الجمعة 2024/11/01 الساعة 07:28 م

مشايخ

العربي نيوز - عدن:

وثق مواطنون جانبا من تحريض على قتل عدد من السياسيين والشخصيات المجتمعية، اطلقه مشايخ عدد من مساجد العاصمة المؤقتة عدن، الموالون لـ "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في سياق تعميم موقف المجلس من فلسطين المنحاز للكيان الاسرائيلي، والمتبني تصنيف الامارات المقاومة الفلسطينية "منظمات ارهابية".

وتداول ناشطون على منصة التدوين المصغر إكس (توتير سابقا)، مقطع فيديو، من خطبة صلاة الجمعة، لأحد مشايخ "الانتقالي" في عدن، وهو يحرض على قتل رئيس لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، الشيخ علي سالم الحريزي على خلفية موقفه من فلسطين وتأييده هجمات الحوثيين ضد الكيان الاسرائيلي وسفنه.

أكدت هذا منصة أبناء عدن، بقولها: إن "الارهابي (منير السعدي) أحد سلفية المخابرات #الإماراتية إمام وخطيب مسجد ابن عباس في خط التسعين كابوتا #عدن يحرض على الشيخ علي سالم الحريزي بخطبة أمس الجمعة بسبب موقفه الشجاع من القضية الفلسطينية وتأييده لهجمات البحر الأحمر ضد السفن الصهيونية".

شاهد .. مشايخ "الانتقالي" يحرضون على القتل (فيديو)

يأتي هذا التحريض عبر مساجد عدن، امتدادا لمواقف "المجلس الانتقالي"، المجاهرة بالانحياز للكيان الاسرائيلي والمناهض لما يصفه "التصعيد الارهابي" في فلسطين، في اشارة إلى "معركة طوفان الاقصى"، وللهجمات البحرية التي تشنها جماعة الحوثي بزعم منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة اليه دعما لفلسطين".

وسبق أن كشفت هيئة البث الاسرائيلية (كان)، الاحد (9 ديسمبر) عن صفقة جرى ابرامها بين الكيان الاسرائيلي وجيش الاحتلال مع رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي. كاشفة عن عرض الاخير حماية سفن الكيان العابرة من البحر العربي والبحر الاحمر، مقابل دعم انفصال جنوب اليمن.

تفاصيل: هيئة اذاعة الكيان تكشف صفقة مع "الانتقالي" (فيديو)

في السياق، أعلن رئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، الاربعاء (13 ديسمبر) لدى افتتحه مقر الاكاديمة العسكرية العليا في عدن: "إن كل القوات التي تم تشكيلها منذ انطلاق عاصفة الحزم وحتى يومنا هذا، جنودا، وضباطا، وقيادات عسكرية، سيكونون تحت إمرته في أي معركة عسكرية سيخوضها"، و"تقف مع المجتمع الدولي في حماية خطوط الملاحة البحرية".

شاهد .. الزبيدي يلعن المشاركة بالتحالف الدولي البحري

جاء اعلان الزُبيدي، رسميا، مشاركته ومليشياته المسلحة في التحالف الدولي لتأمين الملاحة في البحر الاحمر وباب المندب بقيادة الولايات المتحدة، عقب ايام على اعلان قائد القوات البحرية الموالي لـ "الإنتقالي"، تلقي دعوة امريكية للانضمام إلى هذا التحالف، والمشاركة في التصدي للهجمات الحوثية ضد السفن الاسرائيلية والمتجهة للكيان.

شاهد .. حديث قائد القوات البحرية النخعي عن التحالف الدولي

وتزامن هذا الاعلان، مع انضمام طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، إلى تحالف عسكري دولي بقيادة أمريكا لحماية السفن الاسرائيلية والسفن المتجهة الى الكيان الاسرائيلي عبر البحر الاحمر والبحر العربي وباب المندب، بعنوان "التصدي لتهديدات الحوثيين للملاحة".

جاء هذا خلال زيارة نفذها طارق عفاش، الاربعاء (13 ديسمبر)، لمملكة البحرين، المقر المركزي لقيادة الاسطول البحري الامريكي الخامس والقوات البحرية المشتركة (CMF)، ولقائه مع قيادات عسكرية بحرينية وامريكية وفرنسية واسرائيلية، واعلان انشاء التحالف العسكري البحري الدولي، وانضمام اليمن إليه رسميا.

تفاصيل: امريكا تعلن انضمام اليمن لتحالف حماية الملاحة

واستبق طارق زيارته للبحرين، بتنظيمه، استعراضا لخفر السواحل التابعة لقواته في المخا، احتفت به هيئة البث الاسرائيلية (كان نيوز) وأبرزت قوله: "هناك تهديد كبير هنا من أسلحة إيران بحجة حرب غزة والهجمات على السفن الإسرائيلية". واعتبرت طارق عفاش و"الانتقالي" حلفاء استراتيجيين للكيان الاسرائيلي.

شاهد .. الكيان الاسرائيلي يكشف الشراكة مع طارق والانتقالي

ترافق هذا مع مفاجأة "المجلس الانتقالي" المواطنين في عدن والمحافظات الجنوبية، عقب بداية العدوان الاسرائيلي على غزة، بتبني موقف الامارات من فلسطين والمقاومة الفلسطينية بوصفها "تنظيمات ارهابية"، وبدأ حملة عبر خطباء المساجد لمهاجمة "حماس" وتحميلها مسؤولية "التصعيد وتداعيات الحرب الكارثية" على الفلسطينيين، وقمع الخطباء المؤيدين للمقاومة الفلسطينية وحركة حماس.

تفاصيل: سريان اجراء صادم بشأن فلسطين في عدن (فيديو)

ومطلع نوفمبر الماضي، بدأ كيان الاحتلال الاسرائيلي، الرد على هجمات جماعة الحوثي الانقلابية، وتهديدها باستمرارها في مهاجمته وسفنه بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة؛ بتحرك صادم استهله من عدن، عبر "المجلس الانتقالي" ومليشياته الممولة من الامارات، وفرضها حظر اي دعوات او تظاهرات او تبرعات شعبية تضامنية مع فلسطين ومليوني فلسطيني محاصرين بقطاع غزة.

تفاصيل: الكيان يبدأ الرد على الحوثيين من عدن ! (فيديو)

كما أعلن رئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزُبيدي مع بداية العدوان الاسرائيلي على غزة مطلع اكتوبر الفائت، ادانته "التصعيد ضد اسرائيل"، وابلغ السفير الامريكي لدى اليمن، عدم اعترافه بحركة حماس، و"دعمه السلطة الفلسطينية وحل الدولتين وترحيبه بالسلام مع الكيان الاسرائيلي، وفق "الاتفاق الابراهيمي" المُبرم بين الامارات والكيان، برعاية الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب نهاية 2020م. 

تفاصيل: الزُبيدي يبلغ امريكا الموافقة على التطبيع (وثيقة)

مجددا بهذا الموقف تمسكه بإعلانه الصادم للجنوبيين قبل عامين في لقاء مع قناة "روسيا اليوم"، عن قرار "المجلس الانتقالي" التطبيع الكامل للعلاقات مع الكيان الإسرائيلي، ومباركته تطبيع الامارات العلاقات معه، وتأكيده أن "المجلس الانتقالي سيعرض على اسرائيل التطبيع معها حال حصوله على الاعتراف الدولي باستعادة دولة الجنوب والاستقلال". في اشارة الى فرضه ومليشياته انفصال جنوب اليمن.

شاهد .. الزُبيدي يعلن قرار التطبيع مع الكيان (فيديو)

وتبنت الامارات إنشاء "المجلس الانتقالي" منتصف 2017م وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا، بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه واي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الثالثة، الجمعة (8 ديسمبر)، بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "28500 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 63000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 500 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.