العربي نيوز - باريس:
كشفت فرنسا، حقيقة "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، للعالم، وأنه تنظيم ميليشاوي اكثر منه تنظيما سياسيا، وعرت لأول مرة قبح وإجرام مليشيات "الانتقالي" للمجتمع الدولي، في سابقة يتوقع ان يليها فتح ملفات جرائم مليشيا "المجلس الانتقالي" في مجلس الامن الدولي، ومحكمة العدل الدولية، حسب مراقبين.
جاء هذا في بلاغ للرأي العام الدولي، نشره الصحفي الفرنسي كوينتن مولر، عن تعرضه مع زميل له كريستيان ميركادير للاعتقال والاستجواب ومصادرة معداتهما في مناطق سيطرة مليشيات "المجلس الانتقالي"، الاسبوع الماضي، ساردا تفاصيل التعامل الهمجي معهما، في سجون مليشيا "الانتقالي" بسقطرى.
وقال الصحفي الفرنسي مولر، في سلسلة تغريدات على حسابه بمنصة "تويتر" إنه "تم إلقاء القبض علينا من مدير الأمن ومدير فرع جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في سقطرى، يوم الأحد الماضي، عندما تم اقتحام مسكننا بجنود مسلحين". على خلفية نشره تحقيقا عن فساد شركة توتال الفرنسية في شبوة.
مضيفا: "في يوم الأحد 28 مايو ، جاء جنود مسلحون وعدد من قادة الشرطة لاعتقالي في منزلي مع زميله كريستيان ميركادير في سقطرى وتمت مصادرة أجهزتنا وجوازات سفرنا، واقتدنا إلى مركز الشرطة واستُجوبنا لمدة أربعة أيام". مشيرا إلى إنه "تعرض لمعاملة سيئة اثناء التحقيق في سجون الانتقالي".
وتابع: "بالتناوب، تم استجوابي من رئيس الشرطة المحلية والشرطة السياسية والمخابرات الوطنية، عدة ساعات من الاستجوابات المرهقة عن مقالاتي المتعلقة بتدخل دولة خليجية في اليمن ووحشية وكلائها". وأردف: "ألمحت الشرطة إلى أن طلب شهادتي جاء من دول (خليجية) أخرى وأن تقاريري في اليمن لم ترض تلك الدول".
كاشفا مما تعرض له، أنه "قامت الشرطة (مليشيات المجلس الانتقالي في سقطرى) بترجمة جميع مقالاتي السابقة إلى اللغة العربية، وأرادت أن تحصل مني على أسماء مصادري، وأن أكشف لهم أماكن الاجتماعات أو ‘المؤامرات‘، وشبكات المعارضين السياسيين. كان علينا فتح أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا والكاميرات".
ونوه إلى أنه "لم يتم تحذيرهم مطلقًا خلال هذه الاستجوابات من المخاطر التي كنا نعيشها (السجن ، التسليم)". وقال: "تم إخطاري لاحقًا بأن صورتي كانت متداولة على مجموعات دردشة التطبيق لأشخاص يعملون في مجال الأمن بين اليمن ودول الخليج هذه. كان الناس في المناصب العليا يطالبون باعتقالي، فهم ليسوا يمنيين".
مضيفا: "سُئلت عمَّا إذا تم تكليفي من قبل دولة ثالثة لكتابة تقاريري وكم ربحت مقابل كل تقرير منشور، إذا كان هناك كيان آخر يدفع لي بالإضافة إلى تقاريري. ثم قيل لي إن مصادري اعتقلت واستجوبت بدورها". وأفاد "بقينا رهن الإقامة الجبرية في ظروف معيشية صعبة، مع قلة الكهرباء وانتظار لا نهاية له للنتيجة غير المؤكدة".
وتابع الصحفي الفرنسي مولر: "بعد أكثر من أسبوع، تم إطلاق سراحنا أخيرًا بشرط أن نوقع اعترافًا بالاعتراف بخطئي لكوني كتبت مقالات سياسية وحساسة، مما يعرض استقرار سقطرى للخطر، حيث لم يكن لدي تصريح مسبق من السلطات. بعد ذلك، اضطررنا ضمنيًا إلى مغادرة الجزيرة قبل الأوان والتخلي عن كل خططنا".
مردفا: "لدي فكرة للصحفيين اليمنيين الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على جواز سفر فرنسي والذين كانوا سيخاطرون بالسجن أو حتى أسوأ من ذلك. هذا الحدث غير السار للغاية (ولكن يمكن أن يحدث في حياة الصحفي) ويروي جيدًا سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب (الانفصالي من الجنوب) على جزء من جنوب اليمن واستحالة أي نقد".
وأنهى الصحفي الفرنسي كوينتن مولر بلاغه للرأي العام الدولي الاول من نوعه من اجنبي عن حقيقة "المجلس الانتقالي" ومليشياته، قائلا:"كنت حزينًا جدًا أمس لمغادرة سقطرى. الموت في الروح. لقد عشت لحظات شخصية قوية هناك، قصة قصيرة، أناس تعلقت بهم، مثل هذه المناظر الطبيعية الخاصة، مثل هذا التاريخ الغني، ربما لن أعود أبدًا".
شاهد .. صحفي فرنسي يكشف للعالم قبح "الانتقالي" واجرامه
وكان الصحفي الفرنسي كوينتن مولر، نشر في مجلة "لوبس" الفرنسية نهاية ابريل الفائت، تحقيقا مدعما بالوثائق والصور، أثار اصداء واسعة في الاوساط الفرنسية البرلمانية والحقوقية والمدنية، عن فساد شركة "توتال" الفرنسية في اليمن ودفنها مواد سامة في أراضي واسعة من محافظة شبوة، وتسببها بكارثة تهدد اليمنيين بالفقر والابادة في ان معا.
تفاصيل: فضيحة كبرى لفرنسا في اليمن (صور+ فيديو)
وسقطرى، تعد من أنفس وأكبر الجزر العربية واليمنية، وهي أرخبيل يمني يضم ست جزر (جزيرة سقطرى، وخمس جزر أخرى هي درسة وسمحة وعبد الكوري، وصيال عبد الكوري وصيال سقطرى وسبع جزر صخرية وهي صيرة وردد وعدلة وكرشح وصيهر وذاعن ذتل وجالص) على المحيط الهندي قبالة خليج عدن، وتبعد عنه حوالي 380 كيلومترًا (240 ميلًا).
اكتسبت محافظة سقطرى، شهرة تاريخية من انتاجها السلع المقدسة للعالم القديم (البخور والمر والصبر واللبان ومختلف الطيب)، علاوة على موقعها الاستراتيجي المهيمن على المحيط الهندي والخليج العربي وبحر العرب والبحر الاحمر. ويشكل أرخبيل سقطرى نظاماُ أيكولوجياً بحرياً مستقلاً، وتصنف من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي الحيواني والنباتي.
وفقا للامم المتحدة التي ادرجتها على قائمة محميات التراث العالمي البيئي في 2008م، فإن جزيرة سقطرى تضم 850 نوعا نباتيا منها 73% مستوطنة لا مثيل لها بالعالم، وكذلك 9% من زواحفها و59% من الحلزونيات. كما تأوي 291 نوعاً من الطيور، و352 نوعاً من المرجان الباني للشعب، و730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و300 نوع من السراطين والكركند والإربيان.
وأغرى الموقع الاستراتيجي لارخبيل جزيرة سقطرة المهيمن ملاحيا اقتصاديا وعسكريا، اطماع دول عدة، بدءا بالبرتغال والاسبان مرورا بالفرنسيين ثم البريطانيين وصولا إلى امريكا والكيان الصهيوني عبر الامارات ومشاركتها بالتحالف العربي. فعمَّدت الى السيطرة على جزيرة سقطرى عبر نشر قوات اماراتية ثم عبر دعم مليشيا "المجلس الانتقالي" للانقلاب على الشرعية في يونيو 2021م.
يشار إلى أن مقاطع فيديو اثبتت فرض الامارات سيادتها بالكامل على محافظة سقطرى، وتسيير رحلات جوية عبر شركات طيران اماراتية لأفواج سياحية اجنبية، ونهبها العديد من نباتات واشجار سقطرى النادرة واحيائها البحرية والبرية، وشروعها في تشييد قواعد عسكرية في سقطرى و"عبد كوري"، بالتعاون مع الكيان الاسرائيلي، وباعتراف رئيس اركان جيشه.