الجمعة 2025/09/12 الساعة 02:30 ص

الزبيدي يتراجع عن تصريحاته بهذا الاعلان (فيديو)

العربي نيوز - لندن:

سارع رئيس "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، إلى التراجع عن تصريحاته المثيرة للجدل، أمام ما اثارته من تداعيات سلبية على "الانتقالي"، محليا واقليميا ودوليا، تنذر بنهايته وتحول جذري في موقف التحالف والمجتمع الدولي منه، والاتجاه نحو تصنيفه "مليشيا متمردة".

جاء هذا خلال مقابلة أجرتها القناة الرابعة البريطانية "Channel 4"، مع الزُبيدي عقب اقل من 24 ساعة على مقابلة مماثلة اجرتها معه هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية (BBC) رد فيها على تدخل السعودية في حضرموت وانهاء احلامه بالسيطرة عليها، باعلانه التحالف مع جماعة الحوثي.

وتدارك الزُبيدي تصريحاته الاحد، عن "التعايش مع جماعة الحوثي بوصفها سلطة امر واقع ستكون لها دولة في شمال اليمن"، وقال خلال لقائه، الاثنين، مع القناة البريطانية الرابعة: إن لا صحة لما يشاع عن تقاسم الحكم مع الحوثيين وإن "التعايش مع المليشيات الحوثية غير ممكن".

مضيفا: إن "المحادثات الجارية بين المملكة العربية السعودية والمليشيات الحوثية تخص الطرفين فقط، حيث تريد المملكة تأمين حدودها من التهديدات الحوثية". وتحدث عن "دعم المجلس الانتقالي يدعم الجهود الاقليمية والدولية والاممية لإحلال السلام في اليمن مع وضع اطار خاص للقضية الجنوبية".

وتابع الزُبيدي قائلا: نشدد على "محورية قضية شعب الجنوب في المعادلة السياسية، وأي تجاوز للجنوب وقضيته لن يخدم عملية إحلال السلام في البلد"، مكررا ما سبق أن اعلنه منذ وصوله بريطانيا الخميس: "نحن كجنوبيين لدينا سيطرة على كامل تراب الجنوب من خلال قوات عسكرية وأمنية".

في هذا السياق، كرر رئيس "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عيدروس الزبيدي ابتزازه دول المنطقة والمجتمع الدولي، بقوله: إن "عودة الجنوب إلى وضع ما قبل العام 1990م كدولة مستقلة، سيكون أحد عوامل الأمن والاستقرار في المنطقة، ومفتاح الحل السلمي للصراع في اليمن". حسب زعمه. 

كما تراجع الزُبيدي عن اعلانه في لقائه مع قناة (BBC) "ثلاثة خيارات امام الجنوبين، دولة جنوبية مستقلة على حدود العام 1990م، أو دولة اتحادية، أو الاستمرار في الوحدة". متحدثا عن ""ضرورة وجود عملية سياسية شاملة تضمن عودة الجنوب كدولة مستقلة عبر عملية سلمية تشرف عليها الأمم المتحدة".

وتحدث لأول مرة بصورة مباشرة عن دور هام لبريطانيا في دعم مساعي "المجلس الانتقالي" لفرض انفصال جنوب اليمن، قائلا: "لبريطانيا دور محوري ورئيسي في اليمن، باعتبارها حاملة القلم بالنسبة لملف اليمن في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وعليها اليوم إعادة صياغة الحلول للأزمة اليمنية سلما أو حربا".

شاهد .. الزُبيدي يتراجع عن تصريحاته بشأن الحوثيين 

جاءت تصريحات رئيس "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، بعدما كان رد على تدخل السعودية في انهاء احلامه ومن ورائه الامارات في حضرموت، وتبعا في انفصال جنوب اليمن، باعلان صادم للجميع بشأن جماعة الحوثي الانقلابية، والعلاقات معها، بوصفها سلطة قائمة بشمال اليمن.

وقال عيدروس الزُبيدي، مهددا السعودية، في كلمة له بندوة رعت الامارات تنظيمها في المعهد الملكي البريطاني "تشاتام هاوس" بمدينة لندن: "سنتعايش مع الحوثيين وسيبقى أمر واقع وسيكون لهم دولة في الشمال ولهم ميناءهم ولهم مطارهم ويتحركوا أينما يريدوا وهذي مسألة واقعية يجب أن نتعامل معها".

مضيفا حسبما اظهر مقطع فيديو لكلمة الزُبيدي خلال الندوة المنعقدة الخميس، تداوله ناشطون وإعلاميون يمنيون على نطاق واسع بمنصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي: إن "الحوثيين يمنيين وعرب ولم يأتوا من المريخ". حسب وصفه، في مؤشر على اعلان وشيك للتحالف بين الجانبين.

وتابع الزُبيدي، معقبا على سؤال محاوره في الندوة عما إذا كان يتمنى سيطرة جماعة الحوثي على شمال اليمن: "هذا أمر واقع.. هو (الحوثي) استلمه (الشمال) بالقوة بقوة السلاح". ما اعتبره مراقبون رسالة للسعودية عقب انهائها مساعي الانتقالي للسيطرة على محافظة حضرموت.

شاهد .. الزُبيدي يعلن عن تحالف وشيك مع الحوثيين

كما عزز عيدروس الزُبيدي هذا التحول الخطير في موقف "المجلس الانتقالي" من جماعة الحوثي، في مقابلة صحفية اجرتها مع صحيفة "جارديان" البريطانية، الجمعة، بمطالبته المجتمع الدولي ودول الغرب تحديدا بما سماه "القبول بالواقع الجديد الذي تشكّل على الأرض في اليمن".

وقال الزُبيدي: "ندعو الدول الغربية إلى ان تقبل بالواقع الجديد الذي تشكّل على الارض في اليمن". مضيفا: "الواقع الجديد هو أن الحوثيين يسيطرون على الشمال والمجلس الانتقالي الجنوبي يحكم في الجنوب". وأردف قائلا: أن "الحوثيين ستكون لهم دولة في الشمال انتزعوها بالقوة".

مطالبا بريطانيا والدول الغربية بما سماه "اعادة النظر في محادثات السلام المخطط لها حول مستقبل البلاد وتشكيلها وفقا للواقع الجديد الموجود على الأرض، ووضع قضية دولة الجنوب في إطار خاص وبشكل منفصل في طليعة المحادثات". التي تسعى الامم المتحدة والتحالف لإطلاقها.

ولوح في سياق ابتزاز دول التحالف والمجتمع الدولي بتسليم مناطق سيطرة "المجلس الانتقالي" جنوبي البلاد للحوثيين، بقوله: إن "الممرات البحرية والموانئ وحقول النفط في الجنوب، ستكون آمنة في إطار الدولة الجنوبية، لكن البديل عن سيطرة الجنوبيين على الممرات سيكون جماعة الحوثي".

معلنا بمعرض اجابته عن تقرير المصير "استعداد المجلس الانتقالي، لإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة لاستفتاء شعب الجنوب على الاستقلال، والالتزام بما تقره القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة للاستفتاءات، وكذا التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب".

شاهد .. الزُبيدي يتحدث عن تقاسم اليمن مع الحوثيين

يأتي هذا بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام الامارت في حضرموت، ومحاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.

تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية

كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة.

تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.