العربي نيوز - الرياض:
زف مجلس تعاون دول الخليج، بشرى سارة لجميع اليمنيين بلا استثناء، بشأن جهود انهاء الحرب في اليمن واحلال السلام ومعالجة تداعيات الحرب المتواصلة للسنة التاسعة على التوالي، وفي مقدمها الاوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك استئناف تصدير النفط والغاز وصرف رواتب جميع موظفي الدولة، وفتح الطرق وغيرها مما ورد في خارطة الطريق للسلام في اليمن.
جاء هذا خلال لقاء الاثنين (18 مارس) في مقر الأمانة العامة للمجلس بالعاصمة السعودية الرياض، عقده رئيس بعثة مجلس التعاون لدى الجمهورية اليمنية، السفير سرحان بن كروز بن منيخر، مع وفد التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، برئاسة سعادة الأستاذ عبدالرزاق الهجري، الرئيس الحالي للتحالف، القائم بأعمال الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
وذكر موقع مجلس التعاون الخليجي أنه "تم خلال الاجتماع استعراض آخر التطورات التي تشهدها الجمهورية اليمنية، حيث نوه رئيس البعثة بجهود دول مجلس التعاون لدعم الحل السياسي في اليمن، والجهود المخلصة المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية،وسلطنة عمان، للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن برعاية الأمم المتحدة" في اشارة إلى خارطة الطريق للسلام في اليمن.
موضحا أن "السفير سرحان جدد الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعمه الكامل لمجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي، والكيانات المساندة له لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، للتوصل إلى حل سياسي، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، بما يحفظ لليمن الشقيق سيادته ووحدته وسلامة أراضيه واستقلاله".
وأضاف الموقع: "ونوه سعادته بالدعم الاقتصاذي الذي تقدمه دول مجلس التعاون لليمن، مشيداً بإيداع المملكة العربية السعودية، الدفعة الثانية من دعم معالجة عجز الموازنة لدى الحكومة اليمنية ودعم مرتبات وأجور ونفقات التشغيل والأمن الغذائي في اليمن بقيمة 250 مليون دولار أمريكي، من إجمالي الدعم البالغ 1.2 مليار دولار، دعماً للإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة اليمنية".
وتابع: إن سرحان اعتبر هذا الدعم الاقتصادي المقدم لليمن من دول مجلس التعاون الخليجي، والذي ساهم في حل ازمة دفع رواتب الموظفين في عدن والمناطق المحررة للأشهر ديسمبر ويناير وفبراير "يأتي تأكيداً لحرص المملكة على تحقيق الأمن والاستقرار والنماء للشعب اليمني الشقيق، وإسهاماً في تعزيز ميزانية الحكومة اليمنية، ورفع القوة الشرائية للمواطن اليمني، ودعم التعافي الاقتصادي في اليمن".
مشيرا إلى أن رئيس وفد التحالف الوطني للاحزاب والمكونات السياسية اليمنية، الأستاذ عبد الرزاق أحمد الهجري، "أكد دعم التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، لكافة الجهود المؤدية لتحقيق السلام في اليمن، وعلى وجه الخصوص الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، لدعم الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي في طريق استعادة الدولة".
وأوضح موقع مجلس التعاون الخليجي، أن وفد وفد التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، برئاسة سعادة الأستاذ عبدالرزاق الهجري، القائم بأعمال الامين العام لحزب التجمع اليمني للاصلاح "أكدوا دعمهم الكامل لكافة الجهودا لدولية المبذولة للوصول إلى الحل السياسي الشامل والمستدام بما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه".
شاهد .. التعاون الخليجي يؤكد دعم السلام والرواتب
بالتوازي، طرح المبعوث الاممي الخاص الى اليمن هانس غرونبيرغ، رسميا، على الولايات المتحدة الامريكية، السبت، ما اعتبره مراقبون "صفقة"، رأوا أنها "تقوم على حل عقدة الازمة" التي اشار اليها في احاطته لمجلس الامن، ممثلة بالحرب في غزة، دعم للسلام في اليمن والبحر الاحمر والمنطقة برمتها.
جاء هذا، خلال اجتماعات موسعة عقدها المبعوث الخاص للأمين العام لهيئة الامم المتحدة، إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، السبت (16 مارس) مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن، كرست "لمناقشة التطورات الأخيرة وبحث سبل تيسير التقدم في احلال السلام في اليمن".
وأعلن بيان صادر عن مكتب المبعوث الاممي الى اليمن، على موقعه الالكتروني وحساباته بمنصات التواصل الاجتماعي: إن "غروندبرغ التقى مع ريتشارد آر فيرما، نائب وزير الخارجية للإدارة والموارد، والسفيرة ميشيل جيه سيسون، مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية".
موضحا أن اجتماعات المبعوث الاممي هانس غرونبيرغ في العاصمة الامريكية واشنطن، شملت أيضا "وبريت ماكغورك، منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتيم ليندركينج، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، ودانييل شابيرو، نائب مساعد وزير الدفاع".
وأشار البيان، إلى أن المبعوث الاممي طرح ما ضمنه في احاطته الاخيرة لمجلس الامن الدولي "وكرر خلال الاجتماعات دعوات الأمين العام للامم المتحدة إلى وقف التصعيد في المنطقة والبحر الأحمر، وشدد على ضرورة حماية التقدم المحرز في جهود الوساطة للسلام في اليمن".
مضيفا: "وعلى وجه الخصوص، أكد غروندبرغ على الأهمية القصوى لمواصلة الدعم الإقليمي والدولي المتضافر للأطراف من أجل الاتفاق على خارطة طريق الأمم المتحدة، والتي ستفعل التزاماتهم بوقف إطلاق النار يشمل عموم اليمن، واتخاذ إجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن".
وتابع: إن خارطة طريق الامم المتحدة للسلام في اليمن، التي أعلن المبعوث الاممي عن التوصل اليها في ديسمبر الماضي، تشمل التزام مختلف الاطراف بـ "استئناف عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية، للتوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة للصراع، تحت رعاية الأمم المتحدة".
شاهد .. المبعوث الاممي يطرح على امريكا هذه الصفقة
جاءت زيارة المبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبيرغ الى الولايات المتحدة الامريكية، عقب يومين فقط على احاطته مجلس الامن الدولي، بشأن التطورات في اليمن، وأشار إلى أن "مسار السلام في اليمن يواجه تعقيدات وتحديات اضافية، ناجمة عن الحرب في غزة".
وقال غروندبيرغ في احاطته الخميس (14 مارس): إن "التصعيد الحالي في اليمن سيزيد من صعوبة الوساطة القائمة، والأطراف ستغير حساباتها وأجنداتها التفاوضية". محذرا من أنه "قد تقرر الأطراف اليمنية خوض مغامرة عسكرية خطرة ستعيد اليمن لدوامة حرب جديدة".
مؤكدا: أن جهوده حاليا تتركز في "الحفاظ على التقدم المحرز بمسار السلام في اليمن" ودفع الاطراف لتوقيع واستكمال تنفيذ اتفاق "خارطة الطريق الى السلام" والتزاماتهم فيه. وقال: إن "الحل يكمن في وقف فوري لإطلاق النار في غزة لمنع التصعيد في اليمن والمنطقة".
شاهد .. المبعوث الاممي يربط بين سلام غزة واليمن (فيديو)
وأصدر المبعوث الاممي الخاص الى اليمن، هانس غروندبيرغ، الخميس (14 مارس) اعلانا سارا يطمئن اليمنيين بشأن الهدنة والسلام في اليمن، ومسار جهوده رغم ما سماه "التحديات الاقليمية والتعقيدات" الناجمة عن استمرار العدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين على قطاع غزة.
تفاصيل: المبعوث الاممي يصدر اعلانا سارا (بيان)
تأتي هذه التطورات، عقب اعلان المبعوث الاممي، السبت (23 ديسمبر)، توصل مختلف الاطراف إلى الاتفاق على خارطة طريق للسلام في اليمن، والتزامهم بتنفيذ تدابير إنسانية واقتصادية، ذكر بينها استنئاف صرف الرواتب جميع الموظفين وفتح المطارات والموانئ والمنافذ والطرقات.
تفاصيل: حصريا .. موعد توقيع اتفاق السلام والمرتبات
من جانبهم، ربط مراقبون للشأن اليمني هذا التقدم في التقارب بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، وتصعيد الاخيرة العسكري وشنها هجمات على الكيان الاسرائيلي وسفنه بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة بزعم "نصرة الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي".
تفاصيل: المبعوث الامريكي يبلغ الرئاسي هذا القرار
وشهدت جولة المفاوضات المباشرة الثانية في الرياض نهاية سبتمبر الفائت، بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، بعد لقاء رسمي وعلني مماثل في صنعاء منتصف ابريل الماضي؛ لقاء وفد الحوثي مع وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !
كما سربت جماعة الحوثي الانقلابية لصحيفة عربية، ذائعة الصيت، نتائج اول لقاء للجماعة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة السعودية، نهاية سبتمبر 2023م بوساطة سلطنة عُمان، وكذا نقاط الافتراق أو التي ماتزال عالقة.
تفاصيل: جماعة الحوثي تسرب اتفاقها مع السعودية (وثيقة)
وعقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى ان السعودية دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.