الاثنين 2024/11/25 الساعة 08:49 م

فتح طريق مارب الان ينذر بهذه الكارثة (تفاصيل)

العربي نيوز - مارب:

اطلق سياسيون واقتصاديون تحذيرا مما سموه "كارثة كبرى" تترتب على فتح طريق "مارب-صنعاء"، كاشفين عن انهيار اقتصادي كبير في مارب والمحافظات المحررة، سيكون لصالح جماعة الحوثي من هذه الخطوة، اقتصاديا وسياسيا، قبل ايجاد حل ومعالجات حاسمة لتدهور قيمة الريال اليمني وفارق سعر صرفه بين المحافظات المحررة ومحافظات سيطرة الحوثيين.

واتفق سياسيون وخبراء اقتصاديون في تعليقاتهم على مبادرة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب، الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة إلى فتح طريق "مارب- فرضة نهم- صنعاء" وتسليمها الى الاجهزة الامنية ونصبها نقطة امنية، بقولهم إن "هذه الخطوة ستعود على الحوثيين بمليارات الريالات من فارق سعر صرف الريال عندهم وفي مارب".

مؤكدين أن الواجب على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ان "تعالج اولا تدهور قيمة الريال اليمني في مناطق سيطرتها حتى يتعافى الى مستوى مقارب من سعر صرفه في مناطق سيطرة الحوثيين، ومن ثم تبدأ في عمل فتح الطرق". وشددوا "عدا هذا فإن فتح الطرق سيفاقم معاناة المواطنيين اضعافا مضاعفة جراء غلاء المعيشة".

وأشاروا إلى أن "معالجات تداعيات الحرب الكارثية على مختلف المستويات وفي مقدمها التداعيات الانسانية والمعيشية والاقتصادية، ينبغي ان تكون منظومة متكاملة وبوعي وبصيرة حتى لا تنعكس سلبا على الشرعية والاوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة في المحافظات المحررة، وتقدم خدمات مجانية لصالح جماعة الحوثي وتوسيع حاضنتها الشعبية".

من جانبهم، علق ناشطون يمنيون على تحذير السياسيين والاقتصاديين بأن "المستفيد هو الحوثي بفعل فارق سعر العملة ويصبح المواطن يبحث عن الافضل". منتقدين غياب هذه المسألة عن الشرعية بأنها "قامت بفتح الطرقات حاليا للتغطية على فشلها في المعالجات الاقتصادية التي ينتظرها المواطن مع قرب شهر رمضان بخفض اسعار السلع الغذائية".

يأتي هذا بعدما دشن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب، الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة، الخميس (22 فبراير)، فتح طريق (مأرب - فرضة نهم - صنعاء) من جانب واحد. وقال: "نحن اليوم أسسنا النقطة الامنية (بداية الطريق من جهة المناطق المحررة) في هذا المكان، ونسلمها عبر هيئة الاركان للجهات الامنية ونحن على استعداد أن نجهزها بالتجهيزات اللازمة والكافية لراحة المواطنين وتسهيل مرورهم".

وأبدى اللواء العرادة "استعـداد القيادة لفتح الطـرق الأخرى (مأرب - البيضاء - صنعاء) وطريق (مأرب - صرواح - صنعاء) من جانب واحد، متمنياً استجابة الطرف الآخر لهذه المبادرة الهادفة لتخفيف معـاناة المواطنين وتسهيل سفرهم وتنقلاتهم". مضيفا: "آمل من الجميع التعاون في فتح جميع الطرقات الرئيسية في كل المدن اليمنية من أجل مصلحة الشعب اليمني وباقي الأمور لها مكانها وشأنها سواء كانت حرباً أو سلماً".

شاهد .. اللواء العرادة يدشن فتح طريق مارب صنعاء (فيديو)

وأشاد رئيس لجنة فتح الطرقات الشيخ الخضر البدري بهذه الخطوة، وقال: "لقد طال انتطار هذه الخطوة الهامة لسنوات لتخفيف معاناة المواطنين واسعار السلع، وندعو الطرف الاخر المتمثل في حكومة انصار الله في صنعاء الى الاستجابة مع هذه المبادرة الطيبة وفتح الطريق من جانبهم وأنا على يقين بأن حكومة صنعاء لن ترفض مثل هكذا مبادرة". مشددا على "ضرورة فتح جميع الطرقات الرئيسة في اليمن وأبرزها عقبة ثرة ابين، وتعز الحوبان، وطريق الضالع تعز".

في المقابل، ردت جماعة الحوثي، على هذه الخطوة بإعلانها على لسان محافظ مارب المُعين منها، علي محمد طعيمان، عن تدشينه فتح طريق (صنعاء - خولان- صرواح - مأرب). وقال: "ونقول لمن اراد العبور من صنعاء الى مارب فالطريق مفتوحة وجاهزة للعبور وهي آمنة". معتبرا أن "المبادرة سبق الاعلان عنها قبل تسعة اشهر واليوم ندشنها من الميدان، وتأتي كحسن نية من قيادة السلطة المحلية في المحافظة، ومرحلة أولى ستليها مراحل لفتح بقية الطرق". حسب زعمه. 

شاهد .. الحوثيون يفتحون طريق صنعاء صرواح مارب (فيديو)

وفي حين اكد اللواء العرادة: أنه "من جانبنا لا نرى أن هناك أي ضرر مترتب على عبور المواطنين من الطرقات الرئيسية"؛ ابدت جماعة الحوثي تخوفها من فتح الطرقات من دون ما سمته "ضمانات". مشيرة إلى "ضرورة ابرام اتفاق رسمي مدعوم بضمانات اممية وقبلية لسلامة عبور المواطنين المسافرين دون التعرض لاي احتجاز او اعتقال على اساس اللقب او الانتماء لمنطقة بعينها كما ظل يحدث في الفترة الماضية". مطالبة بـ "إطلاق سراح جميع الاسرى".

جاء هذا في تصريح لعضو ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي جناح علي عفاش، القيادي البارز محمد علي الحوثي، نشره على حسابه الرسمي بمنصة التدوين إكس (توتير سابقا). رحب فيه بإعلان نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة، فتح الطريق (مارب - فرضة نهم - صنعاء) وتسليمها للجهات الامنية وانشاء نقطة امنية في بدايتها من جهة المناطق المحررة.

وقال: "جيد إنهاء الحصار على صنعاء من قبل التحالف الأمريكي البريطاني السعودي الاماراتي وحلفائه باعلان فتح طريق مارب صنعاء الفرضة اذا استمر وسمح لليمنيين بالعبور منه مستقبلا. وإن شاء الله نرى ذلك ايضا في المنفذين الآخرين طريق ‘مارب_صرواح_صنعاء‘ و‘مارب _البيضاء‘ وندعوهم إلى الاستمرار في فك الحصار عنهما. كما ندعو إلى فك الحصار عن بقية الطرقات في جميع المحافظات وإزالة عسكرة الطرقات تباعا". في اشارة للنقطة الامنية. 

مضيفا: "فيكفي ما نشاهده من حصار على غزة وما عاناه الشعب اليمني في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات من حصار طوال سنوات العدوان عليه". لكنه اردف: "وبالمناسبة ندعوهم للافراج  عن المختطفين من الطرقات التي تم القبض عليهم فيها اثناء العبور وهم مسافرين بها خلال السنوات الماضية لتعزيز ثقة المسافرين بجدية الخطوة في هذه الطرقات ويعلم الجميع بأن المسافر آمن، خصوصا مع وضع نقطة في الطريق وتدشينه عسكريا الان كما اعلنوا ذلك".

شاهد .. اعلان حوثي بشأن فتح طريق صنعاء-مارب

أكد هذا الموقف من جانب جماعة الحوثي واشتراطها لفتح طريق "صنعاء-فرضة نهم- مارب" من جهتها، اطلاق سراح جميع المسافرين المحتجزين للاشتباه، رئيس لجنة الاسرى التابعة للجماعة، عبدالقادر المرتضى، بتصريح قال فيه: إن الشرعية في مأرب "إذا كانت جادة في تخفيف معاناة الشعب اليمني، من خلال فتح الطرقات، فعليها أولا الإفراج عن الأسرى والمعتقلين لديها بلا تهمة عدا انهم من مناطق سلطاتنا" حد زعمه.

شاهد .. شرط الحوثيين بشأن فتح طريق صنعاء مارب

وعقب رئيس منتدى "السلام ووقف الحرب في اليمن" الناشط السياسي والاعلامي الجنوبي، عادل الحسني، بقوله: "لا تربط قضية الطريق بالأسرى ، كن مفتاح خير بارك الله فيك". فرد عليه المرتضى: "لم أتحدث عن الأسرى يا أخ عادل فهناك مفاوضات على ملف الأسرى وهناك صفقات تبادل  تتم بين الحين والآخر. أنا تحدثت عن المعتقلين الذين تم اختطافهم من الطرقات أثناء سفرهم في خط مأرب، فهناك معاناة كبيرة جداً".

مضيفا: "وللعلم جميعهم تم اعتقالهم بدون ذنب فقط لأنهم من مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى". وأردف القيادي الحوثي البارز عبدالقادر مرتضى، كاشفا عن مخاوف جماعته: "ثم من يضمن أن لا تتحول أي طريق تفتح إلى مصيدة لاعتقال المسافرين من جديد وظهور نقطة فلج جديدة في الطرق المفتوحة". ما أيده كثير من الناشطين الموالين للجماعة، وطالب محايدون بـ "تأمين كامل للطريق بعد فتحها من الجانبين".

شاهد .. مخاوف حوثية حيال فتح طريق مارب صنعاء

تتزامن هذه التطورات مع إعلان المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غرونبيرغ، في اخر احاطة قدمها الى مجلس الامن الدولي، الخميس (15 فبراير) أنه تلقى "تطمينات ايجابية من مختلف الاطراف" بشأن تدابير واجراءات تخفيف معاناة اليمنيين الانسانية، الواردة في "خارطة الطريق للسلام" التي اعلن اتفاق الاطراف عليها نهاية ديسمبر 2023م، واعلان وزير الخارجية السعودي "استعداد المملكة لرعاية التوقيع على خارطة السلام في اليمن فورا". 

يشار إلى أن جميع اطراف الحرب المتواصلة في اليمن للسنة التاسعة على التوالي، تؤكد "حرصها وسعيها لإعادة فتح جميع المنافذ للمدن والطرقات بين المحافظات" على خطوط التماس لانهاء معاناة ملايين اليمنيين من السفر عبر طرق وعرة وخطيرة، لكنها في الوقت نفسه تتبادل الاتهامات بالعرقلة، بينما تستمر معاناة ملايين اليمنيين من وعثاء السفر وعناء سلك طرق بديلة وعرة او صحراوية محفوفة بالمخاطر والسفر لعشرات الساعات المضنية.