الخميس 2025/01/16 الساعة 03:01 م

وزير يكشف مصير

العربي نيوز - لندن:

كشف وزير يمني في الشرعية عن مصر "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في اتفاق السلام المزمع الاعلان عنه في العاصمة السعودية الرياض، بختام ثاني جولات المفاوضات المباشرة بين التحالف بقيادة السعودية والمجلس الرئاسي وجماعة الحوثي الانقلابية، بوساطة سلطنة عُمان.

وقال وزير النقل السابق صالح الجبواني في تدوينة له على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): "أي أتفاق سلام حتى وأن كان جزئيا تصل إليه السعودية مع الحوثي في الرياض ويوقع عليه رشاد العليمي سيكون المجلس الإنتقالي ملزمآ به جملةً وتفصيلا من موقع شراكته في السلطة".

مضيفا: "وهذه الشراكة -رغم أعتراضنا عليها- عليها أستحقاقات لايمكن التنصل منها، فمثلما شاركوا في السلطة وغرقوا في مباهجها وفسادها وتنعموا به سيدفعون الثمن بالتخلي عن شعاراتهم الجوفاء ورصيدهم لدى من تبقى يناصرهم من الناس عند التوقيع على الإتفاق".

وتابع الجبواني قائلا: "الأهم من موقف الإنتقالي الأداة هو موقف أبوظبي صاحب الأداة وصانعها، ماذا ستفعل.. من ناحية هي حريصة على نصيبها في السلطة من خلال إقتسامها مجلس القيادة الرئاسي مع السعودية بما يوفر لها ذلك من قيادة على الأرض وحرية حركة".

وزير النقل السابق صالح الجبواني، اشار الى عقبة تقف امام خطط الانتقالي وطموحات الامارات واطماعها في اليمن، قائلا: "ومن الناحية الأخرى السلام مع الحوثي ليس هينآ على مكاسبها في الجنوب في ظل تمسك الحوثي بقضية الوحدة والسيادة وخروج (القوات الأجنبية).

مضيفا: "إن أوعزت أبوظبي لأدواتها بالخروج من مجلس القيادة الرئاسي فأن مليشياتها ستصنف متمردة وغير شرعية ومعطلة للتسوية السياسية، وأن ظلوا في المجلس سيكونوا ملزمين بالإتفاق كشركاء". وأردف: "يبدو لي أن ليس لدى أبوظبي غير خيارين للتعامل مع الموقف".

وتابع: "أولهما مسايرة الإتفاق وأستهداف تفاصيلة وتفكيكة من داخله وإفراغة من مضمونه بالتعاون مع أطراف أخرى في الشرعية سيكون من مصلحتها عدم تنفيذ إتفاق تراه غير منصفآ ولنا في إتفاق الرياض مثال حي، والحوثي يهمه الراتب وفتح المطارات والموانئ وما تبقى غير مستعجل عليه وسيرتب لأخذه بالقوة لاحقآ".

مستطردا: "أما الخيار الثاني هو عدم سحب أبوظبي لأدواتها من مجلس القيادي الرئاسي لكن الإيعاز لهم بالتمرد على الإتفاق وطرد رشاد العليمي من عدن، وحينها سينشب الصراع بين أدوات كلا الطرفين في المناطق (المحررة)، وستجد السعودية نفسها في ورطة حقيقية".

ومضى وزير النقل سابقا، صالح الجبواني، المقيم في لندن، في كشف سيناريوهات اتفاق السلام ووضع ومصير "الانتقالي" فيه وما يليه، قائلا: "قد تخلط الأوراق كلها ويتحلل كل طرف من إلتزاماته وتنفجر حرب جديده قد تكون عدن وحضرموت ساحات المواجهة فيها بين الطرفين".

شاهد .. مصير "الانتقالي" في اتفاق السعودية والحوثي

يأتي هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.

تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء 

وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.

تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)

كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)

وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.