الخميس 2024/05/09 الساعة 10:21 م

المبعوث الاممي يصدر اعلانا سارا (بيان)

العربي نيوز - نيويورك:

أصدر المبعوث الاممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، ليل الخميس (14 مارس)، إعلانا سارا لجميع اليمنيين، يطمئنهم بشأن الهدنة والسلام في اليمن، ومسار جهوده رغم ما سماه "التحديات الاقليمية والتعقيدات" الناجمة عن استمرار العدوان الاسرائيلي وحصاره على غزة، وتداعياته في اليمن ممثلة بالهجمات البحرية لجماعة الحوثي على سفن الكيان الاسرائيلي والدول الداعمة لعدوانه.

جاء هذا في احاطة جديدة قدمها المبعوث الاممي غروندبيرغ إلى جلسة مجلس الامن الدولي المنعقدة في نيويورك صباح الجمعة (15 مارس)، بشأن التطورات في اليمن وجهود ما سماه "استكمال وتنفيذ خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة. تهدف هذه الخارطة إلى تفعيل التزامات الأطراف بوقف إطلاق النار، واتخاذ تدابير لتحسين ظروف المعيشة في اليمن، واستئناف عملية سياسية جامعة".

وقال غروندبيرغ في مؤتمر صحفي: "يسعدني أن أكون هنا معكم اليوم. سأقدم موجزًا حول جهود الوساطة في اليمن. كما قمت بإطلاع المجلس، فإن التطورات الأخيرة، بما في ذلك استمرار التصعيد في البحر الأحمر، تعقّد مساعي الوساطة لاستكمال وتنفيذ خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة. وتهدف إلى تفعيل التزامات الأطراف بوقف إطلاق النار، وتدابير تحسين ظروف المعيشة في اليمن".

مضيفا: "ونبهت أيضًا إلى أنه كلما طال أمد التصعيد، كلما زادت التحديات. لذلك أكدت على أهمية التركيز على الأهداف طويلة المدى التي نسعى لتحقيقها في اليمن. فلم تتغير احتياجات وأولويات اليمنيين منذ التصعيد الإقليمي الأخير وإنما أصبحت أكثر إلحاحًا". مردفا: "لذلك، يبقى الهدف الاستراتيجي وتركيز عملي وعمل مكتبي ثابتًا. ونحن مستمرون في العمل مع الأطراف لتقليل الفجوات".

وتابع: إن جهوده المستمرة وتواصلاته مع مختلف الاطراف لتقليل الفجوات، عبر "تحديد السبل لبدء وقف لإطلاق النار، وتنفيذ التدابير التي اتفقوا عليها، واستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الامم المتحدة". مؤكدا ارتباط التصعيد في البحر الاحمر بأحداث غزة، وأن الاخيرة "اضافت تعقيدات للنزاع في اليمن لكنها لم تحدث تغييرا بمسار السلام  وما تحقق حتى الان من تقدم في هذا المسار".

موضحا أن "التصعيد الحالي في المنطقة يعقد جهود الوساطة ولكنه لا يغير المسار، ولا يغير الجهود التي نبذلها من أجل الشعب اليمني الرامية إلى التأكد من هنالك وقف لإطلاق النار وبدء عملية سياسية". وأكد "ستستمر هذه الجهود. في هذا السياق، وفي حين أن الجهود والبيئة المحيطة بالوساطة معقدة، نحن نعمل مع الأطراف بشكل منتظم ونتابع معهم القضايا التي يمكن أن تتم في بالتوازِ".

وقال: "نحن نتخذ خطوات ونشارك في مناقشات يومية مع الأطراف اليمنية للتأكد من الحفاظ على التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن. وحتى الآن، وهو عامل مشجع من وجهة نظري، فقد تلقيت إشارات من جميع الأطراف تفيد برغبتهم في المضيّ قدمًا في جهود الوساطة التي نضطلع بها في اليمن. لذلك، لا يوجد تحول في هذا الصدد، وهذا هو ما ذكرته هنا في وقت سابق وكذلك أمام المجلس".

مضيفا: "إن الهدف الاستراتيجي لعملي لم يتغير. لقد شهدنا مؤخرًا دعوات وأيضًا إجراءات تتعلق بفتح الطرق في مأرب وتعز. وأعتقد أن هذا إشارة مرحب بها ومشجعة من الأطراف على رغبتهم، على الرغم من الوضع الحالي، في المضي قدمًا في اتخاذ خطوات تعود بالنفع على الشعب اليمني. هذا الشيء نتابعه عن كثب، وسنظل، مكتبي وزملائي، على اتصال وثيق مع الأطراف لمساعدتهم بحيث يتم ذلك بطريقة منسقة وآمنة".

وأكد المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غروندبيرغ، ارتباط التصعيد في البحر الاحمر بالحرب المتواصلة في غزة، وقال: "أعتقد أنه من المهم أن نذكر أنفسنا جميعًا في هذا الوضع الراهن، خاصة إذا نظرنا إلى الاضطرابات الإقليمية التي أثرت على قدرتنا على المضي قدمًا في المسار الإيجابي الذي شهدناه في اليمن مؤخرًا، بأنه يمكن أن تكون هناك حقائق متعددة في نفس الوقت ويمكن العمل في توازٍ على عدة قضايا في نفس الوقت".

موضحا السبل المتاحة للتعاطي مع تعقيدات الوضع اقليميا وانعكاساته في اليمن، بقوله: "لذا عندما يتعلق الأمر، على سبيل المثال، بالوضع في غزة، فقد كانت الأمم المتحدة واضحة تمامًا في الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار ويمكن القيام بهذا، وهذه الدعوات موجودة بالفعل. بالمثل، فيما يتعلق بالوضع في البحر الأحمر فقد كانت الأمم المتحدة واضحة في الدعوة إلى خفض التصعيد ووقف هذه الهجمات، ويمكن القيام بذلك أيضًا".

وتابع المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غرونبيرغ: "وأخيرًا عندما يتعلق الأمر بعملية السلام الشاملة، فإن الجهود المبذولة في عملية السلام في اليمن مستمرة. يمكن القيام بكل ذلك ويمكن العمل على هذه الحقائق التي ذكرتها في توازٍ، هذا هو الجواب الذي لدي بخصوص ذلك". مؤكدا أنه على الرغم من "أن الجهود والبيئة المحيطة بالوساطة معقدة، نحن نعمل مع الأطراف بشكل منتظم ونتابع معهم القضايا التي يمكن أن تتم في بالتوازِ".

منبها، إلى أن إمكانية عودة الحرب في اليمن تظل واردة لكنها لن تكون في صالح اليمن والمنطقة برمتها، وقال: "على المستوى الإقليمي، أعتقد أنه، دعوني أقول فيما يتعلق باليمن، طالما لم يكن لدينا اتفاق، اتفاق راسخ، اتفاق موقع بين الأطراف يلتزمون به لوقف إطلاق النار، ونحن لدينا التزام بأن الأطراف راغبة في المضي في هذا الاتجاه، لكننا لا نمتلك اتفاقًا موقعًا من الأطراف يلتزمون فيه بالتوجه نحو تنفيذ آلية وقف لإطلاق النار". 

وتابع: :طالما أننا لا نمتلك ذلك، فإن الوضع في اليمن سيظل هشًا وسيكون هناك دائمًا إمكانية عودة للحرب. الوضع في المنطقة، كما رأينا، هناك تعبير عن القلق من الأمين العام بشأن امتداد أثر الوضع في غزة واحتمالات اندلاع الصراعات من منظور إقليمي أوسع. وكما ذكرت في المجلس اليوم، فإن وجهة نظري عندما يتعلق الأمر باليمنيين هو أن ما يحدث في المنطقة يؤثر بشكل واضح على اليمن وما يحدث في اليمن يؤثر على المنطقة".

مضيفا: "إن العمل الذي أقوم به من وجهة نظري هو التأكد من أننا نعمل على استقرار الوضع الهش الحالي في اليمن بحيث يمكن أن يؤثر ذلك بشكل إيجابي على الوضع في المنطقة". وأردف: "أرى أهمية أن نقر الروابط بين القضايا المختلفة في المنطقة حاليًا دون جعل حلول هذه المسائل مشروطة. وهنا أود أن أظل قادرًا، وسأستمر في الدفع من أجل المضي قدمًا نحو حل سلمي للنزاع في اليمن، دون وضع شروط مرتبطة بالوضع العام". 

ورد على سؤال عن تهديدات الوضع في غزة على السلام في اليمن، بقوله: "من الواضح أن الوضع في البحر الأحمر هو مسألة ذات أولوية في الوقت الحالي، حيث يجب تسويته وهو يؤثر على المنطقة، بل له تأثير عالمي. ولكن فيما يتعلق بالوضع في اليمن، ينصب الاهتمام الآن على الوضع في البحر الأحمر، والذي شهدنا فيه تصعيدًا دراماتيكيًا. وهذا يعني أن إمكانية المضي قدمًا في عملية السلام بالتوازي تصبح أكثر تعقيدًا لأنك ترى مدى الاهتمام". 

مستدركا في هذه الجزئية بقوله: "لكن هذا لا يعني أن هذه الجهود تتغير، بل أنها تواجه صعوبات أو تحديات عندما يتعلق الأمر بالمضي قدمًا، ولكن ليس من حيث الإمكانيات والظروف واحتياجات الشعب اليمني، ولذا فإن جهود السلام تظل مستمرة، وسيظل ذلك موجودًا في الوضع الحالي". وأردف: "أنا أؤمن بفعالية الدبلوماسية وأؤمن بقوة وجود قنوات اتصال مفتوحة.وهناك قنوات اتصال مفتوحة وتعمل بشكل جيد. وأنا أؤمن أيضًا بإمكانية حل النزاع".

وتابع المبعوث الاممي الخاص الى اليمن، هانس غروندبيرغ، في مؤتمره الصحفي عقب احاطته الجديدة بشأن اليمن لمجلس الامن الدولي، حديثه عن آفاق تدخل الدبلوماسية الدولية في انهاء التصعيد في غزة وفي البحر الاحمر، قائلا: "أنا واثق من أن الوضع في البحر الأحمر سيُحل في وقت ما، وأنا أيضًا واثق من أننا بعد ذلك سنكون قادرين، وأن المساعي فيما يتعلق في الجهود الشاملة لحل النزاع في اليمن ستستمر.هذا  هو ردي على ذلك. شكرًا". 

شاهد .. المبعوث الاممي يطمئن اليمنيين بشأن السلام

تأتي هذه التطورات، عقب اعلان المبعوث الاممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، السبت (23 ديسمبر)، توصل مختلف الاطراف إلى الاتفاق على خارطة طريق للسلام في اليمن، والتزامهم بتنفيذ تدابير إنسانية واقتصادية، ذكر بينها استنئاف صرف الرواتب جميع الموظفين وفتح المطارات والموانئ والمنافذ والطرقات.

تفاصيل: حصريا .. موعد توقيع اتفاق السلام والمرتبات

وربط مراقبون للشأن اليمني هذا التقدم في التقارب بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، وتصعيد الاخيرة العسكري وشنها هجمات على الكيان الاسرائيلي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة بزعم "نصرة الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة".

تفاصيل: المبعوث الامريكي يبلغ الرئاسي هذا القرار

وشهدت جولة المفاوضات المباشرة الثانية في الرياض نهاية سبتمبر الفائت، بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، بعد لقاء رسمي وعلني مماثل في صنعاء منتصف ابريل الماضي؛ لقاء وفد الحوثي مع وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين.

تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !

كما سربت جماعة الحوثي الانقلابية لصحيفة عربية، ذائعة الصيت، نتائج اول لقاء للجماعة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة السعودية، نهاية سبتمبر 2023م بوساطة سلطنة عُمان، وكذا نقاط الافتراق أو التي ماتزال عالقة.

تفاصيل: جماعة الحوثي تسرب اتفاقها مع السعودية (وثيقة)

وعقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى ان السعودية دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.