العربي نيوز - الجزائر:
اتخذت جمهورية الجزائر، اجراء رسميا جرئيا وقويا، فاجأ الكثير من المراقبين الاقليميين والدوليين، حيال العدوان الاسرائيلي الغاشم المتواصل لليوم الحادي والثلاثين على التوالي، وسط حصار خانق من الماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء.
واستهل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مراسم افتتاح السنة القضائية الجديدة، الاثنين، باصدار توجيه للسلطة القضائية والقانونيين بـ "رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان".
ونقلت قناة الجزائر الدولية (AL23News) من حديث الرئيس تبون قوله: "نتسائل أين هي العدالة في العالم؟ أين هو حق الشعوب المضطهدة؟ وعلى رأسها الشعب الفلسطيني". مؤكدا بشاعة جرائم الحرب والابادة الاسرائيلية في فلسطين.
مضيفا: إنه "في فلسطين المحتلة انهارت كل المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والقانونية أمام ما يشهده العالم يوميا من مجازر وحشية ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني أمام مرأى وصمت عالمي رهيب".
وتابع : "يجب رفع دعوى قضائية ضد اسرائيل امام المحكمة الجنائية الدولية بمشاركة المنظمات الدولية لحقوق الانسان". مؤكدا "ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء عقود من الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين".
شاهد .. موقف جريء للرئيس الجزائري ضد الكيان
يأتي هذا الموقف الجزائري ضمن سلسلة مواقف رسمية علنية، صادرة عن رئاسة الجمهورية الجزائرية ومجلس الامة الجزائري والمجلس الاعلى للأمن في الجزائر، اتفقت في ادانة الكيان الاسرائيلي وعدوانه وتأكيد الدعم الكامل لفلسطين ومقاومته.
وشهدت مدن الجزائر تظاهرات شعبية غاضبة من العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، ومطالبة بالتدخل والدعم المالي والعسكري لنصرة فلسطين وتحريرها من الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما اتسع في الجزائر نطاق الاستجابة لدعوة مقاطعة المنتجات والشركات التي تدعم الكيان الإسرائيلي، وأعلن الكثير من أرباب المراكز التجارية الكبرى في الجزائر عن وقف تسويق العديد من العلامات والماركات التجارية الداعمة للكيان الاسرائيلي.
الى ذلك يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي، شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، موقعا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين.
والخميس، نقلت وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) عن تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، تأكيده أن "إسرائيل أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة بما يعادل قنبلتين نوويتين". من وحي متابعته لاعلانات جيش الاحتلال الاسرائيلي عن عملياته الحربية.
موضحا أن "الجيش الإسرائيلي اعترف بأن طائراته استهدفت أكثر من 12 ألف هدف في قطاع غزة مع حصيلة قياسية من القنابل بحيث تتجاوز حصة كل فرد 10 كيلو غرامات من المتفجرات". وأكد إن "إسرائيل تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية ضخمة تبدا من 150 إلى الف كيلو غرام".
ونوه المركز إلى أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما وناجازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، قُدر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات، والتطور الذي طرأ على زيادة وفاعلية القنابل يجعل الكمية التي أسقطت على غزة ضعفي قنبلة نووية".
مضيفا: إن :إسرائيل تعمد لاستخدام خليط يعرف بـ"آر دي إكس" (RDX) الذي يطلق عليه اسم "علم المتفجرات الكامل"، وتعادل قوته 34ر1 قوة "تي إن تي، ويعني ذلك أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما، مع ملاحظة ان مساحة غزة ثلث هيروشيما".
وتابع المرصد الأورو متوسطي لحقوق الانسان، قائلا: "فضلا عن ذلك تم توثيق استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دوليا في هجماتها على قطاع غزة، ولا سيما القنابل العنقودية والفسفورية والتي هي عبارة عن مادة سامة شمعية تتفاعل مع الأوكسجين بسرعة وتتسبب بحروق بالغة من الدرجة الثانية والثالثة".
مختتما تقريره بالدعوة إلى "تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في حجم المتفجرات وفي الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها إسرائيل ولا تزال ضد المدنيين في قطاع غزة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك بما يشمل من أصدر الأوامر وخطط ونفذ، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق العدالة للضحايا الفلسطينيين".
شاهد .. مركز اوروبي يدين الكيان بفظاعات في غزة
وتتواصل سياسيا التنديدات للعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطع غزة بفلسطين، واتفقت بيانات معظم الدول العربية المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انضمت الامارات رسميا إلى أميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول أوروبا في ادانة المقاومة الفلسطينية وأسر رهائن اسرائيليين.
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت مساء الاحد "9770 قتيلا فلسطينيا (بينهم 4800 طفلا و2550 امرأة و460 مسنا)، والمصابين 25219، منذ 7 أكتوبر الجاري". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 310 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق كتائب القسام، ابو عبيدة.