الاربعاء 2025/07/09 الساعة 02:39 ص

اعلان امريكي ايراني اممي بشأن قرار انهاء الحرب باليمن

العربي نيوز - عواصم:

صدرت اعلانات امريكية وايرانية واممية بالتوازي، بشأن اليمن وقرار انهاء الحرب والبدء في اجراءات احلال السلام ومعالجة تداعيات ثماني سنوات من الحرب، على الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، وانعكاساتها الكارثية على الاوضاع الانسانية لثلثي سكان اليمن.

وأصدرت وزارة الخارجية الامريكية بيانا مقتضبا بشأن وصول وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر، ووفد الوساطة العمانية، الى العاصمة صنعاء. معلنة "ترحيب الولايات المتحدة الأمريكية بالجهود الأخيرة لإنهاء الحرب في ‎اليمن بما في ذلك زيارة السفير السعودي لصنعاء".

من جهتها، جددت الخارجية الايرانية "تأكيد دعم جهود السلام في اليمن"، وأعلنت أنّ طهران لعبت "دوراً إيجابياً" في المفاوضات اليمنية، والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن لحلّ الأزمة وانهاء الحرب في اليمن ومعالجة التداعيات الانسانية.

جاء هذا في مؤتمر صحافي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، أشار فيه إلى أن "طهران تدعم تمديد الهدنة في اليمن، على أن تؤدي إلى رفع الحصار بشكل كامل، وإرسال المساعدات الإنسانية بلا قيود". 

وقال كنعاني: "نأمل التوصل إلى هدنة مستدامة في اليمن، في ضوء الظروف الجديدة في المنطقة، للتمهيد لإطلاق مسار سياسي مستدام يخدم مصالح الشعب اليمني، بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، فضلاً عن تأمينه مصالح الدول الجارة".

مضيفا: إن "الأزمة اليمنية ليس لها حلّ عسكري وحلّها سياسي بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، يعتمد مصالح الشعب اليمني لتقرير مصير البلاد وتشكيل الحكومة". وأردف: "لا أحد يحق له أن يقرّر مكان الشعب اليمني مصيره السياسي ومستقبله".

وتابع: "هناك تطورات وتحركات جديدة في الملف اليمني"، في اشارة إلى زيارة وفد سعودي برئاسة سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد آل جابر برفقة وفد البلاط السلطاني العماني الوسيط، للعاصمة صنعاء ولقائه مع قيادة جماعة الحوثي.

من جانبه، وصف مبعوث الامين العام للامم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبيرغ، الجهود الجارية لانهاء الحرب في اليمن، بما في ذلك المحادثات السعودية والعمانية في صنعاء بأنها "أقرب تقدم حقيقي نحو السلام الدائم في اليمن منذ بدء الحرب".

وقال لوكالة "أسوشيتد برس" الامريكية: إن "محادثات صنعاء جزء من الجهود الدولية التي تقودها عُمان". وأردف: "هذه لحظة يجب اغتنامها والبناء عليها وفرصة حقيقية لبدء عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء الصراع بشكل مستدام".

تأتي هذه الاعلانات، عقب وصول وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر برفقة وفد عماني وسيط لصنعاء، وعقدهما مباحثات بالقصر الجمهوري مع قيادة جماعة الحوثي بشأن الصيغة النهائية لاتفاق انهاء الحرب وخطة إحلال السلام في اليمن.

شاهد .. قيادة جماعة الحوثي تستقبل وفدي السعودية وعُمان

وقالت قناة "المسيرة"، إن القيادي الحوثي مهدي المشاط "استقبل في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء وفد الوساطة العماني والوفد السعودي، وثمن جهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان الشقيقة ودورها الإيجابي في تقريب وجهات النظر وجهودها في تحقيق السلام المشرف" حسب تعبيرها.

مشيرة إلى إن المشاط "أكد الموقف الثابت من السلام العادل والمشرف الذي ينشده أبناء الشعب اليمني ويحقق تطلعاتهم في الحرية والاستقلال". لكنها استنكرت في مقدمة نشرتها الاخبارية ما سمته "استمرار الاعتداءات السعودية في الحدود وسقوط الضحايا المدنيين، وسعي السعودية لتقديم نفسها وسيطا".

شاهد .. الحوثيون يعلنون تفاصيل لقاء وفدي السعودية وعمان

لكن القناة قالت في مفتتح نشراتها: "لا تتوقف الاعتداءات السعودية في الحدود، والضحايا في تصاعد، والرياضُ اليوم أمام امتحان جديد لتوقف عدوانيتها وتنتهج طريق السلام، ومساره يبدأ بوقفٍ كاملٍ للعدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال، وصولا إلى إعادة الإعمار وجبر الأضرار ومعالجة ملف الأسرى".

مضيفة: "وهي استحقاقات مشروعة لشعبنا، وله الحق في انتزاعها بكل الوسائل، على أن السعودية تُهدر مزيدا من الوقت وهي تسعى لتقديم نفسها وسيطا، بدلا عن كونها الطرف المتصدر للعدوان والحصار على بلدنا، وقد سقطت رهاناتها المدعومة غربيا وإقليميا، وعليها أن تتحمل تبعات ذلك".  

وتابعت قناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي في مقدمة نشرتها الإخبارية المسائية، قائلة: "والتوقيت يبدو حرجا للغاية، فلا مزيد من الفرص، ولعبة تقطيع الوقت سترتد على المتلاعبين، وما يبدو متاحا اليوم، لن يكون متاحا غدا". حسب وصفها، في اشارة إلى تمسك الجماعة بشروطها للسلام.

شاهد .. بيان رسمي للحوثيين عن السلام مع السعودية (فيديو)

يأتي هذا بعدما سلم سلم وزير الدفاع السعودي، الامير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، لدى لقائه واعضاء المجلس، رسميا، فجر الخميس، مسودة الاتفاق التي افضت إليها المفاوضات السعودية غير المباشرة مع جماعة الحوثي في مسقط لإنهاء الحرب وإحلال السلام.

وكشفت صحف عربية ودولية بينها صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، عن تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، وصفتها بـ "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.

تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)

وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.