الأحد 2025/05/18 الساعة 09:13 ص

حراس طارق يداهمون انفسهم لدرء فضيحة (صور)

العربي نيوز - الساحل الغربي:

اثارت ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية"، التي يقودها طارق عفاش بتمويل من الامارات في الساحل الغربي، موجة سخرية واسعة بين اوساط السياسيين والقانونيين والناشطين في حقوق الانسان، بإقدامها على ما سموه "مسرحية هزيلة لدرء الفضيحة".

جاء هذا في سياق ردود الفعل على اعلان وسائل اعلام طارق عفاش عما سمته "حملة مداهمة أمنية مشتركة لاوكار عصابات الاتجار بالبشر" من مهربي المهاجرين الافارقة غير الشرعيين وايوائهم بعد إنزالهم من البحر تمهيداً لتفويجهم باتجاه المحافظات المجاورة".

وزعمت وسائل اعلام طارق أن الحملة "رصدت في المناطق الواقعة بين مديريتي ذو باب وموزع مجموعة من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين مؤلفة من 91 مهاجراً من عدة جنسيات وتحفظت عليهم لتسليمهم إلى منظمة الهجرة الدولية وفق البروتوكولات الإنسانية المتبعة".

جاء بين تعليقات السياسيين والحقوقيين "حاميها حراميها". مشيرين إلى تسجيل منظمات دولية متخصصة بشؤون اللاجئين، شهادات عدة لنازحين افارقة عن "تورط معسكرات بساحل اليمن في تجنيد النازحين الافارقة الرجال وتسخير النازحات في مهن منافية للانسانية".

ونوهوا إلى أن ما سموه "المسرحية الهزيلة" من جانب قوات طارق عفاش و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات؛ تأتي بالتزامن مع تنفيذ اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان، وبضغوط اوروبية وامريكية، أول زيارة لها الى مديريات الساحل الغربي.

في السياق، نفذت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، الخميس، زيارة إلى مدينة المخا، غربي محافظة تعز، ونفذت ورشة عمل لمنظمات المجتمع المدني حول أهمية التعاون بين الجانبين لضمان حماية وتعزيز حقوق الإنسان، حسب وكالة (سبأ).

ونقلت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) عن رئيس اللجنة القاضي حسين المشدلي قوله: إن ورشة العمل المنعقدة بمشاركة 28 منظمة ونقابة وجهات عاملة في مجال حقوق الإنسان بمديريات الساحل "ترمي الى تقوية جهود اللجنة والمجتمع المدني في الوصول للضحايا وحماية حقوق الإنسان".

شاهد .. اول تقصي لحقوق الانسان بالساحل الغربي

تعد زيارة اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان، الاولى من نوعها لمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش منذ منتصف 2018م في ظل تنام لافت ومتسارع لعدد شكاوى ووقائع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان هناك.

وجاء بين اخر هذه الانتهاكات، فاجعة اليمنيين نهاية سبتمبر الفائت، باستعراض الامارات ومليشياتها في الساحل الغربي بقيادة طارق عفاش، انتهاكاتها لأعراض اليمنيين واغتصاب فتياتهم ونسائهم، واخرها جريمة اختطاف واغتصاب طفلة بمدينة الخوخة، واتهامها بالزنا، واعتقال والدها.

تفاصيل: مليشيا الامارات تستعرض اغتصاب يمنيات (صور)

تأتي جريمة اختطاف واغتصاب الطفلة انتصار، امتدادا لسلسلة جرائم مماثلة، اقترفها منتسبون لمختلف فصائل المليشيات الممولة من الامارات (العمالقة الجنوبية، والمقاومة التهامية وحراس الجمهورية) التابعة لقيادة طارق عفاش، في مديريات الساحل الغربي المحررة.

ورصدت منظمات حقوقية تعرض 6 فتيات لاغتصاب جماعي من مليشيات الامارات في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، منتصف يونيو 2022م، عقب فترة على اغتصاب طفلة في السابعة من عمرها بالمديرية نفسها، واعتقال والدها وإجباره على كتابة تنازل عن القضية.

وفي مديرية الخوخة، سبق أن رصدت منظمات حقوقية جرائم اغتصاب ثلاث فتيات وطفل، إضافة إلى جرائم اختطاف واغتصاب امرأة متزوجة في مديرية المخا، المقر المركزي لقيادة قوات طارق عفاش وما يسمى "القوات المشتركة في الساحل الغربي" الممولة من الامارات.

وفقا لتقرير صادر عن منظمة "تهامة للحقوق والتنمية والتراث الإنساني" فإن مليشيات الامارات في الساحل الغربي " نفذت 244 جريمة اغتصاب كان منها 132 جريمة اغتصاب نساء، و 84 اغتصاب أطفال، و28 جريمة اغتصاب تعرض لها الرجال، خلال 3 سنوات فقط".

ومطلع اغسطس الفائت، كشفت وثائق مسربة عن ازدحام السجون غير القانونية في معسكرات طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، بآلاف المعتقلين المدنيين من ابناء تهامة.

تفاصيل: وثائق تفضح فظاعات سجون طارق عفاش (اسماء)

جاء تسريب هذه الوثائق، بعد أن كشفت منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف، في وقت سابق، عن "سجون غير قانونية في معسكرات طارق بمدن الساحل الغربي، يشرف عليها ضباط اماراتيون لقمع معارضي تواجدهم بالساحل".

وسبق أن روى مدنيون وعسكريون، فارون من سجون الساحل الغربي، شهادات صادمة عن ممارسات قمعية لا إنسانية وصنوف تعذيب اجرامي، يتعرض له المعتقلون في سجون طارق بمدن الساحل الغربي المحررة، تصل إلى القتل والتسبب بالوفاة.

ورد بين هذه الشهادات الموثقة والمصورة لناجين من سجون طارق عفاش، أنهم يتعرضون لتعذيب نفسي وجسدي لا يحتمل بإشراف عمار عفاش، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، وضباط اماراتيين، تدفع كثيرين إلى اختيار الانتحار للخلاص.

وتسيطر قوات طارق عفاش وتشكيلات الامارات الاخرى، منذ 2018م على مدن الساحل الغربي المحررة، وتفرض سلطتها وهيمنتها على السلطات المحلية والمكاتب التنفيذية وادارات الامن، وتبسط على الممتلكات العامة والخاصة وتستحوذ على الايرادات العامة.

يشار إلى أن الامارات تبنت طارق عفاش عقب فراره من صنعاء اثر اندلاع مواجهات بين عمه الرئيس السابق علي عفاش والحوثيين في صنعاء مطلع ديسمبر، تاركا عمه يواجه مصرعه، ومولت تجميعه ضباط وجنود الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) التابع لابن عمه احمد علي سابقا في بير احمد بعدن ثم إلى الساحل الغربي، ليغدو وكيلا لاجندة اطماع ابوظبي في اليمن.