العربي نيوز - ابوظبي:
أعلنت الامارات، تأييدها ومباركتها اعلان "المجلس الانتقالي" التابع لها، في البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات مقاطعته، كاشفة عن دعمها مخرجات "اللقاء" والخطوات التالية له.
جاء هذا على لسان احد ابرز الاكاديميين في العلوم السياسية بالامارات، والمستشارين السياسيين لرئيس الدولة محمد بن زايد، الدكتور عبدالخالق عبدالله، في تصريح نشره على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، مساء الثلاثاء.
وقال المستشار الاماراتي عبدالخالق عبدالله: إن "اللقاء التشاوري الجنوبي الذي اختتم اعماله بنجاح في عدن أمس وضع اسس واقعية ومرنة لقيام دولة الجنوب العربي. يمن مستقر وجنوب عربي مستقل يصبان في صالح أمن واستقرار دول الخليج العربي".
مضيفا في اعلان موقف الامارات، بصورة غير مباشرة، تعمد فيها التحاذق عبر سردها في سياق توقعاته السياسية: "واتوقع ان الإمارات ستكون معهما وبجانبهما ومن بين أكثر الدول حرصًا على دعم استقرارهما واستقلالهما". حسب تأكيده.
شاهد .. الامارات تبارك اعلان "الانتقالي" الانفصال
بالتوازي، سرب مركز دراسات اماراتي، يمارس انشطة استخباراتية تحت غطاء البحث العلمي والتحليلات السياسية، ما سماه "سيناريوهات مصير الصراع في اليمن" متحدثا عن ان الصراع في اليمن يسير باتجاه انقسام اليمن الى دولتين شمالية وجنوبية.
وقال مركز "تريندز": إن ملف الصراع في اليمن شهد مؤخرا عدة تطورات مهمّة، قد يكون لها دور في تشكيل مصيره ومستقبل البلاد، وذلك نتيجة لإعادة تطبيع العلاقات السعودية-الإيرانية، والمفاوضات المباشرة الجارية بين السعودية ومليشيا الحوثي لإنهاء الحرب.
مضيفا: "توقعت الدراسة ثلاثة سيناريوهات مركبة ومعقدة، منها تقسيم البلاد إلى شطرين، وربما إلى أجزاء متعددة، لكنها ستظل متناحرة على المدى البعيد". وأردف: "السيناريو الاول هو تقسيم اليمن إلى يمنين، وتحول الحرب إلى صراع منخفض المستوى بينهما".
وتابع: إن الصراع بين دولتي شمال وجنوب اليمن "قد يستمر سنوات، لكنه السيناريو الأكثر احتمالا". مشيرا إلى أن السيناريو الثاني يتمثل في "تحوُّل الصراع إلى حرب استنزاف طويلة المدى بين الأطراف المتصارعة؛ لعدم قدرة أي منها على تحقيق الحسم العسكري لمصلحته".
واستبعد المركز الاماراتي، الاستخباراتي، استمرار الدولة اليمنية موحدة، زاعما أن السيناريو الثالث، والذي يخص التسوية السلمية للصراع على أساس اتفاق الرياض "نسبة تحققها محدودة؛ فالصراع في اليمن مركّب، بسبب أطرافه العديدة والمتباينة، ومصالحهم المتعارضة".
وزعم مركز "تريندز" الإماراتي، في دراسته المزعومة، أن "التطبيع السياسي بينها (أطراف الصراع في اليمن) صعبٌ للغاية؛ بسبب تنافرها الأيديولوجي والسياسي، وأن قضايا الصراع بينها تتعلق بالأرض والثروة والقوة". مشيرا إلى "تعذر هيكلة القوات العسكرية في اليمن".
شاهد .. الامارات تسرب خطة تقسيم اليمن
في السياق، ابلغ سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، بقرار صادم للمملكة، حيال ترتيبات التسوية السياسية للحرب في اليمن وانهاء الاخيرة واحلال السلام، وأنها ترتكز على ترتيبات خاصة بجنوب اليمن، تتضمن حكما مستقلا أو انفصالا بدولة مستقلة.
تفاصيل: السفير السعودي يبلغ العليمي هذا القرار الصادم (تفاصيل)
وصدم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، ملايين اليمنيين بموقف غير متوقع، خيب آمالا كبيرة واثار مخاوف اكبر، لدى معظم اليمنيين في داخل البلاد وخارجها، عقب على اجراءات "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واعلانه الاثنين انفصال جنوب اليمن بما وصفه "الدولة الجنوبية الفيدرالية".
جاء هذا بالتزام الرئيس رشاد العليمي الصمت حيال اعلان البيان الختامي للقاء "الانتقالي" الذي زعم انه "تشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظمها وابرزها مقاطعتها له، ما سماه "الدولة الجنوبية الفيدرالية" وإقرار وثيقة أسس بنائها، وانضمام البحسني والمحرمي عضوي مجلس القيادة الرئاسي الى المجلس الانتقالي نائبين للزُبيدي.
وأثار هذا الموقف غير المتوقع من الرئيس العليمي، حفيظة السياسيين اليمنيين والمراقبين للشأن اليمني، وموجة استياء واسعة على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، معتبرين في تناولاتهم التصعيد الجديد من جانب "الانتقالي" وصمت الرئيس العليمي "تأكيدا على موافقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي والتحالف على انفصال الجنوب".
تصدر للتعبير عن هذا الاستياء والاستنكار، وزير الاعلام وسفير اليمن لدى الاردن سابقا، السفير علي العمراني، بتوجيه انتقاد مباشر لمجلس القيادة الرئاسي، متهما رئيس وأعضاء المجلس بدعم وتمويل الانفصاليين والتواطؤ معهم، وإعلانهم مساء الاثنين من العاصمة المؤقتة عدن "اقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية".
وقال السفير العمراني، في تغريدة على منصة التدوين المصغر "تويتر"، الثلاثاء: "الخطر على اليمن ليس كبيراً الا بقدر تخاذل وصمت من يعنيهم أمر الدفاع عنه، وأولهم مجلس الرئاسة، ورئيسه؛ تعقد بجوارهم في عدن؛ اللقاءات والمشاورات التي تعلن عزمها ونيتها في تقسيم اليمن؛ ومن يعنيهم الأمر من القادة صامتون".
مضيفا: "وكأن الأمر لا يخصهم، وخارج إطار مسؤولياتهم، وكأنه يحدث في بلد آخر بعيد!. بل كأن دورهم مقتصر على دعم وتمويل نشاط الإنفصاليين وجيوشهم؛ وفعالياتهم، وأهدافهم. الدعم والتمويل الذي يقدم للإنفصاليين من خرينة الدولة خيانة؛ أما الدعم والتمويل الذي يقدم لهم من الخارج فهو عدوان صارخ على اليمن؛ لا يجوز الصمت تجاهه أبداً".
شاهد .. وزير يمني يصف صمت الرئاسي بالخيانة
يأتي هذا بعدما استدعى اعلان "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، مساء الاثنين، وباسم ما سماها "المكونات الجنوبية" انفصال جنوب اليمن بدولة جنوبية فيدرالية، والاصطفاف الجنوبي ضد ما وصفه "الاحتلال اليمني"، استحضار ناشطين كلمة قوية للرئيس عبدربه منصور هادي تحدث فيها عن المتاجرين بالقضية الجنوبية، ودعاة التجزئة والانفصال، من الجنوبيين.
تفاصيل: رد ناري للرئيس على اعلان "الانتقالي" الانفصال
جاءت كلمة هادي ردا على انسحاب رئيس مكون الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني المنعقد بصنعاء (2013-2014م)، محمد علي احمد، رئيس ما يسمى الان "مؤتمر شعب الجنوب"، والداعي إلى انفصال جنوب البلاد، بغطاء قيام دولة اتحادية من اقليمين شمالي وجنوبي لمدة عشر سنوات، ثم اجراء استفتاء لتقرير مصير الجنوب، في الاستمرار في الدولة الاتحادية أو اعلان الانفصال عنها بدولة مستقلة.
وشهد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مشاركة 565 عضوا مناصفة بين الشمال والجنوب، توزعوا على 8 فرق رئيسة لابرز قضايا مؤتمر الحوار، وفي مقدمها القضية الجنوبية، وصدرت توصيات بحلول لمعالجتها وجبر الضرر عن حرب صيف العام 1994م، بلغ عددها 31 توصية، بينها اعادة الموظفين الجنوبيين المبعدين عن وظائفهم وتعويض من فقدوا اراضيهم في الجنوب، وانشاء صندوق حكومي لمعالجات اثار حرب 1994م.
مع ذلك ظلت عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية الجنوبية، التي اقامت خارج اليمن، تصر بدعم مالي خارجي، وبخاصة من الامارات، على طرح مطالب انفصال جنوب البلاد، قبل أن تمول الامارات انشاء ما يزيد عن 50 لواء عسكريا وتجهيزه بالاسلحة، ليكون ادارة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي ومكرسة لخدمة اجندة اطماع الامارات في الهيمنة على خطوط الملاحة الدولية فضلا عن نهب ثروات اليمن.
وأعلن عضوان جنوبيان بمجلس القيادة الرئاسي، من اصل اربعة، حتى الان، هما عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) قائد قوات "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، واللواء فرج سالمين البحسني، محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الاولى، سابقا، تأييدهما اعلان "الانتقالي" الصادر مساء الاثنين في البيان الختامي للقائه التشاوري، انفصال جنوب اليمن بدولة جنوبية فيدرالية، قبل انضمامهما للمجلس وتعيينهما نائبا للزُبيدي.
تفاصيل: أول رد للمجلس الرئاسي على بيان انفصال "الانتقالي" (اعلان)
جاء هذا عقب ساعات على إعلان "المجلس الانتقالي"، باسم من سماها "المكونات الجنوبية"، انفصال جنوب البلاد في ما سماه "الدولة الجنوبية الفيدرالية" و"الاصطفاف الجنوبي" ضد ما وصفه "الاحتلال اليمني"، رغم إعلان معظم هذه المكونات مقاطعة الحوار، داعيا "الدول العربية الشقيقة والمجتمعين الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة". حسب تعبيره.
تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)
وأكدت مخرجات حوار "الانتقالي" مع نفسه، ما ذهب اليه مراقبون للشأن اليمني في أنه تفوق على نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في اعمال نهج الاخير وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي". وأن "الانتقالي في مساعيه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما وحيدا لجنوب اليمن، يطبق حرفيا نهج عفاش في الاستحواذ على القرار والسلطة واحتواء ثم اقصاء منافسيه ومعارضيه، عبر شق صفوف المكونات الجنوبية ودعم كيانات منشقة عنها".
تفاصيل: "الانتقالي" يطبق نهج "عفاش" حرفيا (تفاصيل)
سعى "المجلس الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري" في عدن، إلى فرض "ميثاق جنوبي" و"رؤية جنوبية" كان صاغها ما يسمى "فريق الحوار الجنوبي" داخل المجلس الانتقالي، واضفاء طابع شرعي شكلي على الميثاق والرؤية التي سيصدرها عن اللقا، تثبت تقديم نفسه منذ انشائه بتمويل اماراتي في العام 2017م، الممثل الوحيد لجنوب البلاد والحاكم السياسي والعسكري له، وهو ما حدث باعلانه ادماج مكوني الحراك الثوري والحراك الجنوبي.
وبدأت المليشيا الانقلابية والمتمردة، التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممول من الامارات، فور إعلان البيان الختامي للقاء "الانتقالي" التشاوري الذي زعم انه مع "المكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم وأبرز هذه المكونات مقاطعتها له؛ أول اجراءات تنفيذ اعلان انفصال جنوب اليمن الصادر في البيان الختامي لهذا اللقاء وإقرار مضامين ما سماه "الميثاق الجنوبي" و"وثيقة "اسس الدولة الجنوبية الفيدرالية". حسب تعبيره.
تفاصيل: المليشيا تباشر اجراءات تنفيذ اعلان الانفصال (صور)
وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني، وقبل انضمامه إلى "المجلس الانتقالي"؛ أعلن باسم مجلس القيادة الرئاسي، أول رد فعلي ورسمي على عقد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم هذه المكونات وأكبرها وأبرزها على الساحة، مقاطعة اللقاء "رفضا لهيمنة الانتقالي وسعيه لفرض وصايته على الجنوب بقوة السلاح والمليشيات".
تفاصيل: أول رد "رئاسي" حاسم على "حوار الانتقالي"
كما سجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق رسمي لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" في العاصمة المؤقتة عدن، رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله. مؤكدة أن اللقاء يسعى إلى اصباغ صفة شرعية مزيفة على مساعي "الانتقالي" وتوجهاته بشأن جنوب البلاد بدعم اماراتي.
تفاصيل: الحكومة تعلق على حوار "الانتقالي" وتكلفته (وثيقة)
وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".
ووضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي"، مرجعة مقاطعتها إلى "رفض وصاية الانتقالي على الجنوب".
تفاصيل: 25 مكونا جنوبيا تقاطع حوار "الانتقالي" (وثائق)
وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات.
تفاصيل: مشاهد فاضحة من "حوار الانتقالي" (صور+ فيديو)
في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب الرافضة المشاركة في حواره، وأكد في وقت سابق لبدء انعقاد حواره الخميس، مضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".
تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.