتي طغت عليها الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، إلى المعركة البحرية الأكثر كثافة التي واجهتها البحرية منذ الحرب العالمية الثانية".

مضيفين من على متن مدمرة الصواريخ الموجة "يو إس إس لابون": "استعدت البحرية الأمريكية لعقود من الزمن لمحاربة الاتحاد السوفييتي، ثم روسيا والصين لاحقًا، على الممرات المائية في العالم. ولكن بدلاً من أن تكون قوة عالمية، تجد البحرية نفسها عالقة في قتال مع جماعة متمردة غامضة مدعومة من إيران ومقرها في اليمن".

وتابعوا: "يضع القتال مهمة البحرية المتمثلة في إبقاء الممرات المائية الدولية مفتوحة في مواجهة مجموعة نمت ترسانتها السابقة من البنادق الهجومية والشاحنات الصغيرة لتصبح مصدرًا لا ينضب على ما يبدو من الطائرات بدون طيار والصواريخ والأسلحة الأخرى. وقد تصاعدت الهجمات شبه اليومية التي يشنها الحوثيون منذ نوفمبر".

مشيرة إلى أن "الحوثيين استهدفوا منذ نوفمبر 2024م أكثر من 50 سفينة بشكل واضح، .. بهدف وقف الحرب في غزة ودعم الفلسطينيين، على الرغم من أنها تأتي في الوقت الذي يحاولون فيه تعزيز موقفهم في اليمن، تشير جميع الدلائل إلى أن الحرب سوف تشتد، مما يعرض البحارة الأمريكيين وحلفائهم والسفن التجارية لمزيد من المخاطر".

وقال اريك بلومبرج من مدمرة الصواريخ الموجة "يو إس إس لابون": "لا أعتقد أن الناس يفهمون حقًا مدى خطورة ما نقوم به ومدى استمرار تعرض السفن للتهديد". مضيفا: ""علينا أن نخطئ مرة واحدة فقط". "على الحوثيين فقط اجتياز ذلك". مشيرا إلى أنه "يكون لدى البحارة ثواني لتأكيد إطلاق الحوثيين، والتشاور مع السفن الأخرى وفتح النار".

مضيفا: "يمكن رؤية وتيرة النيران على المدمرة من طراز Arleigh Burke، حيث تم حرق الطلاء حول فتحات منصات الصواريخ الخاصة بها جراء عمليات الإطلاق المتكررة. في بعض الأحيان يكون لدى البحارة ثواني لتأكيد إطلاق الحوثيين، والتشاور مع السفن الأخرى وفتح النار على وابل صاروخي قادم يمكن أن يتحرك بسرعة قريبة أو تتجاوز سرعة الصوت".

وقال العميد البحري المشرف على مدمرات الصواريخ الموجهة في البحرية الامريكية، الكابتن ديفيد ورو: "إن هذا يحدث كل يوم، وكل ساعة، وبعض سفننا موجودة هنا منذ أكثر من سبعة أشهر للقيام بذلك". لافتا إلى أن احد العمليات "شهدت في 9 يناير اسقاط 18 طائرة بدون طيار وصاروخين كروز مضادين للسفن وصاروخًا باليستيًا أطلقه الحوثيون".

مضيفا في حديثه لوكالة "أسوشييتد برس" الامريكية : "في كل يوم تقريبًا - باستثناء التباطؤ خلال شهر رمضان المبارك - يطلق الحوثيون صواريخ أو طائرات بدون طيار أو أي نوع آخر من الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب الضيق الذي يربط الممرات المائية. ويفصل أفريقيا عن شبه الجزيرة العربية". حسب تأكيده.

من جانبه، قال بريان كلارك، وهو غواص سابق في البحرية وزميل كبير في معهد هدسون: "هذا هو القتال الأكثر استدامة الذي شهدته البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية - بسهولة بلا شك". "نحن على وشك أن يتمكن الحوثيون من شن أنواع الهجمات التي لا تستطيع الولايات المتحدة إيقافها في كل مرة، وبعد ذلك سنبدأ في رؤية أضرار جسيمة".

مضيفا: "… إذا تركت الأمر يتفاقم، فسيصبح الحوثيون قوة أكثر قدرة وكفاءة وخبرة”. مؤكد تنامي قدرات جماعة الحوثي واسلحته المتنوعة والموجهة (الطائرات والزوارق والغواصات المُسيَّرة) علاوة على الصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للسفن، والتي طورتها الجماعة عبر الاستعانة بتقنيات وخبرات ايرانية، وفقا لوزارة الدفاع الامريكية.

وقال الأدميرال مارك ميجيز، قائد البحرية لمجموعة حاملة الطائرات الثانية، والتي تضم "أيزنهاور" والسفن الداعمة: إن "البحرية أسقطت طائرة بدون طيار تحمل قنابل تحت الماء أطلقها الحوثيون أيضًا خلال الحملة". مضيفا: ""لدينا حاليًا ثقة عالية جدًا في أن إيران لا تقدم الدعم المالي فحسب، بل تقدم الدعم الاستخباراتي لاستهداف السفن الحربية الأمريكية".

مشيرا إلى تنفيذ الحملة التي تقودها الولايات المتحدة العديد من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الحوثيين داخل اليمن، بما في ذلك ما يصفه الجيش الأمريكي بمحطات الرادار ومواقع الإطلاق والترسانات ومواقع أخرى. وأدت جولة واحدة من الضربات الأمريكية والبريطانية في 30 مايو/أيار إلى مقتل ما لا يقل عن 16 شخصاً، وهو الهجوم الأكثر دموية".

وقال النقيب مارفن سكوت، الذي يشرف على جميع طائرات المجموعة الجوية، إن أطقم طائرات أيزنهاور أسقطت أكثر من 350 قنبلة وأطلقت 50 صاروخًا على أهداف في الحملة. وفي الوقت نفسه، يبدو أن الحوثيين أسقطوا عدة طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper بأنظمة صواريخ أرض جو". وتحدث عن تنامي قدرات الحوثيين التسليحية.

مضيفا في حديثه لوكالة "أسوشييتد برس" الامريكية: "يمتلك الحوثيون أيضًا قدرات أرض-جو قمنا بإضعافها بشكل كبير، لكنهم ما زالوا موجودين وما زالوا موجودين". لكن المشرف على جميع طائرات المجموعة الجوية بحاملة الطائرات الاميركية "آزنهاور" النقيب مارفن سكوت، استدرك قائلا: "نحن مستعدون دائماً للتعرض لإطلاق النار من قبل الحوثيين”.

ولفتت الوكالة الامريكية، إلى أنه "بينما يقوم الشركاء الأمريكيون والأوروبيون بدوريات في الممرات المائية، ظلت المملكة العربية السعودية هادئة إلى حد كبير، سعياً إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع الحوثيين. كما تشير التقارير إلى أن بعض دول الشرق الأوسط طلبت من الولايات المتحدة عدم شن هجمات على الحوثيين من أراضيها، مما يجعل وجود أيزنهاور أكثر أهمية". 

منوهة بأن "جماعة الحوثي المتمردة قاتلت التحالف الذي تقوده السعودية ووصلت إلى طريق مسدود في حرب أوسع أدت إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص، بما في ذلك المدنيين، وخلقت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم". وقالت: "إن محاربة الولايات المتحدة والانحياز علناً إلى جانب الفلسطينيين دفع البعض في الشرق الأوسط إلى الإشادة بالمتمردين".

شاهد .. تصريحات مفاجئة للبحرية الامريكية بشأن اليمن

ترافق هذا الاعلان الامريكي، مع اصدار جماعة الحوثي، السبت (15 يونيو) اعلانا عسكريا هو الاخطر، يتضمن الافصاح رسميا ولأول مرة، عن تدشين تغيير محوري في هدف هجماتها البحرية المتواصلة منذ منتصف اكتوبر 2023م، والانتقال من مرحلة الانذار الناري للسفن لمنعها من العبور، إلى اغراق السفن المخالفة لحظر العبور.

تفاصيل: الحوثيون يعلنون الانتقال لاغراق السفن (محصلة)

يأتي هذا عقب اسبوع على كشف اميركا، الخميس (6 يونيو) عن "محاولة اخيرة" لانهاء الحرب المتواصلة للسنة التاسعة في اليمن والهجمات البحرية للحوثيين، عبر كماشة محكمة لخنق جماعة الحوثي الانقلابية اقتصاديا وماليا، واجبارها على الانصياع للسلام وفق المرجعيات الثلاث التي تتمسك بها الشرعية اليمنية.

تفاصيل: كماشة اميركية تطبق على الحوثيين (تفاصيل)

وبدأت جماعة الحوثي الانقلابية الاثنين (26 مايو) مرحلة تصعيد جديدة وخطيرة، اسمتها "الزخم العظيم"، عبر إطلاقها كما كبيرا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المُفخخة، ذات التقنيات الايرانية، على سفن الكيان الاسرائيلي والدول الداعمة له، وتوسيع نطاق وعدد هجماتها المتواصلة في اربعة بحار بزعم "دعم فلسطين واسناد مقاومتها".

تفاصيل: الحوثيون يبدأون تصعيد "الزخم العظيم"! (فيديو)

تواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب تأكيد ناطق جيش الكيان، بالتوازي مع هجمات بحرية "لمنع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".

تفاصيل: "اسرائيل" تشتعل بهجوم يمني والاحتلال يؤكد (فيديو)

تفاصيل: الحوثيون يباغتون 5 سفن بسلاح جديد ! (فيديو)

بالتوازي، تواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.

تفاصيل: شاهد أثار اعنف قصف امريكي لصنعاء (فيديو+صور)

تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".

شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة

كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "38202 قتيلا فلسطينيا (بينهم 26500 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 82216، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 6800 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.