العربي نيوز - عواصم:
صدر اعلان امريكي فرنسي متزامن، بشأن الجولة الثانية للمفاوضات المباشرة بين كل من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، وما سيترتب عليها من نتائج مرتقبة.
ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية، في بيان صادر عن البيت الابيض اعلنه مستشار الامن القومي الامريكي جيك سوليفان، اليوم الجمعة، بأول زيارة ينفذها وفد جماعة الحوثي إلى المملكة العربية السعودية، لبحث اجراءات اتفاق السلام.
جاء في بيان البيت الابيض الامريكي: إن "واشنطن ترحب بوصول وفد رفيع من الحوثيين إلى الرياض في أول زيارة رسمية له منذ بدء الحرب في اليمن". مضيفا: "فخورون بدعمنا الدبلوماسي لجهود السلام هذه بالتنسيق مع الأطراف اليمنية والأمم المتحدة".
وتابع: "ونشيد بقيادة السعودية على هذه المبادرة الحالية ونشكر قيادة عمان على دورها الهام. ندعو جميع أطراف هذا الصراع الرهيب إلى زيادة ترسيخ وتوسيع فوائد الهدنة التي جلبت قدرا من السلام للشعب اليمني، ووضع حد لهذه الحرب في نهاية المطاف".
شاهد .. بيان امريكي بشأن مفاوضات الرياض
من جانبها، أعلنت فرنسا، دعمها الكامل للمفاوضات بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، باعتبارها "هي السبيل الوحيد للتوصل لحل يُنهي الصراع في اليمن". مشددة على أنه "لا يمكن لفصيل ما فرض إرادته بالقوة على شعب بالكامل".
وقال السفير الفرنسي لدى اليمن، جان ماري صفا، في بيان نشره على الحساب الرسمي للسفارة الفرنسية بمنصة إكس (توتير سابقا) عقب لقائه مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي: "إن "فرنسا تدعم الشعب اليمني في المحنة التي يمر بها".
مضيفا في التعليق على جولة المفاوضات الجديدة: "وتؤكد (فرنسا) أن المفاوضات بين الحكومة والحوثيين تحت رعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة، هي السبيل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى حل سياسي يصب في مصلحة جميع اليمنيين".
وشدد على ضرورة تغليب مصلحة الشعب وأنه "لا يستطيع أي فصيل أن يفرض إرادته بالقوة على شعبٍ بأكمله". مردفا: "من حق اليمنيين أن يعيشوا بسلام في دولة تخدم جميع المواطنين، متساوين في الحقوق، بعيدًا عن المصالح الشخصية أو الأيديولوجيات".
شاهد .. فرنسا تدعم مفاوضات الرياض (بيان)
وأصدرت المملكة العربية السعودية، منتصف ليل الخميس، اعلانا رسميا، بشأن زيارة وفد جماعة الحوثي الانقلابية، الاولى، إلى العاصمة السعودية الرياض، وحسمت الجدل المثار على نطاق واسع، بشأن طبيعة الزيارة وأهدافها، وما ستشهده وتفضي إليه خلال الأيام المقبلة.
جاء هذا في بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، نشرته على حسابها الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، ونقلته وكالة الانباء السعودية (واس)؛ أوضحت فيه أن المملكة العربية السعودية وجهت دعوة رسمية لوفد من صنعاء (جماعة الحوثي) إلى زيارة العاصمة الرياض.
وقال البيان: أن الزيارة تأتي "استكمالاً للقاءات والنقاشات التي اجراها الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عُمان في صنعاء خلال الفترة من 17 إلى 22 رمضان 1444هـ الموافق 8 إلى 13 أبريل 2023م".
مضيفا: "استمراراً لجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية، فقد وجهت المملكة دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال هذه اللقاءات والنقاشات". دون أي تفاصيل اضافية.
شاهد .. السعودية تكشف طبيعة زيارة الوفد الحوثي
ومن جانبها، كانت جماعة الحوثي الانقلابية، أعلنت عن استقبالها وفد البلاط السلطاني العماني، الاربعاء، والتقائه مع القيادي في الجماعة، مهدي المشاط، رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطة الجماعة وشريكها في الانقلاب المؤتمر الشعبي العام، جناح علي عفاش.
حسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطات الجماعة في العاصمة صنعاء، فإن المشاط "جدد الشكر والتقدير لجهود سلطنة عمان الشقيقة المستمرة لإحلال السلام في اليمن". وأكد أن "السلام كان وما يزال خيارنا الأول والذي يجب العمل عليه من قبل الجميع". حسب تعبيره.
مضيفا: "واستجابة لوساطة سلطنة عمان الشقيقة سيتوجه الوفد الوطني برفقة الوفد العماني إلى الرياض لاستكمال المشاورات مع الجانب السعودي، والتي تمت في صنعاء ومسقط وكان آخرها في شهر رمضان المبارك". في وقت تحدثت وسائل اعلام عن وصول الوفدين إلى الرياض.
شاهد .. جماعة الحوثي تعلن ارسال وفدها للرياض
ولم يفصح الجانبان السعودي والحوثي عن طبيعة المشاورات والملفات التي ستبحث فيها، لكن عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، القيادي البارز علي القحوم، افصح في تصريح له عن "عناوين عريضة" لمطالب الجماعة المقرر طرحها في المشاورات على الجانب السعودي.
وفقا للقيادي الحوثي القحوم، فإن "المواضيع التي ستتم مناقشتها مع السعوديين بجهود ووساطة عمانية على أولوياتها الملفات الإنسانية وعلى رأسها صرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى، وخروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار وصولاً إلى الحل السياسي الشامل".
مبديا تفاؤلا كبيرا في نتائج ثاني جولات المفاوضات المباشرة بين جماعته والسعودية، بقوله في تصريحات لقناة "الميادين"، أعاد نشرها على حسابه الرسمي بمنصة إكس (تويتر سابقا): إن "التفاؤل قائم ولازال في نجاح الوساطة والجهود العمانية لتحقيق السلام في اليمن". حد وصفه.
شاهد .. كشف ملفات مشاورات الحوثيين بالرياض
يأتي هذا عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.
تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)
كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.