العربي نيوز - صنعاء:
اعلن زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، رسميا، ولأول مرة، الحرب على "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، باعتباره يدعو ويسعى بالقوة المسلحة إلى فرض انفصال جنوب اليمن، مشددا على أن "الوحدة واجب ديني" وتبعا الدفاع عنها أوجب.
جاء هذا في الخطاب الاسبوعي المتلفز لزعيم جماعة الحوثي، مساء الخميس (23 مايو)، رد فيه على تحركات "المجلس الانتقالي" وقرارات رئيسه عيدروس الزبيدي الانفصالية، بما فيها الغاء الاحتفاء بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية (22 مايو)، والاستعراض العسكري لمليشياته.
وقال عبدالملك الحوثي في خطابه، ولأول مرة: "الوحدة اليمنية هي تذكر شعبنا العزيز بما ينبغي أن يكون عليه باعتبار ذلك ما ينسجم مع هويته الإيمانية والمصلحة الوطنية والجامعة لشعبنا هي في وحدته، وليست المشكلة أبدا في الوحدة حتى يكون الحل في التفرقة والاختلاف".
مضيفا: "لذلك هناك أسباب أخرى للمشاكل التي تؤثِّر على أبناء شعبنا العزيز، في مقدِّمتها: التدخل الخارجي، هناك دول، هناك جهات لها مشكلة، ولديها عقدة في وحدة شعبنا العزيز، تريد هذا البلد أن يكون ممزقاً، ضعيفاً، مفرقاً، مأزوماً بمشاكل في كل المجالات".
وتابع: "مشاكل لا نهاية لها، وتعمل على ذلك، والبعض يستجيب لها بدافع الأطماع، وكذلك البعض بدافع الأحقاد، البعض لديهم أحقاد، وضغائن شديدة على بعض أبناء بلدهم، ويريدون أن يصفّوا حساباتهم بالاستناد إلى الموقف الخارجي، وإلى الدعم الخارجي، وإلى العمالة للخارج".
مردفا: "وهكذا الدور الخارجي من جهة، وأيضاً الأطماع لدى البعض، والأحقاد لدى البعض، ومجموعهما لدى البعض الآخر لها تأثير فيما يحصل من المشاكل على البلد. أمَّا الذي ينسجم مع الهوية الجامعة، الهوية الإيمانية، ويجسِّد المصلحة الحقيقية لشعبنا العزيز، فهو في وحدته".
شاهد .. الحوثي يتهم التحالف بتفتيت وحدة اليمن (فيديو)
وأشار إلى "الانتقالي" بقوله: "في ظل الظروف التي عانى ويعاني منها شعبنا العزيز؛ نتيجةً للعدوان الأمريكي السعودي على بلدنا، والذي نتج عنه احتلال أجزاء واسعة من البلاد، وقيام الأمريكي والسعودي والإماراتي ببناء تشكيلات معادية ضد الشعب، ضد الوطن، ضد الوحدة أيضاً".
وتابع: "وسعى تحالف العدوان أن يزرع الفرقة إلى أنهى مستوى بين أبناء شعبنا العزيز، وهذا شيءٌ واضح، وسائله الإعلامية تشهد، أنشطته العدائية تشهد، كلها تقوم على أساس زرع الفرقة بين أبناء الشعب اليمني تحت كل العناوين: العنصرية، المذهبية، المناطقية، السياسية، الاجتماعية".
مردفا: "يعني: لا يألو العدو جهداً في أن يعزز حالة الفرقة والخلاف بين أبناء شعبنا، وأن يعمل على أن يكون هناك عداوات شديدة بين أبناء شعبنا العزيز". معتبر الحل في " الوحدة ومعالجة أي مشاكل، أو مظالم؛ بالعدل، بالتصاف، والتفاهم، وعلى مبدأ الشراكة الوطنية العادلة".
شاهد .. الحوثي يعلن الحرب على دعاة الانفصال (فيديو)
وتحدث عبدالملك الحوثي عن مقتل الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ومرافقيه بسقوط طائرته المروحية على الحدود مع اذربيجان، بوصفه "حادثا مؤلما"، وقال: "إيران أولاً كبلدٍ مسلم كبير، تجمعنا به روابط الأخوّة الإسلامية، فنحن نشاطره الحزن لأحزانه، أمام هذا المصاب الجلل".
مضيفا: "والجمهورية الإسلامية أيضاً هي التي وقفت على القضية الفلسطينية بشكلٍ مميز، وبما لا مثيل له على المستوى الرسمي من جهة أي نظامٍ عربيٍ أو إسلامي، وأيضاً في إطار موقفٍ ثابتٍ مبدئيٍ لم يتغير، لا بضغوط، ولا بإغراءات، على مدى كل السنوات الماضية".
شاهد .. الحوثي يعلق على مقتل الرئيس الايراني (فيديو)
وجدد الحوثي، تحدي تحالف "حارس الرخاء" العسكري الامريكي البريطاني في البحرين العربي والاحمر، قائلا: "موقفنا مستمر، وإحساسنا وشعورنا ووعينا كشعبٍ يمني بالمسؤولية تجاه مناصرة الشعب الفلسطيني لن ينقص، ولن يفتر، لا في مقابل الوقت الذي يطول، ولا في مقابل تصعيد العدو".
مضيفا بنبرة وعيد: "ولن يؤثِّر عليه أو يشوش عليه ما يقوم به البعض من المتحالفين مع أمريكا، والمتأثرين بأمريكا، والمرتبطين بأمريكا وبريطانيا وإسرائيل، التفاعل الشعبي واسع، ويتمنى فعل ما هو أكثر وأكبر، هذا هو سقف الشعب اليمني: عالٍ جداً في موقفه في مناصرة الشعب الفلسطيني".
وتابع: "يعني: ما نعمله حتى الآن هو بقدر ما نستطيع، ولكن ما يريده الشعب هو أكبر، كم كنا ولا زلنا نتمنى أن يكون هناك طرق برية تصل بالأفواج، بمئات الآلاف من أبناء شعبنا العزيز، للذهاب للاشتراك بشكلٍ مباشر في الجهاد في سبيل الله جنباً إلى جنب مع حركات المقاومة في فلسطين".
مستدركا: "ولكن الفاصل الجغرافي، والدول التي تحجز وتفصل ما بيننا وبين فلسطين لم تقبل أبداً أن تفتح طرقاً برية ليعبر منها الشعب اليمني بأمان، ويذهب إلى هناك للمشاركة". وقال متباهيا: "عملياتنا مستمرة، القوات الصاروخية والبحرية، عملياتها مستمرة وموقفنا مستمر شعبيا وسياسيا واقتصاديا".
شاهد .. الحوثي يتحدث عن "بشائر" قادمة من اليمن (فيديو)
وتحدث زعيم الحوثيين عمَّا سماه "بشائر قادمة"، قائلا: "الأمريكي يبذل جهده في إعاقة المرحلة الرابعة، وينشر الكثير من الطائرات، لاعتراض وإعاقة عمليات القصف". وأردف بتحدٍ: "ولكنه سيفشل، فنحن في عملية تطوير مستمر، وكذلك تنسيقنا مع الإخوة المجاهدين في العراق سيكون له أيضاً إسهام إضافي".
مضيفا: "وفي نفس الوقت عملياتنا المباشرة من الأراضي اليمنية سيكون لها تأثير كبير. هناك بشائر قادمة في هذا الجانب، وستشهد- إن شاء الله- الزخم العظيم والكبير والمؤثر، كما هو الحال بالنسبة للبحر الأحمر، والبحر العربي، والمحيط الهندي، وكذلك في خليج عدن وباب المندب".
شاهد.. الحوثي يعلن عن "بشائر" مرحلة "الزخم العظيم" (فيديو)
يأتي هذا الخطاب لزعيم جماعة الحوثي، عقب ايام على إصدار حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، اعلانا عاجلا، جديدا وهاما، بشأن اليمن وما تراهن عليه من جانبه اسنادا لمعركة "طوفان الاقصى" بمواجهة العدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين على قطاع غزة ورفح، للشهر الثامن تواليا.
تفاصيل: اعلان عاجل لحماس بشأن اليمن (فيديو)
وتواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب تأكيد ناطق جيش الكيان، بالتوازي مع هجمات بحرية "لمنع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".
تفاصيل: "اسرائيل" تشتعل بهجوم يمني والاحتلال يؤكد (فيديو)
تفاصيل: الحوثيون يباغتون 5 سفن بسلاح جديد ! (فيديو)
وتواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.
تفاصيل: شاهد أثار اعنف قصف امريكي لصنعاء (فيديو+صور)
تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.
وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".
شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة
كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.
شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)
في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.
تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)
وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.
تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)
عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "35596 قتيلا فلسطينيا (بينهم 26500 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 78216، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 6800 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة