العربي نيوز- ابوظبي:
استدعى نجل الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح عفاش، وقائد جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، احمد علي عفاش، المقيم في ابوظبي، رسميا ولأول مرة، قواته مهددا باستخدام القوة العسكرية، لحسم الحرب في اليمن والعودة الى السلطة، رئيسا منقذا ومخلصا لليمن مما سماه "المنحدر الكارثي الذي آل ليه". بوصفه "رجل دولة ينحاز للسلم والامن والاستقرار والقانون وحقوق المواطنة".
جاء هذا في رسالة بعثها الاربعاء (15 مايو)، إلى رئيس وأعضاء لجنة العقوبات الدولية في مجلس الامن، ومركز التنسيق المعني برفع الأسماء من قائمة العقوبات وأمين مكتب المظالِم (لجنة الجزاءات بشأن القاعدة)، يتوسلهم رفع العقوبات الدولية المفروضة عليه ووالده، بتهمة تهديد الامن والاستقرار في اليمن والسلم الدولي.
وقال احمد علي عفاش: "لا أخفيكم بأنني أتلقى مئات بل آلاف رسائل العتاب واللوم من أكثر من طيف يمني لا يُستهان به لأنني جنحت إلى الخيار السلمي منذ اللحظة الأولى لنشوب الأزمة اليمنية، برغم وجود العديد من الفرص والمبررات التي أتاحت لي خيار استخدام القوة والعنف لحسم الوضع مع امتلاكي لكل عناصر القوة والتأييد السياسي والشعبي والمبرر الأخلاقي في حينه".
مضيفا: "كما يطالني اللومُ كذلك لأنني لم أنحَز لاحقاً إلى خيار الفوضى واستخدام العنف وتشكيل كيان مسلح لفرض الوجود والبقاء ضمن معادلة الجغرافيا السياسية اليمنية التي تحتكم للسلاح ومنطق القوة، والتي من خلالها أستطيع أن أفرض وجودي وحزبي وأنصاري وأتجاوز أمر العقوبات. وعذرُ ومبررُ هؤلاء أن لا عدالة ولا حساب ولا أُذن صاغية لدى المجتمع الدولي إلا لمن يحمل السلاح ويهدد المصالح".
وتابع: "ومع ذلك وكما أكدت ومنذ اللحظة الأولى لجميع رفاقي في القوات المسلحة اليمنية وزملائي في المؤتمر الشعبي العام وأنصاري وعموم أبناء الشعب اليمني أنني أنحاز للسلام والأمن والاستقرار والديمقراطية والمشاركة السياسية المتساوية والتعايش السلمي بين جميع أبناء اليمن دون تمييز في الحقوق أو الواجبات. وأنا هنا أؤكد لكم اليوم مجدداً انحيازي لهذه القيم التي آمنت بها فكراً وسلوكاً، وسأظل مؤمناً بها".
مقدما نفسه لليمنيين والمجتمع الدولي، رئيسا منقذا لليمن بقوله: "لا شك في أنكم تقفون في مقدمة من يتابع مستجدات وتطورات الأزمة اليمنية لحظة بلحظة، وتعلمون علم اليقين ما آلت إليه الأمور، وإلى أين انتهى به الوضع الكارثي في اليمن، ومن يقف خلف كل هذا منذ البداية وحتى المنتهى. وأنتم أكثر من يحيط علماً بخفايا الأمور في المشهد اليمني منذ بدايته وحتى الآن من تفاصيل".
وأردف: "وتعلمون علم اليقين من هم الذين تعيش وتنمو مشاريعُهم في ظل هذه الظروف والأوضاع وتتضخمُ مصالحهم كذلك على حساب دماء ومقدرات وأمن واستقرار الشعب اليمني. وأحمدُ اللهَ تعالى بأنني لست من هؤلاء ولا أولئك منذ البداية وحتى اللحظة، وأنتم تعلمون ذلك علم اليقين". وأردف: "لا أشكُ كذلك بأنكم على علم ودراية تامة بكل من يساهم في تعقيد الحالة اليمنية عسكرياً وسياسياً".
مضيفا: "ومن يحول دون تحقيق أدنى حد من التقدم في أي مشروع للتسوية السياسية وإحلال السلام العادل والشامل والمستدام الذي يلبي طموحات وتطلعات كل اليمنيين ويحفظ حقوقهم بشكل متساوٍ دون تمييز أو انتقاص، كما أنكم كذلك تحيطون علماً بمن يعبث بمقدرات اليمنيين ويقيد حياتهم ويزعزع أمنهم ويخرب اقتصادهم ويصادر حقوقهم وحرياتهم ويهدد حياتهم ويفرض الوصاية عليهم".
وزعم أنه يحظى بتأييد شعبي وسياسي وعسكري واسع، بقوله: "ولقد تأكد لغالبية اليمنيين لاحقاً، ومن خلال ثقتهم بصدق توجُهاتنا، حرصنا على الاستقرار والسّلام في اليمن ومسلكنا ونهجنا وطبيعة ومجريات الأحداث في حينه أولاً وما آلت إليه الأوضاع في اليمن ثانياً والتي انحدرت إلى مستوى غير مسبوق لم يخطر على بال أيّ يمني مهما كان مستوى التشاؤمِ لديه".
في المقابل، استفز نجل الرئيس الاسبق علي عفاش، وقائد جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، احمد علي، المقيم في ابوظبي، الشرعية اليمنية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، باصدار اعلان مفاجئ كال لها اتهامات عدة، جاء بينها "الكيد والحقد السياسي والاتجار بدماء وارواح اليمنيين ومقدرات اليمن". حد زعمه.
وقال نجل عفاش في رسالته للجنة العقوبات بمجلس الامن: إنه اتبع خلال 9 سنواتٍ كلَّ المسارات والسُبل المتاحةِ لبيان "بطلان المزاعم والاتهامات التي وُجِّهتْ لي لأغراض سياسية لا تَخفى عليكم ولا الصغير قبلَ الكبير في اليمن، كان مدفوعاً بضغوطِ مشروعٍ سياسي خاص أو مُتطلّع للسلطة في حينه وكيفما اُتفق وبأيّ وسائلَ متاحة، ومنها الدسُّ والكيدُ للغير".
مضيفا: إن مجريات الاحداث وانحدار الاوضاع في اليمن الى مستوى غير مسبوق لم يخطر ببال احد "حدا بالكثير من الفعاليات اليمنية المختلفة أن تعبِّر وبصدق ودون مواربةٍ عن موقفها واستهجانها لاستمرار العقوبات ضدي ووالدي الرئيس الشهيد، دون مبرِّر وجيهٍ أو عادل، ورغبتها الكاملة في سرعة رفع العقوبات والشطب من القائمة دون قيد أو شرط".
وتابع: "في مقدمة تلك الكيانات والفعاليات مجلسُ النواب اليمني الممثلُ الشرعي والدستوري للشعب اليمني، وكذا مجلس الشورى الغرفة الثانية اللذان عبّرا في خطاباتٍ واضحةٍ وصريحةٍ موجهةٍ لمجلس الأمن الدولي عبَر الأمين العام للأمم المتحدةِ عن وجوب رفع العقوبات عنّا دون قيد أو شرطٍ، بجانب مطالبات المنظمات والشخصيات المدنية والسياسية والحزبية".
مستدلا على هذا "التأييد الشعبي" بالحملات الاعلامية والالكترونية الممولة منه عبر وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، المنفذة "من منظمات المجتمع المدني والشخصيات الحزبية والسياسية والثقافية وعموم أبناء اليمن من مختلف الشرائح والتوجُهات الذين عبّروا عن نفس الرغبة وبطرق ووسائل مختلفة، يأتي في مقدمتها الحملات الإعلامية" حسب تعبيره.
ومضى نجل عفاش في كيل الاتهامات للشرعية اليمنية بقوله: "كنت آمل أن تبادر الحكومة الشرعية اليمنية التي أعترف بها وأنتمي لها ونفذت جميع قراراتها قبل أن تطلب إدراجي ضمن العقوبات، وبعد ذلك وحتى الآن وتحت قيادة الرئيس هادي وحالياً الرئيس رشاد العليمي والتي لم أتردد للحظة في تأكيد الاعتراف بها والانصياع لقراراتها في كل فرصة مناسبة لذلك".
مضيفا: "ولكن يبدو أنها الكيان الوحيد في اليمن الموضوع تحت الفصل السابع مثلما أنني المواطن الوحيد الذي تستقوي عليه دولته وحكومته والمجتمع الدولي بعقوبات ظالمة ودون ذنب يُذكر، وربما أن الظروف التي تعيشها وتخضع لها هذه السلطة لم تعد تمكّنها من ممارسة حقها في الدفاع عن أحد مواطنيها وإزالة الجور الذى أوقعته عليه وإن كان متاحاً لها ذلك".
شاهد .. رسالة احمد عفاش للجنة العقوبات الدولية (وثيقة)
وسبق لنجل عفاش، احمد علي، أن هاجم الرئيسين هادي والعليمي والحكومة اليمنية، عبر اصداره اعلانا مفاجئا، منتصف نوفمبر 2023م تضمن اتهامات للشرعية اليمنية (مجلس القيادة الرئاسي والحكومة)، واشهارا لما اعتبره مراقبون "حزبا جديدا" لنشاط احمد علي عفاش في اليمن، خلال المرحلة المقبلة.
تفاصيل: رسميا .. احمد علي يعلن حزبا جديدا (وثيقة)
يتهم خبراء لجنة الامم المتحدة وسياسيون وعسكريون الرئيس الاسبق علي عفاش ونجله احمد وابن اخيه طارق، بالانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، عبر سلسلة جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان واعمال انتقامية، شملت الاغتيالات والتفجيرات للمنشآت العسكرية والخدمية والاقتصادية.
متحدثين بالتفصيل عن أن انتقام علي عفاش ونجله احمد علي وابن عمه طارق عفاش، تواصل حتى بعد نقل السلطة للرئيس هادي، طوال الاعوام (2012-2014م) وصولا إلى تسليم معسكرات ومخازن الجيش اليمني الى جماعة الحوثي ومشاركتها في انقلاب سبتمبر 2014م، حتى مصرع علي عفاش بانقلابه على الحوثيين نهاية 2017م.
تفاصيل: ادانة دولية تقصم ظهر أسرة علي عفاش (وثيقة)
يشار إلى أن احمد علي عفاش، يتنافس مع ابن عمه طارق عفاش، عبر قواتهما وترسانة إعلامهما المرئي (قناتي "اليمن اليوم" و"الجمهورية") والمسموع والمطبوع والالكتروني، على وراثة علي عفاش في السلطة، ويسعى جناح عفاش في المؤتمر الشعبي الى تنصيب احمد علي رئيسا للحزب تمهيدا لتقديمه رئيسا لليمن في التسوية السياسية للحرب، بدعم اماراتي سعودي.