العربي نيوز - عدن:
بدأ كيان الاحتلال الاسرائيلي، الرد على هجمات جماعة الحوثي الانقلابية، وتهديدها باستمرارها في مهاجمته بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، بتحرك صادم استهله من العاصمة المؤقتة عدن، عبر "المجلس الانتقالي" ومليشياته الممولة من الامارات.
وعمم "الانتقالي" عبر نفوذ وسلطات مليشياته التي تسيطر على العاصمة المؤقتة عدن، منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، حظر اي دعوات او تظاهرات او تبرعات شعبية تضامنية مع الفلسطينيين وقطاع غزة المحاصر منذ قرابة شهر، من الكيان الاسرائيلي.
كما عمم "المجلس الانتقالي" عبر مدير مكتب وزارة الاوقاف والارشاد في عدن، الموالي للمجلس، على خطباء المساجد، مهاجمة المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بوصفها ارهابية والمتسببة في استدعاء الحرب الاسرائيلية على غزة.
وأكد اهالي مديرية المعلا في عدن، وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، إقدام خطيب صلاة الجمعة في مسجد بمنطقة القلوعة على استفزاز المصلين بإدانته بخطبته حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، بقوله: إن المرابطين في غزة هم الاخوان المسلمون".
مضيفا: "فما منهم الا الخراب سيد قطب والاخوان". ما أثار حفيظة المصلين، الذين بادر العشرات منهم إلى الاعتراض على الخطيب ومنعه من مواصلة خطبته الهجومية والتحريضية ضد المقاومة الفلسطينية والتبريرية للعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.
وتكرر تبني خطباء مساجد في العاصمة المؤقتة عدن، لموقف "المجلس الانتقالي" تصنيف امريكا والامارات لحركة حماس تنظيما ارهابيا، وتحميلها مسؤولية ما يسميه "التصعيد الارهابي ضد المدنيين في اسرائيل". ورفض المواطنين هذا الموقف والخطاب بقوة.
شاهد .. اهالي عدن يرفضون خطاب التطبيع مع الكيان (فيديو)
يأتي هذا في سياق تبني "المجلس الانتقالي" تنفيذ اجراء صادم لصالح كيان الاحتلال الاسرائيلي، يجسد عمليا موقفه المعلن والمنحاز إلى موقف ابوظبي من الكيان الاسرائيلي وعدوانه المتواصل على قطاع غزة المحاصر من الماء والغذاء والدواء والكهرباء.
وتداول ناشطون على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يوثق لحظة اعتداء سافر على خطيب مسجد في مدينة عدن، عقب انتهائه من القاء خطبة صلاة الجمعة، ومهاجمته الكيان الاسرائيلي والدول التي طبعت علاقاتها معه، وعلى رأسها الامارات.
حسب شهود عيان وناشطين تداولوا مقطع الفيديو، فإن عصابتين تتبعان اثنين من قيادات "المجلس الانتقالي" اقتحمتا مسجد الرحمن بمديرية المنصورة في مدينة عدن، الخاضعة لسيطرة مليشيا "الانتقالي" وباشرتا نهاية اكتوبر الفائت، الاعتداء على خطيب وإمام المسجد.
موضحين أن "العصابتين تتبعان القياديين في ‘المجلس الانتقالي‘ محمد الوالي ومنير السعدي"، وقد "كلفتا بتنفيذ الاعتداء على امام وخطيب مسجد الرحمن لجعله عبرة لخطباء المساجد، وارغامهم على تجاهل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين والامتناع الكامل عن مهاجمة التطبيع مع الكيان".
شاهد .. الانتقالي ينكل برافضي التطبيع مع الكيان (فيديو)
جاء الاعتداء، عقب ايام على اعتداء مماثل تعرض له الشيخ علي المحثوثي، إثر القائه الاربعاء الفائت، خطبة قوية مناصرة لمدينة غزة في فلسطين ولعنه المطبعين والمتواطئن مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، دفعت مدير مكتب الاوقاف والارشاد في عدن محمد الوالي، التابع لـ "الانتقالي" لعزله والتوجيه باعتقاله.
شاهد .. خطيب يحتمي بمسجد من محاولة اختطافه (فيديو)
وأظهرت مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية تداولها ناشطون، الاربعاء، الشيخ علي المحثوثي، يحتمي بالمصلين بمسجد الرحمن في مديرية المنصورة، بعدما حاصرت مليشيا "الانتقالي" المسجد بهدف ارغامه على تسليم نفسه واعتقاله، لإجباره على اعتزال عمله اماما وخطيبا للمسجد، حسبما أعلن مخاطبا المصلين.
موضحا: إن المسلحين حاصروا المسجد وترقبوا خروجه لاختطافه، بهدف اجباره على ترك المسجد. وأنه اضطر إلى الاحتماء بالمسجد، خشية اعتقاله عقب خروجه، واقتياده إلى جهة غير معروفة، مناشدا السلطات الأمنية في عدن، بسرعة التدخل وحمايته من المسلحين مجهولي الهوية والجهة التي يتبعونها".
شاهد .. مصلون يمنعون اختطاف مليشيا الانتقالي خطيب (فيديو)
وأكد الناشط الجنوبي، ابو محمد المرزوقي، الاعتداء قائلا: "الشيخ علي المحثوثي الابيني امام وخطيب مسجد الرحمن في عدن في خطبة سابقة له اشاد بالمقاومة الفلسطينية وهاجم دولة الكيان الصهيوني فارسل اليه محمد الوالي مدير اوقاف عدن اطقم تابعة لمليشيات الانتقالي لاعتقاله وعزله من امامة المسجد".
شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تحاصرا مسجدا لاعتقال خطيبه (فيديو)
بدوره أقر مدير مكتب وزارة الاوقاف والارشاد في عدن، محمد الوالي، المُعين من "المجلس الانتقالي" بالواقعة لكنه نفى في بيان، محاولة اختطاف الشيخ علي المحثوثي، واصفا ما حدث بأنه "لجنة نزلت لتسليم مسجد الرحمن للإمام والخطيب المعين من المكتب ومدير المديرية وبتفويض من فاعل الخير باني المسجد".
وتابع الوالي يهاجم المحثوثي، بأنه "مدعي ويروج خزعبلات"، وقال على صفحة المكتب بمنصة "فيس بوك": إن "الشخص هذا غير معين من مكتب الأوقاف م/ عدن في مسجد الرحمن وإنما هو إمام لمسجد من مساجد مدينة الشعب وهو معروف لدى العامة والخاصة، فبأي حق يقتحم إمامة المسجد ويدعي المظلومية".
لكنه أقر بأن "مسجد الرحمن بالمنصورة ليس به إمام رسمي معين من مكتب الأوقاف م/ عدن، منذ استشهاد إمامه السابق رحمه الله قبل سنوات" في اشارة للشيخ عبدالرحمن الزهري، الذي اغتالته الإمارات عبر خلية هاني بن بريك لاغتيال معارضي نفوذ الامارات، حسب ما اثبتته محاضر تحقيقات النيابة العامة بعدن.
شاهد .. "الانتقالي" يبرر قمع خطيب مسجد في عدن (وثيقة)
يأتي قمع "الانتقالي" مناصرة المقاومة الفلسطينية، بعدما تفاجأ بموجة رفض شعبي للعدوان الاسرائيلي على غزة، وإنزال الاهالي في عدن خطيب مسجد الشافعي بالممدارة، تبنى موقف "الانتقالي" تصنيف امريكا والامارات لحركة حماس تنظيما ارهابيا، وتحميلها مسؤولية ما يسميه "التصعيد الارهابي ضد المدنيين في اسرائيل".
شاهد .. اهالي عدن يرفضون خطاب التطبيع مع الكيان (فيديو)
وأعلن "المجلس الانتقالي" على لسان رئيسه عيدروس الزُبيدي، بداية العدوان الاسرائيلي على غزة، ادانته "التصعيد ضد اسرائيل"، وابلغ السفير الامريكي لدى اليمن، عدم اعترافه بحركة حماس، و"دعمه السلطة الفلسطينية وحل الدولتين وترحيبه بالسلام مع الكيان الاسرائيلي، وفق الاتفاق الابراهيمي" بين الامارات والكيان.
تفاصيل: الزُبيدي يبلغ امريكا الموافقة على التطبيع (وثيقة)
مجددا بهذا الموقف تمسكه بإعلانه الصادم للجنوبيين قبل عامين في لقاء مع قناة "روسيا اليوم"، قرار "المجلس الانتقالي" التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، ومباركته تطبيع الامارات العلاقات معه، وأن "المجلس الانتقالي سيعرض على اسرائيل التطبيع معها حال حصوله على الاعتراف الدولي باستعادة دولة الجنوب والاستقلال".
شاهد .. الزُبيدي يعلن قرار التطبيع مع الكيان (فيديو)
وتبنت الامارات إنشاء "المجلس الانتقالي" منتصف 2017م وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية تجاوزت الخميس "9061 قتيلا (بينهم 3760 طفلا و2136 امرأة و460 مسنا)، والمصابين 22219، منذ 7 أكتوبر الجاري". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 310 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.