الاثنين 2024/05/06 الساعة 10:13 م

العربي نيوز - عدن:

أسقط "المجلس الانتقالي الجنوبي"، مجددا الشرعية اليمنية، باختطافه لسان حالها، وإجباره وكالة الانباء اليمنية الحكومية (سبأ) على نشر خبر يتوافق مع خطابه الانفصالي، ضدا لوحدة اليمن ومسمى دولته "الجمهورية اليمنية"، في سياق اصراره عبر مليشياته المسلحة، على فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة للامارات وخدمة اجندة اطماعها.

وكشفت رئاسة الجمهورية المصرية، حقيقة وضع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والحكومة الشرعية اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، وأنهما تخضعان للأسر من جانب "المجلس الانتقالي" التابع للامارات ومليشياته المسيطرة على عدن منذ انقلابها العسكري في اغسطس 2019م بدعم واسناد الطيران الحربي الاماراتي.

جاء هذا في اعلان رسمي صادر عن المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية، المستشار احمد فهمي، عن حقيقة ما دار في لقاء عبدالفتاح السيسي مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، في قصر الاتحادية بالعاصمة المصرية القاهرة، الاربعاء، وأجبر "الانتقالي" الاعلام الحكومي على تحريفه.

وصرح متحدث الرئاسة المصرية، أن السيسي أكد للعليمي "قوة العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين والموقف المصري الثابت ازاء دعم وحدة وسيادة الدولة اليمنية وسلامة مؤسساتها الوطنية وتشجيع كافة الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي شامل ومستدام بما يحافظ على وحدة البلاد وتماسك مؤسساتها الشرعية".

شاهد .. الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي بالعليمي

لكن هذا التصريح الذي نشرته وسائل الاعلام المصرية، وكانت وكالة الانباء اليمنية الحكومية (سبأ) نشرته حرفيا، سرعان ما جرى تحريفه واستبدال نصه بصيغة اخرى محرفة على موقع وكالة "سبأ" وتبعا في جميع القنوات التلفزيونية والاذاعات والصحف والمواقع الاخبارية وصفحات التواصل اليمنية التابعة للحكومة الشرعية.

تفاصيل: الرئيس العليمي يزف لليمنيين هذه البشرى (تفاصيل)

وأجبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي والحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا، ووكالة الانباء اليمنية (سبأ) الناطقة باسمهما، والخاضع مبنها في عدن لسيطرة مليشيا "الانتقالي" وما يسمى "هيئة الاعلام الجنوبي"، على حذف ما يتعلق بدعم مصر وحدة اليمن، وتحريف النص.

جرى تحريف فقرة السيسي في خبر وكالة "سبأ" والاعلام الحكومي لتكون: "من جانبه اكد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، متانة العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وموقف مصر الثابت الى جانب اليمن وشعبه، وقيادته السياسية ومؤسساته الشرعية، وكافة الجهود الرامية لاستعادة الامن والاستقرار والسلام في البلاد".

شاهد .. "الانتقالي" يجبر وكالة سبأ على تحريف هذا الخبر

وغاب عن المجلس الانتقالي" ومليشياته وهيئاته أن ارغام وكالة الانباء الحكومية (سبأ) على تحريف الخبر واخضاع اخبارها لرقابة هيئته الاعلامية، لا يلغي الموقف المصري الرسمي الثابت في دعم وحدة اليمن وسيادة اراضيه واستعادة دولته، ولا يحجب هذا الموقف، الذي عممه المركز الاعلامي لرئاسة الجمهورية المصرية.

لكن المثير لدهشة وقلق المراقبين للشأن اليمني في الداخل والخارج، أن تحريف موقف مصر وتفاصيل اللقاء الرسمي، لم يقتصر على خبر وكالة الانباء اليمنية الحكومية (سبأ) ووسائل الاعلام اليمنية الحكومية المقروءة والمسموعة والمرئية، بل امتد إلى الحسابات الرسمية لكل من رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الوزراء.

واعتبر مراقبون وسياسيون، أن هذا الخضوع الكامل من جانب مجلس القيادة الرئاسي ومكتب رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وباقي مؤسسات الدولة، لهيمنة "المجلس الانتقالي"، وبخاصة في "حذف كل ما يأتي على ذكر الجمهورية اليمنية ووحدة اليمن وحظر رفع علمها، يؤكد أن السلطة اليمنية الشرعية اسيرة مليشيات الانتقالي".

يتزامن هذا الكشف الصادم لعشرات الملايين من اليمنيين، مع اتهامات وجهها وزير الاعلام وسفير اليمن لدى الاردن سابقا، على أحمد العمراني، لقيادات الدولة بما فيهم رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بالخيانة العظمى، لتحاشيهم الحديث عن وحدة اليمن والجمهورية اليمنية، وتبني دعاوى "الانتقالي" الانفصالية.

تفاصيل: وزير يكشف "تنازلات" خطيرة للمجلس الرئاسي (بيان)

وجاءت زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمصر، إثر اضطراره لمغادرة عدن، عقب ثلاثة ايام فقط على انهاء اقامته المطولة في العاصمة السعودية الرياض، وعودته الى عدن، واستقباله من مليشيات "الانتقالي" بعلم الانفصال، وتهديدها له ببيان مستفز.

تفاصيل: كشف وجهة مغادرة الرئيس العليمي وأسبابها (تفاصيل)

وعاد الرئيس العليمي إلى عدن، بعد اقامة مطولة في الرياض، إثر تصاعد خلافات صراع النفوذ بين السعودية والإمارات في جنوبي وشرقي اليمن، وتمويل السعودية انشاء قوات "درع الوطن" من جنوبيين سلفيين لكبح تمرد "الانتقالي" في عدن والمحافظات الجنوبية.

تفاصيل: قرارات جمهورية بإنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة

يُعد تصعيد رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي الجديد لخطاب الانفصال في كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، بنظر مراقبين تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد "الانتقالي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري اماراتي ضد قوات الجيش الوطني.

ويصر "المجلس الانتقالي" بدعم مباشر من الامارات، عبر مليشياته على فرض انفصال جنوب البلاد تحت مسمى "استعادة دولة الجنوب" لتكون تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وثرواته، وسواحله وموانئه وجزره الاستراتيجية، وبسط هيمنتها على الملاحة الدولية عبر البحرين الاحمر والعربي مرورا بخليج عدن وباب المندب.

يشار إلى أن تمرد "الانتقالي" المستمر على الشرعية اليمنية، ورفضه دمج مليشياته بقوات الامن والجيش، تسبب في تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، واستمرار انفلات امني تصاعدت معه جرائم الاعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة والاغتيالات دون ضبط الجناة.