العربي نيوز:
أطلق رئيس الوزراء الاسبق، واحد قيادات استقلال جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني ثم اعادة توحيد شطري اليمن، المناضل الكبير محمد سالم باسندوة، اعلانا مفاجئا لجميع اليمنيين بلا استثناء، من مقر اقامته بالعاصمة المصرية القاهرة، ابكى الكثيرين منهم واعاد للاذهان مشهد بكائه على اليمن قبل 13 عاما.
جاء هذا في تصريح لباسندوة نقله وزير الثقافة والسياحة الاسبق، خالد الرويشان، عبَّر فيه عن أسفه لما يشهده الوضع في اليمن حاليا، وعودة مخططات التقسيم، إثر تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد على الشرعية باجتياح مليشياته محافظات شبوة وحضرموت والمهرة.
باسندوة قال: "اتمنى الموت قبل أن أرى عودة تقسيم اليمن بعد أكثر من سبعين عاما من النضال الوطني عبر عقود". وبدا حزينا وغاضبا في حديثه عن النخب اليمنية السياسية وتحديدا مجلس القيادة الرئاسي، وأداء رئيسه في هذه الظروف التي وصفها بشديدة الخطورة. حسب ما نقل عنه خالد الرويشان.
وأعاد تصريح باسندوة (90 عاما) الى ذاكرة اليمنيين، مشهدا انطبع في أذهانهم، لباسندوة حين ذرف دموعه امام كاميرات وسائل الاعلام وهو يعبر عن مخاوفه على اليمن واليمنيين، مطلع عام 2012م ويرجو جميع الاطراف التزام التهدئة وطي صفحة الماضي، وتجنيب اليمن ويلات الانزلاق الى الحرب.
اختار المناضل والسياسي المخضرم محمد سالم باسندوة، الانسحاب بهدوء من المشهد السياسي في اليمن عقب تشكيل "حكومة الكفاءات" برئاسة خالد بحاح، نهاية 2014م، وغادر اليمن ليكتفي بمراقبة تطورات الاحداث في البلاد وانفجار الحرب المتواصلة، من شقة يقيم فيها بالعاصمة المصرية القاهرة.
ومطلع يونيو 2023م، اعلن رئيس مجلس الوزراء الاسبق، محمد سالم باسندوة ولأول مرة، عن موقفه من التحالف بقيادة السعودية والامارات بعد انحرافه عن مساره واهدافه المعلنة باتجاه تنفيذ اجندة اطماع خاصة بقطبيه في اليمن، كاشفا في الوقت نفسه موقفه من "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات.
تفاصيل: باسندوة يعلن موقفه من التحالف (تصريح)
يُعد المناضل باسندوة من الشخصيات السياسية البارزة في الثورة على الاحتلال البريطاني واسهم بقيادة منظمة "جبهة تحرير جنوب اليمن" التي اقصتها "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن"، ويحظى باحترام اليمنيين على اختلاف اطيافهم لما عُرف عنه من النزاهة والصدق والاخلاص للقضية الوطنية اليمنية.
ونشر باسندوة مذكراته بعنوان "البداية؛ النضال من أجل الاستقلال" والمتضمنة سيرة حياته النقابية والسياسية الممتدة لنحو ستة عقود من الزمن بدءا من اشتغاله بالصحافة، مروراً بانخراطه في حرب التحرير ضد الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، والوظائف الحكومية التي شغلها ولقاءاته مع زعماء العالم.
يشار إلى أن المناضل محمد سالم باسندوة، شغل مناصب عدة بينها وزير شؤون الوحدة فوزير الاعلام بحكومة صنعاء قبل اعادة توحيد شطري البلاد، ثم وزيرا للخارجية (1993م-1994م) ثم رئيس حكومة الوفاق الوطني (2011-2014م)، عقب ثورة الشباب واطاحتها بنظام علي عفاش، العائلي الفاسد والمستبد.
