السبت 2025/07/12 الساعة 07:34 م

اعلان هام لحزب الاصلاح بشأن تطورات حضرموت (بيان)

العربي نيوز - حضرموت:

حسمت هيئة شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح ومكتبه التنفيذي في اجتماع موسع، موقف الحزب بشأن تطورات الاوضاع في حضرموت ووضع المحافظة في الدولة ووفد الشرعية في مفاوضات السلام المرتقبة، مؤكدا رفضه الكامل تصعيد "المجلس الانتقالي" ودعوات اعلان حضرموت اقليما مستقلا عن الجنوب وعن اليمن او اعلان ما يسمى "حضرموت"، المتصاعدة ردا على تصعيد "المجلس الانتقالي" وسعيه إلى ضم المحافظة بقوة السلاح.

جاء هذا في بيان صادر عن اجتماع هيئة شورى حزب الاصلاح ومكتبه التنفيذي بمحافظة حضرموت عقب اعادة انتخاب قيادتهما؛ حذر من خطر "أي تشكيلات مليشياوية خارج النظام والقانون وبعيداً عن مسؤولية الدولة، على امن واستقرار المحافظة والسلم المجتمعي فيها". مطالبا جميع الاطراف "تجنيب حضرموت الصراعات والحروب".

وأقر اجتماع الدورة الاعتيادية لهيئة الشورى المحلية لحزب تجمع الاصلاح في حضرموت، المنعقد ليل السبت في مدينة المكلا، انتخاب المهندس محسن علي باصرة رئيسا للهيئة، والاستاذ ربيع باسيود نائبا للرئيس، والدكتور حسن باسواد أمينا للسر، كما انتخب الاجتماع مكتبا تنفيذيا جديدا للحزب في المحافظة برئاسة محمد احمد بن زياد.

شملت نتائج انتخابات المكتب التنفيذي لفرع حزب الاصلاح في محافظة حضرموت: محمد بالطيف أمينا للمكتب بالساحل، وأنور باشغيوان أمينا للمكتب بالوادي، وعماد بن هامل أمينا مساعدا للمكتب بالساحل، ومنير بامحيمود أمينا مساعدا للمكتب بالوادي. ثم وقفت هيئة شورى الحزب ومكتبه التنفيذي امام اوضاع المحافظة ومستجداتها.

وأعرب الاجتماع عن تثمينه الجهود الجارية في مشاورات ونقاشات لأعضاء الوفد الحضرمي المتواجد في الرياض، أملا أن "تثمر هذه المشاورات مخرجات تلبي طموحات أبناء حضرموت كافة بالداخل والمهجر"، وثمن "احتضان المملكة العربية السعودية للمشاورات، ودعم الشقيقة الكبرى لليمن عموما وحضرموت خصوصا".  وفقا لبيان الاجتماع.

حسب الموقع الإلكتروني للحزب (الاصلاح نت)، فقد طالب الاجتماع "السلطة المحلية بالمحافظة القيام بمسؤولياتها تجاه المواطنين في التخفيف من معاناتهم من تردي الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء وايجاد الحلول العاجلة والناجعة لملف الخدمات". وأشاد بالدور الوطني المشهود الذي تضطلع به قوات الجيش والأمن على مستوى المحافظة".

ودعا الاجتماع "الحكومة والسلطة المحلية إلى توفير فرص العمل للشباب وحمَلَة الشهادات وتؤكد على ضرورة إخضاع الوظيفة العامة للشروط والمعايير الدستورية والقانونية بعيداً عن المحسوبية والشللية والجهوية والمناطقة والعنصرية والحزبية والإقصاء والتهميش، ومحاربة الفساد وتنمية الموارد بما يسهم في تخفيف المعاناة عن المواطنين".

مضيفا: "كما تثمن الهيئة الدور البارز والمشهود لأبناء المحافظة من قيادة وأفراد النخبة الحضرمية والأمن العام الذين أثبتوا مقدرة عالية وكفاءة مشهود لها على مستوى الوطن بشكل عام في الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة، مطالبين الجهات المعنية في الدولة والتحالف العربي بضرورة إيلاء النخبة الحضرمية اهتمام خاص وتأهيلها تأهيلاً نوعياً".

وتابع: "وأكدت هيئة شورى الإصلاح بحضرموت، على مضاعفة الجهود نحو توحيد الصف الوطني على المستوى الرسمي والشعبي في مواجهة الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة، وإسناد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في معركتها مع المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً حتى تحقيق النصر عليها". مشيدا بـ "دعم المملكة للحكومة الشرعية وحضرموت".

سياسيا، "بارك الاجتماع الجهود الدولية والإقليمية الساعية لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن باعتبار السلام مطلباً لابد من الوصول إليه في نهاية المطاف، على أن يكون مبنياً على مبادئ الدولة اليمنية الحديثة التي يسعى اليمنيون لإقامتها وفق المرجعيات الثلاث". وشدد على "ضرورة اشراك وتمثيل أبناء حضرموت في أي وفد تفاوضي قادم".

وأكدت هيئة شورى حزب الاصلاح في حضرموت "تمسكها بخيار الدولة اليمنية الإتحادية على أن تكون حضرموت إقليماً كما جاء في الوثائق التي توافق عليها الحضارم في وثيقة حضرموت الرؤية والمسار ومخرجات مؤتمر حضرموت الجامع وميثاق الشرف الحضرمي ومخرجات اللقاء التشاوري الذي عقد مؤخراً في مدينة سيئون وغيرها من التوافقات".

مجددة تأييدها هذه التوافقات الحضرمية في رفض محاولات "المجلس الانتقالي" ضم حضرموت، وأنه "أكد فيها الحضارم على حق حضرموت في إدارة شئونها ونيل نصيبها العادل والندية الحقيقية، ورفض التبعية بما يحقق الشراكة العادلة في السلطة والثروة وبما يتناسب مع ما تتمتع به حضرموت من مميزات وحجم ومقدرات وبما يرضي أبناء حضرموت".

واختتمت هيئة شوى حزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة حضرموت، بيان اجتماعها بالتأكيد على ما ورد في الوثائق ومخرجات اللقاء التشاوري للمكونات الحضرمية وميثاق الشرف الحضرمي بأن "حضرموت ليست المساحة الجغرافية المعروفة فحسب بل هي امتداد حضاري وثقافي يتعدى الحدود الوطنية الى أفق عالمي ودولي يشهد له الجميع".

مشددة على "أهمية التضامن الرسمي والشعبي مع القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية القضية المركزية لكل العرب والمسلمين، داعية لمضاعفة الجهود لدعم القضية مادياً ومعنوياً بما يعزز صمود إخواننا على أرض فلسطين، ويوقف صلف الصهاينة المعتدين والمحتلين حتى تتحرر كل الأرض الفلسطينية وتعود الى أهلها الأصليين".

شاهد .. بيان لحزب الاصلاح بشأن تطورات حضرموت 

يتزامن هذا الاجتماع لهيئة حزب الاصلاح بحضرموت والبيان الصادر عنه، مع صدور تحذير جاد من المملكة العربية السعودية، لجميع اليمنيين عموما، والمواطنين في المحافظات الجنوبية خصوصا، من نذر حرب وصفتها بالطاحنة والمدمرة، تتصاعد في هذه الاثناء بدفع من قوى محلية واخرى خارجية، ما اعتبره مراقبون اعلان براءة ذمة، حيال ما سيحدث.

تفاصيل: تحذير سعودي من حرب طاحنة تحرق الجنوب

وجاءت هذه التسريبات السعودية على لسان عدد من ابرز سياسييها، مع بدء الامارات، علنيا، اول اجراءات الاعداد لحرب وصفت بأنها "كبرى ومدمرة" في واحدة من اهم وأكبر محافظات الجمهورية، لحسم صراع النفوذ المحتدم منذ اشهر بينها وبين حليفتها المملكة العربية السعودية، وجر أكبر خصومها سلطنة عُمان إلى الحرب، بضربة واحدة، حسب مراقبين.

تفاصيل: الامارات تبدأ اول اجراءات حرب كبرى بهذه المحافظة

وتشهد محافظة حضرموت، تصعيدا خطيرا وتحركات كثيفة تسعى إلى تفجير الوضع عسكريا في المحافظة، التي ظلت طوال السنوات الثمان للحرب بمنأى عن تداعياتها العسكرية، بدأ تنفيذه "المجلس الانتقالي" ومليشياته في حضرموت الساحل والوادي والصحراء، على نحو مكثف، ضمن تصعيده خطاب وتحركات فرض انفصال جنوب البلاد بقوة السلاح.

تفاصيل: اول مشاهد التصعيد الخطير في حضرموت (فيديو)

بالتوازي بدأت وسائل اعلام "المجلس الانتقالي" حملة تحريض واسعة، ضد قوات الجيش الوطني في المنطقتين العسكريتين الاولى والثانية بمحافظة حضرموت، ونشر شائعات ومزاعم "إرسال قوات الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الثالثة في مارب تعزيزات عسكرية إلى حضرموت واستحداث نقاط تفتيش فيها". في سياق التحريض على تفجير الوضع عسكريا.

شاهد .. "الانتقالي" يشن حملة تحريض ضد الجيش بحضرموت

في المقابل، كشف سياسيون وعسكريون دوليون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية تجر الامارات اليها السعودية وسلطنة عمان وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع أبوظبي "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء لخيار المواجهة المسلحة مع "الانتقالي".

تفاصيل: نذر حرب اقليمية ودولية تنطلق من حضرموت

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.

يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.