الخميس 2025/08/07 الساعة 10:23 ص

كرمان تكشف للجميع هذه المفاجأت الكبرى (بيان)

العربي نيوز - تركيا:

كشفت السياسية والناشطة الحقوقية اليمنية الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، عن مفاجأت جديدة، بشأن اليمن وما يراد له ان يصل إليه، عبر الترتيبات التي يهندسها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات، منذ بدء الحرب في مارس 2015م، وصولا إلى اعلان "المجلس الانتقالي" ما سماه "وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية".

وقالت توكل كرمان في اول تعليق لها نشرته على حائطها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، على البيان الختامي لما سماه "المجلس الانتقالي" التابع للامارات "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات وابرزها مقاطعة اللقاء: "سيكون اليمن فقط واحد وموحد، جمهوري ديمقراطي، ومن قرح يقرح".

شاهد .. كرمان تعلق على اعلان "الانتقالي" الانفصالي

وأضافت في تدوينة اخرى: اثنان لايودان ان يسمعا كلمة عن مخرجات الحوار وبقية المرجعيات ، الحوثي والسعودية ، ولذا وجهت أدواتها وعملاءها من مجلس الرئاسة الى الحكومة ووسائل الاعلام المرتبطة بهم عدم ذكرها ابداً". مردفة بما يشبه الرهان وبسخرية لافتة: "اذا سمعتم اي واحد منهم ذكرها اعملوا لي اشارة لو سمحتم".

شاهد .. تطلق هذا الرهان والتحدي لجميع متابعيها

لكن الاهم، والمثير للجدل، هو حديث توكل كرمان، عن ما سمته "هدايا السعودية للحوثيين"، في سياق سردها ابرز المكاسب التي خرجت بها جماعة الحوثي من الحرب، في مواجهة التحالف بقيادة السعودية والامارات، جراء انحراف الاخيرتين عن الاهداف المعلنة لتدخلها العسكري في اليمن، باتجاه اجندة اطماع لكل منهما في اليمن.

وقالت كرمان، في تدوينة ثالثة على حائط صفحتها بموقع "فيس بوك"، بدأتها بقولها: "الهدايا العظيمة التي قدمتها المملكة الشائخة للحوثي". وقالت في سرد ابرز هذه الهدايا: إن الرياض كانت وراء "تسليم صنعاء مع كامل أسلحة الجيش وإمكانات الدولة، عبر توجيه عميلها علي صالح بالتحالف مع الحوثي لاسقاط الدولة اليمنية".

مضيفة: إن المملكة العربية السعودية، عملت على تحويل الحوثي إلى "مدافع عن سيادة البلاد، حين اختطفت القرار السياسي وحولت الشرعية بجميع مسؤوليها ومكوناتها وأحزابها إلى مجرد عملاء تابعين للسفير السعودي، بدل التعامل معهم كحلفاء انداد وشركاء" حسب تعبيرها، في اشارة إلى هيمنة السعودية على قرار الشرعية. 

وتابعت توكل كرمان قائلة: إن سياسة التحالف بقيادة السعودية وفرت الظروف المواتية لكي يظهر الحوثي ويكون امام اليمنيين طرفا "مكافحا ومقاوما للاحتلال الخارجي، حين اختارت وحليفتها الامارات احتلال المدن والسواحل والجزر والموانئ والمنافذ الحيوية بدل تسليمها بالفعل للسلطة الشرعية لتديرها بكامل الاستقلالية". 

مشيرة إلى أن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، بهذه السياسية، ساهمت في جعل الحوثي "مدافعا عن وحدة البلادة وسلامة أراضيها حين اوعزت لعملائها المضي في تأييد الانفصال" الذي يسعى لفرضه "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عبر مليشياته المسلحة الممولة من التحالف، لتنفيذ مخطط تقسيم اليمن.

وفي هذا السياق، ذيلت توكل كرمان تدوينتها بملاحظتين، وقالت: "ملاحظة للذي مش راضي يفهم: أنا هنا شرحت بطريقة مكثفة لما قد تم، لما قد حدث، وليس لما اتوقعه". وأردفت: "ملاحظة ثانية لحبايبي في المجلس الانتقالي : انتم لن تستطيعوا تفصلوا حتى متر مربع من البلاد ، لأنكم مجرد ادوات للمحتل الخارجي".

مضيفة في مخاطبة قيادات ومؤيدي "المجلس الانتقالي" التابع للامارات: "انتم فقط توصلون الهدية العظيمة الأخيرة للحوثيين، ولا اقول تقدمونها لأن من تقدمها السعودية، الدفاع عن وحدة البلاد وسلامة اراضيها، والتي ستكون نتيجتها بالضرورة لهفه لما تبقى من البلاد، حتى سقطرى، سأثبت هذا المنشور هنا". حسب تعبيرها.

شاهد .. توكل كرمان تكشف هدايا السعودية للحوثي

وأصدر "المجلس الانتقالي"، الخميس، بيانا ختاميا لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" في عدن، رغم إعلان معظم هذه المكونات مقاطعة الحوار، تضمن اعلان انفصال جنوب البلاد، ودعوة "الدول العربية الشقيقة والمجتمعين الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة". حسب تعبيره.

تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)

سعى "المجلس الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري" إلى فرض "ميثاق جنوبي" و"رؤية جنوبية" كان صاغها فريقه "للحوار الجنوبي"، واضفاء طابع شرعي شكلي على الميثاق والرؤية بإقرارها من اللقاء، لتثبيت تقديم نفسه منذ انشائه بتمويل اماراتي في العام 2017م، الممثل والحاكم الوحيد لجنوب البلاد، وهو ما حدث باعلانه ادماج مكوني الحراك الثوري والحراك الجنوبي.

وأكدت مخرجات حوار "الانتقالي" مع نفسه، ما ذهب اليه مراقبون للشأن اليمني في أنه تفوق على نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في إعمال نهجه وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي". وأن "الانتقالي في مساعيه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما وحيدا لجنوب اليمن، يطبق حرفيا نهج عفاش في الاستحواذ على القرار والسلطة واحتواء ثم اقصاء منافسيه ومعارضيه، وشق صفوفهم.

تفاصيل: "الانتقالي" يطبق نهج "عفاش" حرفيا

وبدأت المليشيا الانقلابية والمتمردة، التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" والممولة من الامارات، تنفيذ ما سبق لها اعلانه قبيل اختتام لقاء "الانتقالي" التشاوري، وشرعت في أول اجراءات تنفيذ اعلان انفصال جنوب اليمن الصادر في البيان الختامي للقاء، وما تضمنه من إقرار مضامين ما سماه "الميثاق الجنوبي" و"وثيقة "اسس الدولة الجنوبية الفيدرالية".

تفاصيل: المليشيا تباشر اجراءات تنفيذ اعلان الانفصال (صور)

وسجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله. مؤكدة أن اللقاء يسعى إلى اصباغ صفة شرعية مزيفة على مساعي "الانتقالي" لفرض انفصال جنوب البلاد.

تفاصيل: الحكومة تعلق على حوار "الانتقالي" وتكلفته (وثيقة)

وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".

ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي"، مرجعة مقاطعتها إلى "رفض وصاية الانتقالي على الجنوب".

تفاصيل: 25 مكونا جنوبيا تقاطع حوار "الانتقالي" (وثائق)

وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات. 

تفاصيل: مشاهد فاضحة من "حوار الانتقالي" (صور+ فيديو)

في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب الرافضة المشاركة في حواره، وأكد في وقت سابق لبدء انعقاد حواره الخميس، مضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".

تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.