العربي نيوز - صنعاء:
أعلن زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، البدء بمباشرة خطوات تنفيذية لما سماه "التغيير الجذري"، على ضوء التفاهمات المبرمة في ثاني جولة مفاوضات مباشرة مع التحالف بقيادة السعودية، والتي حذرها من عواقب "المماطلة في تنفيذ التزاماتها".
وقال عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة القاها بمناسبة "احياء ذكرى المولد النبوي"، مساء الاربعاء: إن "مسار التغيير الجذري لإصلاح مؤسسات الدولة يعتمد على الانتماء الصادق والهوية الإيمانية للشعب اليمني ويستنير بنور الله وكتابه الكريم والاتباع لرسوله الأكرم".
مضيفا: إن "الشعب اليمني عانى على مدى عقود من الظلم والحرمان والسياسات الخاطئة وانعدام المشروع الحضاري نتيجة لمؤامرات أعدائه من الخارج وأعوانهم من الداخل وهو شعب جدير بالخير وله تاريخه الحضاري العريق ودوره الرائد في مسيرة الإسلام وعلى مدى التاريخ".
وتابع قائلا: "إن أساس النجاح بعد معونة الله تعالى وتوفيقه، هو في تعاون أبناء الشعب وتفهمهم ووعيهم وحذرهم من مساعي الأعداء لإعاقة كل مشروع بناء والحذر من كل الحاقدين المفترين". ما اعتبر تمهيدا لتقبل تغييرات واسعة تشمل قيادات مختلف مؤسسات سلطات الجماعة.
مردفا: إن "المرحلة الأولى للتغيير الجذري تتمثل بتشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية ويتم فيها تحديث الهيكل المتضخم وتغيير الآليات والإجراءات العقيمة والمعيقة وتصحيح السياسات وأساليب العمل بما يحقق الهدف في خدمة الشعب والتكامل الرسمي والشعبي في النهوض بالبلد".
وأعلن عن أولوية تتصدر التغيير، بقوله: "من ضمن المرحلة الأولى، مع إعادة تشكيل الحكومة بحكومة كفاءات، العمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة اختلالاته ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي ومن الجامعين المؤهلين وفتح مسار فعال لإنجاز القضايا العالقة والمتعثرة".
متعهدا: بأن "سنبقى في مواكبة مستمرة بالمتابعة العملية وبالكلمات حتى إنجاز المرحلة الأولى من التغيير الجذري، وقد حرصنا على تقديم أهم ما تجتمع به الأمة ويصلح به الوضع في حال التفهم والتفاعل والتقبل وبنصح صادق وحرص أكيد على شعبنا الذي نحبه ونسعى لخدمته" حسب قوله.
وكشف الحوثي في خطابه، عن أبرز ملامح ومعايير باقي مراحل ما سماه "التغيير الجذري"، بقوله: إن "البناء الصحيح لابد له من أساس صحيح وجامع يؤمن به كل اليمنيين ويعزز الشراكة فيما بينهم، ولا ينحصر لصالح حزب أو فئه ولا يدخل في حيز المناطقية ولا العنصرية ولا الفئوية".
مضيفا: "في ظل الظروف التي يعيشها اليمن ويعاني فيها من احتلال أجزاء واسعة منه ويسعى الأعداء إلى تمزيق نسيجه الاجتماعي تحت عناوين عنصرية ومذهبية ومناطقية وسياسية، واقتطاع أجزاء من البلد؛ فإن القرآن له الاعتبار فوق كل المقررات والقرارات وأساس مسار التغيير الجذري".
وتابع: "نؤكد التمسك بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني والمفهوم العام للمسؤولية الذي تتكامل فيه الأدوار ولن نقبل بالاستبداد ولا بالتسلط الفردي والحزبي ولا الفئوي". مردفا: "ونؤكد تمسك الشعب اليمني بتحرير فلسطين والمقدسات وإدانته لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني".
مطالبا التحالف بقيادة السعودية، "إنهاء عدوانهم وحصارهم على الشعب اليمني والكف عن حرمانه من ثروته النفطية والغازية التي هو في أمس الحاجة إليها للمرتبات والصحة والتعليم والاحتياجات الإنسانية والخدمية والتنموية، وكذا إنهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب، بإنجاز تبادل الأسرى وإعادة الاعمار".
وقال: إن "الشعب اليمني يمتلك عناصر قوة ما يؤهله للنصر والتنكيل بالأعداء، وعليه فإن المصلحة الحقيقية لدول التحالف هو الاستجابة لمساعي السلام التي تقوم بها سلطة عمان". مضيفا: "العواقب ستكون وخيمة على التحالف في حال إصراره على مواصلة الاحتلال والحصار والعدوان على اليمن". حد وصفه.
شاهد.. زعيم الحوثيين يعلن مسار "تغيير جذري"
من جانبه، أعلن ما يسمى "مجلس الدفاع الوطني" التابع لسلطات جماعة الحوثي بصنعاء في بيان: إنه إستجابة للخطاب "يعلن وعبر المجلس السياسي الأعلى يعلن إقالة الحكومة الحالية برئاسة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وتكليفها بتصريف الشئون العامة العادية ما عدا التعيين والعزل حتى يتم تشكيل حكومة جديدة".
شاهد .. اعلان اقالة حكومة "بن حبتور" بصنعاء
وكان زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، صرح مساء الثلاثاء، ولأول مرة، بموقفه وجماعته من الجمهورية واستمرار النظام الجمهوري في اليمن. متحدثا عن شكل ومعايير ما سماه "التغيير الجذري" الذي سبق أن تعهد الاسبوع الفائت بإعلانه الاربعاء، بقوله: "مسألة التغيير الجذري ليست مسألة تعود لمستجدات أو ضرورة جديدة فالخلل قديم".
تفاصيل: الحوثي يصرح رسميا بموقفه من الجمهورية (فيديو)
تأتي توجهات جماعة الحوثي لما تسميه "تغييرا جذريا"، بالتزامن مع توافقات وتفاهمات ابرمتها مع التحالف بقيادة السعودية في جولات مفاوضات غير مباشرة وأخرى مباشرة وعلنيه رعتها سلطنة عمان، وكان أخرها جرت الاسبوع الفائت في العاصمة السعودية الرياض، ووصف الجانبان مخرجاتها ونتائجها بـ "الايجابية".
واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في إعلانهما قبل بدء جولة مفاوضاتهما المباشرة بالرياض، أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات تضم جميع الاطراف اليمنية لإقرار اتفاق سلام شامل في البلاد.
تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)
جاء هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.