العربي نيوز - المخا:
تلقى احمد علي، قائد الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) لنظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، المقيم في الامارات منذ العام 2013م، ما سماه مراقبون "طعنة غادرة" و"صفعة مزدوجة"، من اقرب المقربين اليه، في سياق صراع الندية والتنافس بينهما على احقية تمثيل الاسرة في اتفاق السلام والتسوية السياسية المرتقبة للحرب.
وحسمت الامارات رسميا، بعد رعايتها خلال الاسبوع الفائت مفاوضات بين طارق عفاش وأحمد علي؛ الصراع الدائر بينهما على احقية تمثيل نظام علي عفاش في التسوية السياسية المرتقبة للحرب، بإقرارها التنافس بينهما، وإطلاق البث التجريبي لقناة طارق الفضائية المُسماة "الجمهورية"، من المقر المركزي لقيادة قواته، مدينة المخا.
أكدت هذا مصادر سياسية وإعلامية في مدينة المخا، أفادت بأن "الايام المقبلة ستشهد ظهورا علنيا لصراع الندية والتنافس بين طارق عفاش وقائده السابق، احمد علي، بعدما صار الاثنان يمتلكان ترسانة اعلامية". لافتة إلى أن "طارق ظل يفتقد لقناة فضائية تروج له كما بقيت قناة اليمن اليوم تفعل لأحمد علي وتتعمد تجاهل طارق".
وكشف أن هذا الصراع بدأ بالفعل وعلى نحو علني، بأن "العميد طارق صالح رفض تكرار الاسماء والوجوه المستهلكة" في اشارة إلى القيادات والكوادر الاعلامية لنظام عمه الرئيس الاسبق علي عفاش ونجله احمد علي مالك شبكة "اليمن اليوم" الاعلامية، التي تضم قناتين فضائيتين وصحيفة وإذاعات، ومواقع إخبارية الكترونية عدة.
موضحة أن طارق عفاش "رفض أن يعين في قناته الجمهورية، سكرتيره الاعلامي نبيل الصوفي أو محمد الردمي أو فيصل الشبيبي، المديران السابقان لقناة "اليمن اليوم"، أو أي من القيادات والكوادر العاملة مع عمه ونجله احمد علي في قناة اليمن اليوم، واختار اعلاميين موالين لأسرة عفاش، لكن غير بارزين في الاعلام التلفزيوني".
وذكرت المصادر أن "العميد طارق اختار الاعلامي السابق في صحيفة الامة الحوثية، ورئيس تحرير صحيفة الاولى وصاحب الامتياز لصحيفة الشارع، الممولتين من المؤتمر الشعبي، لتعيينه مديرا عاما تنفيذيا لقناة الجمهورية، وكلفه باختيار فريقه من مذيعين ومذيعات ومديرين فنيين ومعدي برامج، إيذانا لمرحلة تسويقه رئيسا للبلاد".
عُرف الصحفي محمد عياش، صحفيا في صحيفة "الامة" الناطقة باسم حزب الحق، الواجهة السابقة لجماعة الحوثي، وناشطا في الدفاع عن الاخيرة ومشاركته في حروب صعدة (2004-2009م)، ومقتل اثنين من اشقائه فيها، ثم استمراره في صف الحوثيين بصفة ثائرا على النظام السابق، ضمن ثورة الشباب (11 فبراير 2011م).
وعقب اضطرار علي عفاش نقل السلطة في فبراير 2012م؛ انتقل عياش، إلى خندق النظام السابق وثورته المضادة بتمويل اماراتي، وسلمه الامين العام المساعد لحزب المؤتمر، حينها، ياسر العواضي قيادة صحيفتي "الاولى" و"الشارع" اليوميتين، اللتين عُرفتا بمهاجمة الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني وتحريض المواطنين ضدهما.
استمر محمد عايش في صف جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش، حتى انفضاض شراكتهما في الانقلاب (سبتمبر 2014م) وانفجار الصراع بينهما على تقاسم سلطة وثروة ومغانم الانقلاب، ومصرع علي عفاش مطلع ديسمبر 2017م، ليلحق بطارق عفاش بعد تمكنه من الفرار وتجميع قوات الجيش العائلي الى عدن ثم المخا.
ويرى مراقبون للشأن اليمني، أن قناة "الجمهورية" التي اطلقت بثها التجريبي ستكون نسخة طبق الاصل من قناة "اليمن اليوم" التابعة لأحمد علي والتي تبث من العاصمة المصرية القاهرة بتمويل من الهلال الاحمر الاماراتي، "مع فارق أن قناة الجمهورية ستعمل على تقديم طارق عفاش بوصفه رجل الدولة والقائد الوطني المنقذ والمخلص".
يشار إلى أن الامارات تبنت طارق عفاش، عقب فراره من صنعاء اثر انفجار الصراع بين عمه علي عفاش وجماعة الحوثي على تقاسم غنائم الانقلاب، مطلع ديسمبر 2017م، ومولت تجميع طارق ضباط الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والحرس الخاص) الى عدن قبل نقلها الى الساحل الغربي ليغدو حاكما مفوضا للساحل ووكيلا لأجندة اطماع أبوظبي.
