العربي نيوز - تعز:
فاجأ طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، اليمنيين ضمن سيره على نهج عمه الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، بجملة من الهدايا، ضمن حملة تسويقه "قائدا وطنيا ورجل دولة ومنقذا لليمن".
ويواصل طارق عفاش، بدعم مباشر من التحالف بقيادة السعودية والامارات، الاستحواذ على المشهد الاعلامي عبر فعاليات متلاحقة وشبه يومية، يهدي فيها اليمنيين "احجار اساس" لمشاريع يعلن عنها بتمويل من الامارات، دون اعلان اطار زمني محدد لتنفيذها.
جاء بين "احجار اساس" مشاريع الدعاية السياسية المكثفة مؤخرا والممولة من الامارات، وفقا للحملات الاعلامية المصاحبة لفعاليات وضع احجار الاساس والتقاط الصور والفيديو، ما سمي "تدشين العمل بمشروع شق ومسح شوارع شريانية وفرعية لمدينة المخا".
وبدا لافتا شطط التهويل، لدرجة زعم وسائل اعلام طارق أن الشوارع التي سيجري تنفيذها على خمس مراحل تمتد "بمساحة ما يقارب 500 الف متر مربع". ما يعني (500 كيلو متر مربع)، بينما مساحة مديرية المخا 1568.5 كم2 وفق المركز الوطني للمعلومات!.
كما جاء بين "احجار اساس" مشاريع الدعاية لطارق وفقا حملاتها الاعلامية، ما سمي "حجر اساس مشروع بناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة المخا". بدلا عن صيانة كبرى المحطات البخارية لتوليد الطاقة في البلاد، محطة كهرباء المخا!.
حسب وسائل اعلام طارق فإن المحطة ستكون "بقدرة 20 ميجا وات، وتنفذ بدعم من صندوق أبوظبي للتنمية". ووفقا لما نقلته عن طارق عفاش فإن "المشروع هو مقدمة مشاريع لمناطق الساحل بشكل عام، متمنيًا أن يصل الخير في قطاع الكهرباء إلى مدينة تعز".
والاثنين ضجت وسائل اعلام طارق، ووسائل الاعلام الاماراتية والموالية لها، بأخبار ما سمته "افتتاح 3 مشاريع حيوية عملاقة في تعز"، تبين عند تقصي طبيعتها، أنها تنتمي إلى "مشاريع الطلاء والدهان" الاماراتية، المعهودة طوال سنوات الحرب الثماني الماضية.
وفقا لأخبار الحملة الدعائية والاعلامية الهائلة لـ "مشاريع طارق الاماراتية"، فإن المشاريع الثلاثة عبارة عن "إعادة تأهيل (معالجة حفر) الطريق العام الرابط بين ذو باب والمندب بطول 27 كيلو، وإعادة تأهيل (طلاء) مستشفى مدينة ذو باب" التابعة إداريا لمحافظة تعز.
وأعادت تسمية المشروع الثالث إلى اذهان اليمنيين شطحة البرنامج الانتخابي للرئيس الاسبق علي صالح عفاش بإنشاء "محطة نووية لتوليد الكهرباء"، من خلال تهويل مشروع خزانات غلي وتقطير مياه مع شبكة توزيع، وتضخيمه بوصفه "محطة تحلية مياه البحر للشرب" !.
اخبار الحملة الدعائية لـ "مشاريع طارق والامارات" لم تخل من مفارقات مثيرة للتندر والسخرية، ابرزها أن طارق في ختام زيارته لمديرية ذوباب "نفذ جولة لشواطئ المديرية ووجّه الخلية الإنسانية بتجهيز كاسر أمواج لخدمة الصيادين" في وقت تحظر قواته عليهم الاصطياد!.
ولم يفت جهاز الدعاية السياسية لطارق عفاش، حشد مسؤولي السلطة المحلية بدءا من محافظ تعز وحتى اصغر موظف لمرافقة طارق والتقاط صور اثناء سيره بشوارع المدينة مع ديباجة "وتجول العميد طارق صالح في الأحياء والأسواق الشعبية والتقى جمعًا من المواطنين"!.
تحرص الامارات وجهازها المخابراتي (الهلال الاحمر الاماراتي) على تصوير طارق "قائدا متواضعا ورجل دولة" وتقديمه عبر الحملات الدعائية "زعيم يحمل هم شعبه ووطنه" لدرجة يواصل الليل مع النهار لـ "ملامسة هموم وتطلعاتهم وخدمتهم وتلبية احتياجاتهم" حد وصفها.
ومطلع شهر مارس الجاري، زار طارق عفاش، مدينة تعز، بضغط من التحالف وتنسيق مع محافظ تعز القيادي المؤتمري نبيل شمسان، بهالة "احجار اساس" مشاريع طارقية، تمثلت في "حفر 11 بئر مياه" وليس "محطة تحلية"، بعد عقود من المعاناة والحرمان ابان حكم عمه.
يأتي هذا الترويج الدعائي المكثف لطارق عفاش، في سياق خطة تتبنى تنفيذها الامارات لتجميل صورته عبر دعمها تطوير ميناء المخا وتشييد مطار المخا لاغراض عسكرية، وتمويل شق وتعبيد طريق "الكدحة بيرين المخا" وصيانة طريق "هيجة العبد الحوطة" واحجار اساس ابار.
وأعلنت الامارات عن مساهمتها في اليمن بعشرات المليارات من الدولارات، عبر مشاريع قالت إنها "للتخفيف من الأزمة الإنسانية بسبب الحرب الناجمة عن انقلاب مليشيا الحوثي"، وأظهرت عملية رصدها ميدانيا أنها مشاريع وهمية ومعظمها "مشاريع طلاء" لمرافق قائمة منذ عقود.
تفاصيل أوفى: مشاريع اماراتية في اليمن بـ 19 مليار دولار ! (فيديو)
أكد هذا تحقيق مصور كشف حقيقة المشاريع التي زعمت الإمارات تنفيذها وبتكلفة فلكية بينها انشاء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية، تبين أنها مجرد وعود لتمرير إسقاط المناطق المحررة الواحدة تلو الأخرى تحت نفوذها عبر مليشياتها التابعة لكل من طارق عفاش و"المجلس الانتقالي الجنوبي".
شاهد .. مشاريع وهمية للامارت في اليمن لهذا الهدف
يشار إلى ان هذا النهج الاماراتي في الترويج الدعائي المكثف لمشاريع وهمية (احجار اساس واعمال طلاء)، سبق أن طبقته في المحافظات المحررة جنوبي البلاد، دعما وتلميعا لذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، بينما الوقع يضج بانهيار الخدمات وغلاء المعيشة والفقر والجوع والانفلات الامني، كما هي الحال بمديريات الساحل الغربي، الواقعة تحت سيطرة قوات طارق.
