الاربعاء 2025/07/09 الساعة 01:34 ص

الحوثيون يكشفون تفاصيل

العربي نيوز - صنعاء:

كشفت جماعة الحوثي رسميا، لأول مرة، تفاصيل سرية، عن زيارة سفير المملكة العربية السعودية على رأس وفد سعودي دبلوماسية إلى العاصمة صنعاء، مؤكدة أنها ليست الاولى، وسبقتها زيارات غير معلنة، ولن تكون الاخيرة وهناك لقاءات عدة ستتبعها على طريق توقيع اتفاق سلام شامل ينهي الحرب ويعالج تداعياتها.

جاء هذا في تقرير نشرته صحيفة "الثورة" التابعة لسلطات الحوثيين في العاصمة صنعاء، تحت عنوان: "لقاء صنعاء ومسارات التفاوض.. من القصر الجمهوري الرئيس يرسم قاعدة السلام في اللقاء الأول.. ما جرى أمس لقاء أولي تتلوه لقاءات خلال الأيام القادمة من المتوقع أن تنتهي بإعلان مشترك".

وقالت الصحيفة: إن استقبال رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطات الحوثيين، مهدي المشاط الوفدين السعودي والعماني في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء "هي المرة الأولى التي يُعلن فيها عن لقاءات سعودية يمنية بحضور الوسيط العماني". كاشفة عن زيارات سابقة غير معلنة.

مضيفة: إن "السفير السعودي محمد آل جابر والوفد السعودي المرافق له جاء إلى صنعاء للمرة الثالثة للقاء القيادة اليمنية، غير أن لقاء أمس كان معلناً نشرت أخباره في الوكالة الرسمية والإعلام الرسمي اليمني". وكشفت أن الوفد العماني وصل إلى صنعاء السبت للترتيب لوصول الوفد السعودي لاحقا.

وتابعت: "الوفد العماني الوسيط وصل يوم السبت، مستبقاً وصول الوفد السعودي بساعات قليلة، وإذا كان هذا الأسبوع يبدأ بجولة تفاوض في صنعاء، فإن من المقرر أن ينتهي ببدء عملية تبادل الأسرى التي ستنطلق يوم الخميس وتنتهي السبت المقبل". حسب تأكيدها بعد اعلان الصليب الاحمر تأجيل موعد تبادل الاسرى.

صحيفة "الثورة" التي باتت الاولى في التعبير عن حكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي غير المعترف بها، اعتبرت "ما جرى يوم أمس في القصر الجمهوري كان لقاء بروتكولياً". وقالت: إن "الأيام القادمة ستستمر فيها الاجتماعات للخروج بصيغة نهائية وفق مسار زمني وموضوعي يبدأ بحل الملف الإنساني ثم ينتقل إلى القضايا الأخرى".

مضيفة: إن استقبال الوفدين العماني والسعودي "يعزّز من فرص التوصل إلى السلام الذي تنشده اليمن منذ اليوم الأول للحرب العدوانية التي شُنت على الشعب اليمني منذ ثمانية أعوام ، وبقدر الجهود الإيجابية التي تبذلها سلطنة عمان الشقيقة في تقريب وجهات النظر ، وفي مقاربة الملفات والقضايا بما يحقق لليمن حقوقها المشروعة والعادلة" حد وصفها.

وتابعت: "فإن المأمول أن تكون السعودية جادة في المضي نحو السلام الحقيقي الذي يُعطي اليمن حقوقها العادلة والمشروعة، وليس في ذلك ضرر على السعودية، فليس المطلوب منها تنازلات لصالح اليمن، بل المطلوب أن توقف الحرب وترفع الحصار. منوهة بتأكيد المشاط "الموقف الثابت، أن السلام الذي تنشده اليمن هو السلام العادل والمشرّف".

موضحة أن رئيس الوفد المفاوض عن جماعة الحوثي والمتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام "لخص رؤية صنعاء للسلام في وقف العدوان (الحرب) بشكل كامل ورفع الحصار بشكل كامل وتام، وصرف مرتبات جميع الموظفين اليمنيين من استحقاقات وإيرادات النفط والغاز، وخروج القوات الأجنبية من اليمن، والتعويض وإعادة الإعمار". 

ونقلت الصحيفة عن القيادي الحوثي المقيم بمسقط عبدالسلام قوله: "هي مطالب عادلة ، ونسأل الله أن تتحقق هذه المطالب العادلة والطبيعية والتي في مجملها مطالب إنسانية". مشيرا إلى أن "جولة المفاوضات الحالية في صنعاء ستتضمن نقاشات حول هذه المطالب ، واستكمال ملف الأسرى حتى لا توضع أمامه بعض العراقيل التي وضعت مؤخراً".

مضيفا حول مستوى التفاؤل بنتائج هذه الجولة التفاوضية في صنعاء: "يهمنا ما يتحقق على أرض الواقع ولا نهتم لأي تسريبات من هنا وهناك، وهذا ما سنناقشه في هذه الجولة إن شاء الله". منوهة بأنه "ومن المقرر أن تبدأ جلسات التفاوض بين الطرفين اليمني والسعودي برعاية عمانية للبناء على ما تم إحرازه من تقدم في الجولات السابقة بالعاصمة العمانية مسقط".

وذكرت الصحيفة نقلا عما سمته "مصادر مطلعة في صنعاء" أن الجماعة "تعول على الأفعال اكثر من الأقوال، والطرف السعودي معني بتجاوز حالة المماطلة والتسويف التي أفضت إلى عدم تنفيذ بنود الهدنة الأممية وتفاهمات التهدئة، وأعاقت تحقيق تقدم في فتح بقية الوجهات من مطار صنعاء وتسليم تحالف العدوان رواتب الموظفين من إيرادات النفط والغاز".

مضيفة: إن "طرف تحالف العدوان معني بإثبات الجدية في تحقيق السلام المشرف ، وصنعاء لن تكون عائقاً في طريق سلام يضمن لشعبها الاستقلال والسيادة الكاملة على أرضه وثرواته ، وهي تمنح الفرصة للأشقاء في عمان الذين يبذلون جهودًا كبيرة لتذليل العقبات التي يفتعلها تحالف العدوان ومرتزقته أمام الاتفاقات السابقة".

ولوحت "المصادر المطلعة" بالبديل عن الاستجابة لطلبات جماعة الحوثي بقولها: "وكانت القوى السياسية في صنعاء أكدت أنها لن تذهب في لعبة إهدار الوقت التي يمارسها تحالف العدوان وفي ظل بقاء الحصار على مطار صنعاء وميناء الحديدة وعدم تسليم الرواتب كحقوق إنسانية تعبّد طريق السلام". على حد تعبيرها. 

مشيرة إلى أن "القوى السياسية" المشاركة في مجلس وحكومة سلطات جماعة الحوثي "دعت القيادة في صنعاء إلى عدم منح الفرص المتتالية لطرف تحالف العدوان إذا ظهر مجدداً عدم جديته نحو السلام، مؤكدة بأن صمود الشعب اليمني يتعزز وقواته المسلحة اليوم أقوى لتوجيه أقسى الضربات في عمق المعتدين". حسب وصفها.

شاهد .. الحوثيون يكشفون رسميا تفاصيل مباحثات صنعاء

يأتي هذا بعدما سلم سلم وزير الدفاع السعودي، الامير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، لدى لقائه واعضاء المجلس، رسميا، فجر الخميس، مسودة الاتفاق التي افضت إليها المفاوضات السعودية غير المباشرة مع جماعة الحوثي في مسقط لإنهاء الحرب وإحلال السلام.

وكشفت صحف عربية ودولية بينها صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، عن تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، وصفتها بـ "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.

تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)

وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.
 

الحوثيون يكشفون تفاصيل