الأحد 2024/05/19 الساعة 12:38 م

الانتقالي يدفع حضرموت إلى هذه الخطوة الصادمة 

العربي نيوز - حضرموت:

اثارت اجراءات تصعيد "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، وإعلان دعوته ما يسمى "الجمعية العمومية للمجلس" إلى عقد دورتها السادسة في الحادي والعشرين من مايو الجاري بمحافظة حضرموت، حفيظة وسخط المكونات السياسية الحضرمية، واجبرتها على السير باتجاه أحد خياراتها المعلنة لتحديد مصيرها المستقل عن الجنوب وربما اليمن أيضا.

أعلن هذا الامين العام لمرجعية قبائل حضرموت، ابو همام جمعان بن سعد، في بيان نشره على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحدث فيه عن مساعٍ تجري حاليا من مكونات حضرموت لإنجاز ما سماه "ميثاقا وطنيا حضرميا" إيذانا لانفصال حضرموت بدولة مستقلة، وهو الخيار الثاني المطروح في حال تعذر خيار اقليم حضرموت.

وقال ابو همام بن سعد ردا على اعلان "المجلس الانتقالي" عن "ميثاق جنوبي" بختام ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم مقاطعة معظم هذه المكونات للقاء: "بعد أن اتفق الجنوبيون على ميثاق يجمعهم أصبح الطريق ممهدًا للحضارم لعمل ميثاق وطني يجمعهم، حتى تكون الأرضية جاهزة لحوار جنوبي حضرمي أو حضرمي شمالي".

مؤكدا أنهم (المكونات السياسية في حضرموت) صاروا "في الطريق إلى إنجاز الميثاق الحضرمي". مضيفا: "إنه بالإمكان "التنسيق مع حليف كبير وقوي لمساندتنا لإعلان حضرموت ومن رغب معها كشبوة والمهرة أن تكون دولة مستقلة تحترم جيرانها وتنأى بنفسها عن حروبهم ومشاكلهم". ووأكد أنهم "في الطريق إلى إنجاز الميثاق الحضرمي".

شاهد .. مرجعية قبائل حضرموت تعلن هذه الخطوة الصادمة

وخاطب أمين عام مرجعية قبائل حضرموت، ابناء حضرموت بقوله: "إلى كل حضرمي خانه تقديره وتأثر بدعاية الانتقالي، التاريخ السياسي ليس مقطع فيديو تستطيع إعادته الى الوراء وإيقافه في زمن محدد، فالانقسام يولد انقسامات، غير أن المجال لازال مفتوح للعودة إلى رشدكم والعمل على تعزيز مشروع حضرموت، فمشروعنا يتسع للجميع".

مضيفا: "وفي حال استمراركم في خوفكم من نجاح الآخر الذي تتوقعون أن ينتقم منكم في حال انتصاره فلن نقول إلا أنكم حضارم ولا يمكن إطلاقاً أن نستغني عنكم". مشددا في ختام بيانه، على أن محافظة "حضرموت تتسع لجميع أبنائها، وسنظل نسير في هذا الطريق حتى يتحقق، واثقون من تحققه وبيننا وبينكم الايام". حسب تأكيده.

شاهد .. مرجعية قبائل حضرموت توجه هذه الدعوة للمواطنين

ورفضت مرجعية قبائل حضرموت وحلف قبائل حضرموت والهبة الحضرمية، وغيرها من المكونات والشخصيات في محافظة حضرموت، تفويض "المجلس الانتقالي" كممثل للجنوب، وأعلنت مقاطعتها لقاءه التشاوري، رفضا لما سمته "اتباع حضرموت بنهج الضم والالحاق، وهيمنة الانتقالي وفرض وصايته على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا".

تفاصيل: هبة حضرمية عنيفة تلفح "الانتقالي" وتربكه (بيان)

وأصدر "الانتقالي"، في ختام ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" في عدن، رغم إعلان معظم هذه المكونات مقاطعة الحوار، بيانا تضمن اعلان انفصال جنوب البلاد، ودعوة "الدول العربية الشقيقة والمجتمعين الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة".

تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)

سعى "الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري" إلى فرض "ميثاق جنوبي" و"رؤية جنوبية" كان صاغها فريقه "للحوار الجنوبي"، واضفاء طابع شرعي شكلي على الميثاق والرؤية، لتثبيت تقديم نفسه منذ انشائه بتمويل اماراتي في العام 2017م، الممثل والحاكم الوحيد لجنوب البلاد، وهو ما حدث باعلانه ادماج مكوني الحراك الثوري والحراك الجنوبي.

وأكدت مخرجات حوار "الانتقالي" مع نفسه، ما ذهب اليه مراقبون للشأن اليمني في أنه تفوق على نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في إعمال نهجه وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي". وأن "الانتقالي في مساعيه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما وحيدا لجنوب اليمن، يطبق حرفيا نهج عفاش في الاستحواذ على القرار والسلطة واحتواء ثم اقصاء منافسيه ومعارضيه، وشق صفوفهم.

تفاصيل: "الانتقالي" يطبق نهج "عفاش" حرفيا

وبدأت المليشيا الانقلابية والمتمردة، التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" والممولة من الامارات، تنفيذ ما سبق لها اعلانه قبيل اختتام لقاء "الانتقالي" التشاوري، وشرعت في أول اجراءات تنفيذ اعلان انفصال جنوب اليمن الصادر في البيان الختامي للقاء، وما تضمنه من إقرار مضامين ما سماه "الميثاق الجنوبي" و"وثيقة "اسس الدولة الجنوبية الفيدرالية".

تفاصيل: المليشيا تباشر اجراءات تنفيذ اعلان الانفصال (صور)

وسجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله. مؤكدة أن اللقاء يسعى إلى اصباغ صفة شرعية مزيفة على مساعي "الانتقالي" لفرض انفصال جنوب البلاد.

تفاصيل: الحكومة تعلق على حوار "الانتقالي" وتكلفته (وثيقة)

وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".

وضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي"، مرجعة مقاطعتها إلى "رفض وصاية الانتقالي على الجنوب".

تفاصيل: 25 مكونا جنوبيا تقاطع حوار "الانتقالي" (وثائق)

وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات. 

تفاصيل: مشاهد فاضحة من "حوار الانتقالي" (صور+ فيديو)

في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب الرافضة المشاركة في حواره، وأكد في وقت سابق لبدء انعقاد حواره الخميس، مضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".

تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.