العربي نيوز - الضالع:
كشفت وثائق عن تبييت قائد عسكري بارز، نية ارتكاب مجزرة دموية بشعة، لتحقيق هدف سياسي يتجاوز تصفية حسابات وخصومات المكونات السياسية اليمنية واطراف الحرب، إلى تعميد مخطط تقسيم اليمن وتجزيئة بالدم، الجاري تنفيذه بدعم مباشر من الامارات لذراعها "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته.
جاء هذا في تحذير نشره نصر جعوال، قائد مليشيا ما يسمى "القطاع الخامس حزام أمني" في محافظة الضالع (مريس)، التابعة لـ "الانتقالي الجنوبي"، وتهديده بحمامات دماء في حال الاصرار على فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر محافظة الضالع، من جانب لجنة الوساطة والحكومة والحوثيين.
وقال جعوال في رسالة تحذير نشرها الخميس (7 مارس): "رساله توضح للجميع ان فتح الطريق مستحيل وان الذي يريدو فتح الطريق هم من فقدو مصالحه حزب الاخوان وشلة علي محسن والعراده ونقولهم ان الذي يريد فتح طريق الشمال فليذهب الشمال ويفتحو طرقهم في مابينهم الشمالين".
مضيفا في منشور على حسابه بمنصة "فيس بوك": "اما طريق الضالع مريس صنعاء تحرم عليكم. انتم ونواياكم اتافه واذ فيكم ذرت رجوله يا الوية الشرعيه الشماليه لا يمكن تخضعو للحوثي وعليكم ان تدخلو فاتحين وبرجاله وقوه عسكريه اذ كنتم تمثلو دوله وقوه عسكريه" حسب تعبيره التحريضي.
وتابع: "وان انتم حق نصب وسرق وتصفيات ابطال الجنوب ونهب ثرواتها فدايره قربت عليكم وحان الوعيد وفحص قواتكم الوهميه نحن ليس بحاجة لفك الطريق ولايمكن تربطنا علاقة في الشمال او مصالح نحن دوله ذات سياده وقوه عسكريه وقوه بحريه وقوه جويه وقوه بريه ونمتلك مواني بحريه وقوه امنيه".
مردفا: "ومعنا رايس دوله حفضه الله عيدروس قاسم الزبيدي ورايس جهاز المكافحه شلال علي شايع وقائد القوات البريه ابوطاهر وقائد القوات العمالقه ابوزرعه وكثير من القياده في الجنوب. لاداعي لفك اي طريق ولسنا بحاجه لشمال والكل يعلم ان اشمال دوله شماله تسمى حكومة صنعاء ويتراسها ويديرها عبدالملك الحوثي والمشاط".
شاهد .. قائد "حزام" الانتقالي يهدد بمجزرة قبل 5 ايام
ومنتصف ليل الاثنين (11 مارس) السابق لنزول لجنة الوساطة المدنية لفتح طريق صنعاء-الضالع، جدد جعوال تهديده برسالة قال فيها: "تحذير ثم تحذير لمن كان يكون خط التماس في جبهة مريس خط احمرلايودفو فيكم ايهو المواطن فلذي يريد فتح الطريق فل ياتي بقوته العسكريه لفتح الطريق ويجرب قوته".
شاهد .. قائد مليشيا الانتقالي يتوعد بمجزرة بالضالع
واعترفت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" المتمردة والانقلابية، بتبني افشال عملية فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر الضالع، عقب بدء لجنة الوساطة المدنية الاشراف على الاجراءات التنفيذية لرفع الحواجز عن الطريق، في قرية "الزيلة" بمنطقة مريس شمال الضالع، على خط التماس الفاصل بين الحوثيين و"القوات المشتركة".
تفاصيل: طرف يتبنى نيران طريق "صنعاء-الضالع" (وثيقة)
وأفادت مصادر محلية متطابقة، في محافظة الضالع: بأن "عددا من المواطنين اصيبوا يإطلاق نار، تعرضت له تجمعاتهم في كل من مدينة دمت وقرية العرفقان في منطقة يعيس وقرية الزيلة في منطقة مريس، للمشاركة في تدشين لجنة الوساطة المدنية إعادة فتح طريق الضالع - صنعاء، الثلاثاء (12 مارس).
موضحة ان لجنة الوساطة المدنية تواصلت مع الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، ووافق الطرفان منذ يوم الاحد (10 مارس) على فتح طريق الضالع - قعطبة - الفاخر - إب - مريس - دمت - صنعاء". وأكدت أن "عناصر مسلحة تتبع المجلس الانتقالي وراء اطلاق النار على المواطنين، رفضا لفتح الطريق".
تفاصيل: وفاة حامل الراية البيضاء في الضالع (صور)
وأعلنت جماعة الحوثي على لسان نائب رئيس هيئتها الاعلامية ورئيس وكالة "سبأ" في صنعاء، نصر الدين عامر. الثلاثاء (12 مارس) أن وفدها ولجنة الوساطة المدنية برئاسة البروفيسور حمود العودي، نجا من الموت بعناية الله، جراء تعرضهم لإطلاق نار كثيف من مليشيا "الانتقالي"، أوقع جريحين.
وقال القيادي الحوثي نصر عامر: "نجونا بحمد الله، نحن واللجنة الرئاسية ومحافظ الضالع واللجنة العسكرية المعنية بفتح الطرقات وجموع من المشائخ والاعيان من ابناء المحافظة من اطلاق نار خلال فتحنا طريق الضالع عدن وسقط ٢جرحى، بالرغم من التنسيق المسبق مع الطرف الاخر".
متهما ما يسمى "القوات المشتركة" والتي تضم مليشيا "المجلس الانتقالي" ووحدات مما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش في الساحل الغربي، بإفشال فتح الطريق، قائلا: "انهم فضلوا الغدر واستمرار معاناة الناس". جراء اغلاق الطريق الرئيسة بين صنعاء وعدن.
شاهد .. اطلاق النار على لجنة فتح طريق صنعاء عدن (فيديو)
من جانبه، اصدر رئيس لجنة الوساطة المدنية، البروفيسور حمود العودي، بيانا بما حدث، نشره على حائطه بمنصة "فيس بوك"، اتهم فيه من سماهم "معادون للمواطنين ومصالحهم"، بإفشال اجراءات فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر محافظة الضالع، بعد البدء في ازالة الحواجز والالغام من الطريق.
وقال استاذ علم الاجتماع حمود العودي في بيانه: "كنا مستبشرين في هذا اليوم الطيب والخيّر من أيام شهر رمضان المبارك، وبعد اكثر من خمسة أعوام من الجهود بدون ضجيج إعلامي او مزايدات أو متاجرات؛ والرحلات المكوكية بين المحافظات ومارافقها من معاناة لا يعلمها إلا الله".
مضيفا: "كنا نظن ونثق بأن لحظة هذا اليوم ستكون هي البداية الأولى لرفع المعاناة بفتح الطرق الرئيسية بدءاً بطريق صنعاء - عدن مروراً بدمت الضالع، وقد كانت الظروف مهيئة من كل الأطراف بدءاً بالمجتمع المدني والسلطات المحلية وأبناء المنطقة متجمعين في مدينة دمت".
وتابع: "أُزيلت كل الحواجز الترابية والخرسانية والألغام من الطريق، وتحرك الجميع بناءً على تواصلات مستمرة مع عدن والضالع والتي لم نجد منها الا كل الاستعداد، وبعد أن قطعنا ما يزيد عن عشرين كيلو متر جنوب مدينة دمت ترجلنا على الاقدام ما يزيد عن ثلاثة كيلو مترات".
مردفا في وصف غدر مليشيا "الانتقالي" باللجنة : "وما أن وصلنا إلى نقطة التماس التي كنا نتوقع فيها من يستقبلنا بالسلام والمصافحة والمودة والفرحة فوجئنا بوابل من النيران والقذائف المدفيعة تمر من فوق رؤسنا وعلى اليمين واليسار، كانت مفاجئة مؤلمة ومحزنة إلى أبعد الحدود".
ومضى قائلا: "ولا يمكن أن يُفسر مثل هذا العمل إلا باعتباره عمل غير مسؤول وتصرف لم نكن نتوقعه من اشخاص لا يمكن أن يوصف فعلهم إلا باعتباره عمل معادٍ ومضر بمصالح المواطنين واليمن واليمنيين جنوباً وشمالاً وغرباً وشرقاً. ومع ذلك فإننا لن نيأس أو نكل أو نمل".
شاهد .. بيان لرئيس لجنة الوساطة بأحداث مريس (وثيقة)
جاء هذا، عقب أقل من 24 ساعة، على كشف سياسيين ودبلوماسيين عن انباء سارة تحمل في طياتها بشرى انتظرها اليمنيون طويلا خلال تسع سنوات من الحرب، بشان فتح الطرق وصرف الرواتب، قالوا أن الإعلان عنها رسميا قد يكون خلال ساعات وربما يكون خلال الأيام القليلة المقبلة.
تفاصيل: ساعات تفصل اليمنيين عن هذه البشرى
سبق، هذا تأكيد، مصادر مطلعة، السبت (9 مارس)، في احاديث ادلت بها لقناة "بلقيس" الفضائية، عن انفراج وشيك في ملف الطرق المغلقة جراء الحرب، وكشفت عن "اجتماعات جرت، خلال الأيام الماضية، بين وسطاء محليين وقيادات في جماعة الحوثي، لإيجاد حلول لفتح الطرق المغلقة بين المحافظات".
من جانبها، أعلنت سلطات جماعة الحوثي، السبت (9 مارس) "بدء الترتيبات لفتح طريق صنعاء - الضالع -عدن، وطريق صنعاء- البيضاء - أبين- عدن". واستمرار مباحثات فتح طريق "صنعاء-تعز"، و"صنعاء- مارب". وقالت: إنه "وبتكليف من زعيم الجماعة "تم البدء بعملية التنسيق والتواصل لفتح هتين الطريقين".
تفاصيل: بشرى سارة لجميع اليمنيين بلا استثناء
واطلق سياسيون واقتصاديون، السبت (24 فبراير)، تحذيرا مما سموه "كارثة كبرى" تترتب على فتح الطرق قبل توحيد العملة وسعر الصرف. كاشفين عن "انهيار اقتصادي كبير في مارب والمحافظات المحررة، سيكون لصالح جماعة الحوثي اقتصاديا وسياسيا، قبل ايجاد حل ومعالجات حاسمة بشأن العملة".
تفاصيل: فتح طريق مارب الان ينذر بهذه الكارثة
يأتي هذا بعدما دشن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب، الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة، الخميس (22 فبراير)، فتح طريق (مأرب - فرضة نهم - صنعاء) من جانب واحد. وقال: "نحن اليوم أسسنا النقطة الامنية (بداية الطريق من جهة المناطق المحررة) في هذا المكان، ونسلمها عبر هيئة الاركان للجهات الامنية".
شاهد .. اللواء العرادة يدشن فتح طريق مارب صنعاء (فيديو)
وأشاد رئيس لجنة فتح الطرقات الشيخ الخضر البدري بهذه الخطوة، وقال إنها: "ستخفف معاناة المواطنين واسعار السلع" مضيفا: "ندعو الطرف الاخر المتمثل في حكومة انصار الله في صنعاء الى الاستجابة مع هذه المبادرة الطيبة وفتح الطريق من جانبهم وأنا على يقين بأن حكومة صنعاء لن ترفض مثل هكذا مبادرة".
في المقابل، ردت جماعة الحوثي، على هذه الخطوة بإعلانها على لسان محافظ مارب المُعين منها، علي محمد طعيمان، عما سماه "مبادرة تدشين فتح طريق (صنعاء - خولان- صرواح - مأرب)". وقال: "الطريق مفتوحة وجاهزة للعبور وهي آمنة". معتبرا أن "المبادرة سبق الاعلان عنها قبل تسعة اشهر واليوم ندشنها من الميدان، كحسن نية".
شاهد .. الحوثيون يفتحون طريق صنعاء صرواح مارب (فيديو)
وفي حين اكد اللواء العرادة: أنه "من جانبنا لا نرى أن هناك أي ضرر مترتب على عبور المواطنين من الطرقات الرئيسية"؛ ابدت جماعة الحوثي تخوفها من فتح الطرق من دون ما سمته "ضمانات". مشيرة إلى "ضرورة ابرام اتفاق رسمي مدعوم بضمانات اممية وقبلية لسلامة عبور المسافرين دون التعرض لاي احتجاز او اعتقال على اساس اللقب او الانتماء لمنطقة بعينها .
شاهد .. اعلان حوثي بشأن فتح طريق صنعاء-مارب
أكد هذا الموقف من جانب جماعة الحوثي واشتراطها اطلاق سراح جميع المسافرين المحتجزين للاشتباه، رئيس لجنة الاسرى التابعة للجماعة، عبدالقادر المرتضى، بتصريح قال فيه: إن الشرعية في مأرب "إذا كانت جادة في تخفيف معاناة الشعب اليمني، من خلال فتح الطرقات، فعليها أولا الإفراج عن الأسرى والمعتقلين لديها بلا تهمة".
شاهد .. شرط الحوثيين بشأن فتح طريق صنعاء مارب
تتزامن هذه التطورات مع إعلان المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غرونبيرغ، في اخر احاطة قدمها الى مجلس الامن الدولي، الخميس (15 فبراير) أنه تلقى "تطمينات ايجابية من مختلف الاطراف" بشأن تدابير واجراءات تخفيف معاناة اليمنيين الانسانية، الواردة في "خارطة الطريق للسلام" التي اعلن اتفاق الاطراف عليها نهاية ديسمبر 2023م، واعلان وزير الخارجية السعودي "استعداد المملكة لرعاية التوقيع على خارطة السلام في اليمن فورا".
يشار إلى أن جميع اطراف الحرب المتواصلة في اليمن للسنة التاسعة على التوالي، تؤكد "حرصها وسعيها لإعادة فتح جميع المنافذ للمدن والطرقات بين المحافظات" على خطوط التماس لانهاء معاناة ملايين اليمنيين من السفر عبر طرق وعرة وخطيرة، لكنها في الوقت نفسه تتبادل الاتهامات بالعرقلة، بينما تستمر معاناة ملايين اليمنيين من وعثاء السفر وعناء سلك طرق بديلة وعرة او صحراوية محفوفة بالمخاطر والسفر لعشرات الساعات المضنية.