العربي نيوز:
رضخ رئيس الولايات المتحدة الامريكية، دونالد ترامب لنتائج الانتخابات المحلية، وتمكن المرشح الديمقراطي الاشتراكي المسلم زهران ممداني من الفوز بمنصب حاكم ولاية نيويورك، رغم موقفه من اليمن ومن غزة والحملة المضادة والمناهضة له من ترامب ولوبي "المليارديرات" والكيان الصهيوني.
وفاز المرشح الديمقراطي الاشتراكي الشاب زهران ممداني، ذي الاصول الهندية والمولود في اوغندا، بالسباق الانتخابي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، متقدماً على الحاكم السابق أندرو كومو بنسبة كاسحة (51%) ليصبح أول مسلم في التاريخ الأميركي يترأس منصب العمدة لأكبر مدينة في امريكا.
برز السياسي الامريكي الجنسية، زهران ممداني، المولود عام 1991م، ناشطا مؤثرا على منصات التواصل الاجتماعي، ثم عضوا في الحزب الديمقراطي، يمثل الدائرة السادسة والثلاثين في جمعية ولاية نيويورك عن منطقة كوينز، منذ عام 2021م، وعُرف بمعارضته سياسة الرئيس دونالد ترامب.
وأعلن ممداني فوزه في خطاب النصر الذي ألقاه أمام مناصريه، الخميس (6 نوفمبر)، وأنه سيؤدي القسم رسميا عمدة لنيويورك في مطلع يناير المقبل. وخاطب الرئيس الامريكي دوالد ترامب قائلا: "الرئيس ترامب، اعلم انك تشاهدني الان عبر التلفاز، ارفع الصوت واسمع هذه الكلمات الاربع".
مضيفا: "أنا مرشح شاب، ومن اصول هندية، وأنا مسلم، واسعى الى تحقيق العدالة، وأرفض الاعتذار عن هذا". وأردف: "إذا اردتم ان تجتازونا فعليكم اختراقنا جميعا". مجددا وعده بـ "تجميد الايجارات لمدة عامين، وجعل الحافلات اسرع ومجانا، ورفع الضرائب على الاثرياء لصالح خلق فرص عمل".
وخاطب زهران جمهوره، قائلا: "لقد منحتموني تفويضا من أجل التغيير ومن أجل سياسة جديدة"، وأضاف في كلمته المصورة شاكرا كل العمال من مختلف الجنسيات والعرقيات في مدينة نيويورك: "التحية لليمنيين اصحاب البقالات، والامهات المكسيكيات، والخالات الاثيوبيات، الذين يجعلون الحياة أفضل بنيويورك".
في السياق، فاز المرشح الديمقراطي الامريكي من اصل يمني المهندس آدم الحربي بمنصب عمدة مدينة هامترامِك في ولاية ميشيغن، ليصبح بذلك ثاني عمدة من أصول يمنية يتولى هذا المنصب في تاريخ أمريكا، بعد سلفه امير غالب، الذي رشحه الرئيس ترامب سفيرا للولايات المتحدة بدولة الكويت.
وقال موقع "يمنيز أوف أميركا"، إن آدم الحربي، المولود بمحافظة اب والذي هاجر مع اسرته طفلا وتلقى تعليمه في هامترامك حتى تخرج من الجامعة وحاز البكالوريوس في الهندسة الكهربائية والحاسوبية "فاز برئاسة بلدية هامترامك، متقدماً بفارق 11 صوتاً فقط على عضو المجلس البلدي محيط محمود".
لكن الحظ لم يحالف المرشح الامريكي من اصل يمني ناجي المذحجي في الفوز بمنصب عمدة مدينة ديربورن في ولاية ميشغين، الذي استحقه المرشح الديمقراطي الامريكي من اصل عربي (لبنان) عبدالله حمود (35 عاما)، بأكثر من 70% من الأصوات على منافسه الجمهوري، ناجي المذحجي.
وشهدت الانتخابات المحلية الأميركية اكتساحا واسعا لحزب الديمقراطيين، على حساب حزب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمهوري، في أول انتخابات وصفت بالمفصلية تشهدها البلاد منذ عودته إلى قصر الرئاسة الامريكية (البيت الأبيض)، وتسبق انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
استطاع الحزب الديمقراطي الذي تراجعت شعبيته إلى 32% وفق استطلاعات الرأي الامريكية، أن يحصد في الانتخابات المحلية ثلاث من اهم الولايات الامريكية، بفوز زهران ممداني حاكما لنيويورك، وفوز ميكي شيريل حاكمة لولاية نيوجيرسي. وفوز أبيغيل سبانبرغر بمنصب حاكم ولاية فرجينيا.
وتعزز خسارة الحزب الجمهوري الانتخابات المحلية التي بدأت الثلاثاء (4 نوفمبر)، في نيويورك وفرجينيا ونيوجيرسي، موقع الحزب الديمقراطي وتمنحه دفعة معنوية مهمة مع اقتراب الانتخابات النصفية لمجلس الكونغرس (مجلسي الشيوخ والنواب) والتي تُجرى بعد سنتين من الانتخابات الرئاسية.
فجرت نتائج الانتخابات المحلية اصداء واسعة، فاعتبرها سياسيون امريكيون بارزون في الحزبين الجمهوري والديمقراطي "اختبارا مهما للرئيس دونالد ترامب وحزبه مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس" وأنها "تشكل في الوقت نفسه اختبارا لقدرة الحزب الديمقراطي على تجاوز الانقسامات الداخلية".
وفي حين برر الرئيس الأميركي دونالد ترامب هزيمة حزبه بقوله: إن "عدم وجود اسمه على ورقة الاقتراع والإغلاق الحكومي كانا سبب خسارة الجمهوريين للانتخابات". قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، لشبكة "إن بي سي" إن "نتائج الانتخابات تمثل رفضا قاطعا لأجندة ترامب".
مضيفا: "إن الشعب الأميركي رفض القسوة والفوضى والجشع التي تُميّز تطرف حركة "جعل أميركا عظيمة مجددا". بينما قال السيناتور الامريكي، بيرني ساندرز: إن "زهران ممداني بفوزه في انتخابات عمدة نيويورك حقق إحدى أكبر المفاجآت السياسية في التاريخ الأميركي الحديث". حسب تعبيره.
يشار إلى أن زهران ممداني، عرف بموقفه المتضامن مع الفلسطينيين وأدان "حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل في غزة"، وأعلن التزامه بالقانون الدولي وانه في حال فوزه عمدة لنيويورك سيعتقل نتنياهو فور زيارته المدينة"، ما جعله هدفا لحملات تحريض ضده، انفقت عليها ملايين الدولارات.
