العربي نيوز - الضالع:
وردت للتو انباء تفيد بوفاة احد المصابين الاثنين الذين سقطوا الثلاثاء (12 مارس) بإطلاق النار على لجنة الوساطة المدنية ووفد جماعة الحوثي الانقلابية وتجمعات قبائل الضالع، لدى الشروع في فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر محافظة الضالع، في قرية "الزيلة" بمنطقة مريس.
وأفادت مصادر محلية متطابقة، في محافظة الضالع: بأن "عددا من المواطنين اصيبوا أثناء محاولتهم المرور من مدينة دمت بعد تجمعهم بالقرب من مبني محكمة دمت وتحركهم بشكل جماعي للمشاركة في تدشين إعادة المرور بالخط الرئيسي الرابط بين الضالع - صنعاء".
موضحة أن "أحد المصابين توفي في وقت لاحق من مساء الثلاثاء، متأثرا بجراحه". مشيرة إلى أن "تجمعا اخر للمواطنين في قرية العرفاق بمنطقة يعيس لحضور تدشين الطريق، تعرض لإطلاق نار كثيف بالتزامن مع اطلاق النار في مريس لمنع فتح الطريق".
وأكدت المصادر المحلية المتطابقة أن "إطلاق النار الكثيف في قرية الزيلة بمنطقة مريس لمنع فتح الطريق واستهداف الجرافة التي شرعت في ازالة الحواجز من الطريق، ادى إلى إصابة مواطنين". منوهة بأن بين المصابين "حامل الراية البيضاء مع لجنة الوساطة".
موضحة ان لجنة الوساطة المدنية تواصلت مع الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، ووافق الطرفان على فتح الطريق منذ يوم أمس الأول (الاحد) ويوم أمس (الاثنين) وكان مقررا ان يتم فتح طريق الضالع - قعطبة - الفاخر - إب - مريس - دمت - صنعاء".
واتفقت المصادر المحلية نفسها، في أن "عناصر مسلحة تتبع المجلس الانتقالي وراء اطلاق النار على المواطنين، رفضوا فتح الطريق داعيين طرفي الصراع لفتح الطريق بين مارب ونهم وصنعاء بدلا عن الجري وراء فتح طريق بين الشمال والجنوب". حد تعبيرهم.
في المقابل، تسبب اطلاق مليشيا "المجلس الانتقالي" الممولة من الامارات، النيران بكثافة على تجمعات المواطنين المشاركين في فتح الطريق المغلقة منذ تسع سنوات، بغضب عارم بين اوساط قبائل مديريات الضالع على نحو ينذر بعودة حروب "المناطق الوسطى".
واعترفت المليشيا المتمردة والانقلابية، بتبني افشال عملية فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر الضالع، عقب بدء لجنة الوساطة المدنية الاشراف على الاجراءات التنفيذية لرفع الحواجز عن الطريق، في قرية "الزيلة" بمنطقة مريس شمال الضالع، على خط التماس الفاصل بين الحوثيين و"القوات المشتركة".
جاء هذا في أقر "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بإطلاق مليشياته النار على وفد جماعة الحوثي ولجنة الوساطة المحلية وآليات رفع الحواجز لدى شروعها، الثلاثاء (12 مارس) في اجراءات فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر محافظة الضالع، وتحديدا في قرية "الزيلة" بمنطقة مريس.
ونقل مركز "سوث24" للأخبار والدراسات، التابع لـ "المجلس الانتقالي" عن مصادر محلية وعسكرية، قولها: إن مسلحين أطلقوا النار في قرية (الزيلة) بمنطقة مريس شمال الضالع في خط التماس الفاصل بين الحوثيين والقوات المشتركة المؤلفة من القوات الجنوبية والمقاومة الشعبية". حد تعبيره.
مضيفا: "وجاء إطلاق النار على خلفية مسيرة راجلة مسلحة للحوثيين وشخصيات قبلية موالية لهم مع جرافات حاولت فتح الطريق بالقوة، وهو ما دفع الطرف الآخر لإطلاق النار". مبررا اطلاق مليشيا "الانتقالي" النار على لجنة الوساطة بما سماه "حمل افراد وفد جماعة الحوثي اسلحتهم" حسب وصفه.
شاهد .. "الانتقالي" يعترف بإفشاله فتح طريق "صنعاء-الضالع"
وأعلنت جماعة الحوثي على لسان نائب رئيس هيئتها الاعلامية ورئيس وكالة "سبأ" في صنعاء، نصر الدين عامر. الثلاثاء (12 مارس) أن وفدها ولجنة الوساطة المدنية برئاسة البروفيسور حمود العودي، نجا من الموت بعناية الله، جراء تعرضهم لإطلاق نار كثيف من مليشيا "الانتقالي"، أوقع جريحين.
وقال القيادي الحوثي نصر عامر: "نجونا بحمد الله، نحن واللجنة الرئاسية ومحافظ الضالع واللجنة العسكرية المعنية بفتح الطرقات وجموع من المشائخ والاعيان من ابناء المحافظة من اطلاق نار خلال فتحنا طريق الضالع عدن وسقط ٢جرحى، بالرغم من التنسيق المسبق مع الطرف الاخر".
متهما ما يسمى "القوات المشتركة" والتي تضم مليشيا "المجلس الانتقالي" ووحدات مما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" التي يقودها طارق عفاش في الساحل الغربي، بإفشال فتح الطريق، قائلا: "انهم فضلوا الغدر واستمرار معاناة الناس". جراء اغلاق الطريق الرئيسة بين صنعاء وعدن.
شاهد .. اطلاق النار على لجنة فتح طريق صنعاء عدن (فيديو)
من جانبه، اصدر رئيس لجنة الوساطة المدنية، البروفيسور حمود العودي، بيانا بما حدث، نشره على حائطه بمنصة "فيس بوك"، اتهم فيه من سماهم "معادون للمواطنين ومصالحهم"، بإفشال اجراءات فتح طريق "صنعاء-عدن" عبر محافظة الضالع، بعد البدء في ازالة الحواجز والالغام من الطريق.
وقال استاذ علم الاجتماع حمود العودي في بيانه: "كنا مستبشرين في هذا اليوم الطيب والخيّر من أيام شهر رمضان المبارك، وبعد اكثر من خمسة أعوام من الجهود بدون ضجيج إعلامي او مزايدات أو متاجرات؛ والرحلات المكوكية بين المحافظات ومارافقها من معاناة لا يعلمها إلا الله".
مضيفا: "كنا نظن ونثق بأن لحظة هذا اليوم ستكون هي البداية الأولى لرفع المعاناة بفتح الطرق الرئيسية بدءاً بطريق صنعاء - عدن مروراً بدمت الضالع، وقد كانت الظروف مهيئة من كل الأطراف بدءاً بالمجتمع المدني والسلطات المحلية وأبناء المنطقة متجمعين في مدينة دمت".
وتابع: "أُزيلت كل الحواجز الترابية والخرسانية والألغام من الطريق، وتحرك الجميع بناءً على تواصلات مستمرة مع عدن والضالع والتي لم نجد منها الا كل الاستعداد، وبعد أن قطعنا ما يزيد عن عشرين كيلو متر جنوب مدينة دمت ترجلنا على الاقدام ما يزيد عن ثلاثة كيلو مترات".
مردفا في وصف غدر مليشيا "الانتقالي" باللجنة : "وما أن وصلنا إلى نقطة التماس التي كنا نتوقع فيها من يستقبلنا بالسلام والمصافحة والمودة والفرحة فوجئنا بوابل من النيران والقذائف المدفيعة تمر من فوق رؤسنا وعلى اليمين واليسار، كانت مفاجئة مؤلمة ومحزنة إلى أبعد الحدود".
ومضى قائلا: "ولا يمكن أن يُفسر مثل هذا العمل إلا باعتباره عمل غير مسؤول وتصرف لم نكن نتوقعه من اشخاص لا يمكن أن يوصف فعلهم إلا باعتباره عمل معادٍ ومضر بمصالح المواطنين واليمن واليمنيين جنوباً وشمالاً وغرباً وشرقاً. ومع ذلك فإننا لن نيأس أو نكل أو نمل".
شاهد .. بيان لرئيس لجنة الوساطة بأحداث مريس (وثيقة)
جاء هذا، عقب أقل من 24 ساعة، على كشف سياسيين ودبلوماسيين عن انباء سارة تحمل في طياتها بشرى انتظرها اليمنيون طويلا خلال تسع سنوات من الحرب، بشان فتح الطرق وصرف الرواتب، قالوا أن الإعلان عنها رسميا قد يكون خلال ساعات وربما يكون خلال الأيام القليلة المقبلة.
تفاصيل: ساعات تفصل اليمنيين عن هذه البشرى
سبق، هذا تأكيد، مصادر مطلعة، السبت (9 مارس)، في احاديث ادلت بها لقناة "بلقيس" الفضائية، عن انفراج وشيك في ملف الطرق المغلقة جراء الحرب، وكشفت عن "اجتماعات جرت، خلال الأيام الماضية، بين وسطاء محليين وقيادات في جماعة الحوثي، لإيجاد حلول لفتح الطرق المغلقة بين المحافظات".
من جانبها، أعلنت سلطات جماعة الحوثي، السبت (9 مارس) "بدء الترتيبات لفتح طريق صنعاء - الضالع -عدن، وطريق صنعاء- البيضاء - أبين- عدن". واستمرار مباحثات فتح طريق "صنعاء-تعز"، و"صنعاء- مارب". وقالت: إنه "وبتكليف من زعيم الجماعة "تم البدء بعملية التنسيق والتواصل لفتح هتين الطريقين".
تفاصيل: بشرى سارة لجميع اليمنيين بلا استثناء
واطلق سياسيون واقتصاديون، السبت (24 فبراير)، تحذيرا مما سموه "كارثة كبرى" تترتب على فتح الطرق قبل توحيد العملة وسعر الصرف. كاشفين عن "انهيار اقتصادي كبير في مارب والمحافظات المحررة، سيكون لصالح جماعة الحوثي اقتصاديا وسياسيا، قبل ايجاد حل ومعالجات حاسمة بشأن العملة".
تفاصيل: فتح طريق مارب الان ينذر بهذه الكارثة
يأتي هذا بعدما دشن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب، الشيخ اللواء سلطان بن علي العرادة، الخميس (22 فبراير)، فتح طريق (مأرب - فرضة نهم - صنعاء) من جانب واحد. وقال: "نحن اليوم أسسنا النقطة الامنية (بداية الطريق من جهة المناطق المحررة) في هذا المكان، ونسلمها عبر هيئة الاركان للجهات الامنية".
شاهد .. اللواء العرادة يدشن فتح طريق مارب صنعاء (فيديو)
وأشاد رئيس لجنة فتح الطرقات الشيخ الخضر البدري بهذه الخطوة، وقال إنها: "ستخفف معاناة المواطنين واسعار السلع" مضيفا: "ندعو الطرف الاخر المتمثل في حكومة انصار الله في صنعاء الى الاستجابة مع هذه المبادرة الطيبة وفتح الطريق من جانبهم وأنا على يقين بأن حكومة صنعاء لن ترفض مثل هكذا مبادرة".
في المقابل، ردت جماعة الحوثي، على هذه الخطوة بإعلانها على لسان محافظ مارب المُعين منها، علي محمد طعيمان، عما سماه "مبادرة تدشين فتح طريق (صنعاء - خولان- صرواح - مأرب)". وقال: "الطريق مفتوحة وجاهزة للعبور وهي آمنة". معتبرا أن "المبادرة سبق الاعلان عنها قبل تسعة اشهر واليوم ندشنها من الميدان، كحسن نية".
شاهد .. الحوثيون يفتحون طريق صنعاء صرواح مارب (فيديو)
وفي حين اكد اللواء العرادة: أنه "من جانبنا لا نرى أن هناك أي ضرر مترتب على عبور المواطنين من الطرقات الرئيسية"؛ ابدت جماعة الحوثي تخوفها من فتح الطرق من دون ما سمته "ضمانات". مشيرة إلى "ضرورة ابرام اتفاق رسمي مدعوم بضمانات اممية وقبلية لسلامة عبور المسافرين دون التعرض لاي احتجاز او اعتقال على اساس اللقب او الانتماء لمنطقة بعينها .
شاهد .. اعلان حوثي بشأن فتح طريق صنعاء-مارب
أكد هذا الموقف من جانب جماعة الحوثي واشتراطها اطلاق سراح جميع المسافرين المحتجزين للاشتباه، رئيس لجنة الاسرى التابعة للجماعة، عبدالقادر المرتضى، بتصريح قال فيه: إن الشرعية في مأرب "إذا كانت جادة في تخفيف معاناة الشعب اليمني، من خلال فتح الطرقات، فعليها أولا الإفراج عن الأسرى والمعتقلين لديها بلا تهمة".
شاهد .. شرط الحوثيين بشأن فتح طريق صنعاء مارب
تتزامن هذه التطورات مع إعلان المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غرونبيرغ، في اخر احاطة قدمها الى مجلس الامن الدولي، الخميس (15 فبراير) أنه تلقى "تطمينات ايجابية من مختلف الاطراف" بشأن تدابير واجراءات تخفيف معاناة اليمنيين الانسانية، الواردة في "خارطة الطريق للسلام" التي اعلن اتفاق الاطراف عليها نهاية ديسمبر 2023م، واعلان وزير الخارجية السعودي "استعداد المملكة لرعاية التوقيع على خارطة السلام في اليمن فورا".
يشار إلى أن جميع اطراف الحرب المتواصلة في اليمن للسنة التاسعة على التوالي، تؤكد "حرصها وسعيها لإعادة فتح جميع المنافذ للمدن والطرقات بين المحافظات" على خطوط التماس لانهاء معاناة ملايين اليمنيين من السفر عبر طرق وعرة وخطيرة، لكنها في الوقت نفسه تتبادل الاتهامات بالعرقلة، بينما تستمر معاناة ملايين اليمنيين من وعثاء السفر وعناء سلك طرق بديلة وعرة او صحراوية محفوفة بالمخاطر والسفر لعشرات الساعات المضنية.