العربي نيوز - مصر:
تكشفت معلومات وقرائن خطيرة، عن ملابسات العثور على عضو المحكمة العليا في العاصمة المؤقتة عدن، ورئيس محكمة استئناف عدن سابقا، القاضي فهيم عبدالله محسن الحضرمي، ميتا في شقته بالعاصمة المصرية القاهرة.
وصرح مقربون من القاضي فهيم الحضرمي بملابسات تعتبر بحكم القانون "قرائن جريمة"، وتدعو إلى تدخل الطب الشرعي لتحديد الاسباب الفعلية للوفاة. مشيرين إلى تلقي القاضي فهيم لتهديدات بالقتل، وتصريحه بذلك في وقت سابق.
من هؤلاء، الكاتب الصحفي ومدير تحرير صحيفة "14 أكتوبر" الحكومية، عبدالرحمن أنيس، قال في تغريدة على منصة "تويتر": إن "تطبيق واتس آب الخاص بالقاضي الحضرمي حذف بشكل نهائي من على هاتفه بعد موته بساعات".
مضيفا: إن حذف تطبيق التواصل من هاتف القاضي فهيم "أدى إلى مغادرته كل الجروبات التي كان مشتركًا بها”، وتبعا حذف جميع المحادثات التي اجراها والرسائل التي تلقاها، متسائلا: "بيد من جواله؟، ومن الذي قام بحذف واتسابه".
شاهد .. كشف قرائن خطيرة ترجح اغتيال القاضي فهيم
كما عزز هذه الشكوك في ملابسات موت القاضي فهيم الحضرمي، تصريح لرئيس مركز دراسات وصحيفة "هنا عدن" الناشط السياسي والاعلامي الجنوبي، انيس منصور، نشره على منصة "تويتر"، طالب فيه بـ "تحقيق دولي" في القضية.
وقال منصور: إن "القاضي فهيم كان يحمل ملفات القتل والاغتيالات والتصفيات من قبل ابوظبي". مطالبا "بتحقيق دولي في ملابسات وفاته". مؤكدا ما طرحه كثير من السياسيين والناشطين في تعليقاتهم على القضية وشبهات الاغتيال.
شاهد .. كشف دوافع الاشتباه باغتيال القاضي فهيم
مضيفا: "القاضي توفى في ظروف غامضة وهذه المعلومات تستدعي التحقيق دولياً مع اللوبي الاماراتي في القاهرة وقد توفى الكثير من النشطاء السياسيين المناهضين للامارات بضروف غامضة . رحم الله القاضي فهيم الحضرمي".
شاهد .. مطالبات بتحقيق دولي في ملابسات موت القاضي فهيم
من جهتهم، أعاد قضاة وسياسيون وناشطون تداول اخر ما نشره القاضي فهيم الحضرمي، بمنصات التواصل قبل وفاته بساعات، قائلا: "فلاش. لا تفعل الشر إذا لم تستطع فعل أي شيء، هذا سيجعلك أكثر سعادة من الآخرين...!!".
وفي السياق، أشار مقربون إلى أن "القاضي فهيم الحضرمي كان قد اشتكى في مقابلة مع صحيفة محلية في عدن أجريت معه ونشرت منتصف العام 2020 من تهديدات يتلقاها القضاة، تمنعهم من ممارسة عملهم بشكل طبيعي".
منوهين بأن القاضي فهيم، وهو عضو المحكمة العليا، وعُين في 2017م عضوا بمجلس القضاء الأعلى، وكان رئيس محكمة استئناف عدن قبل ذلك، "تساءل في المقابلة ذاتها: كيف للقاضي أن يحكم وهو مهدد بالانتقام؟”.
من جانبها، أعلنت السفارة اليمنية في مصر أنها بعد تلقي بلاغ من اسرة القاضي فهيم بانقطاع التواصل معه، ارسلت من يتفقده في شقته وأخذوا نسخة من مفاتيح الشقة وعند دخولهم عثروا عليه ميتا فجر الاثنين، في ظروف غامضة .
وأوضحت في بيان صادر عنها، أن قيادة السفارة اليمنية "تتابع من الجانب المصري ملابسات القضية" وأن السلطات المصرية "تجري عملية معاينة لجثة القاضي من قبل الطب الشرعي"، وذلك "للتأكد ما اذا كانت الوفاة طبيعية ام جنائية".
بدوره، أصدر ما يسمى "نادي القضاة الجنوبي" بيان نعى القاضي فهيم عبدالله محسن الحضرمي، عضو مجلس القضاء الاعلى وعضو المحكمة العليا، قال فيه ان “السلطة القضائية والوسط القضائي فقدت علماً من أعلامها، وقاضياً فذاً من قضاتها الأجلاء".
مضيفا: "ببالغ الأسى والحزن ممزوجاً بتمام الرضا بالقضاء والقدر تلقى نادي القضاة الجنوبي نبأ وفاة القاضي الجليل “فهيم عبدالله محسن الحضرمي” الذي وافاه الأجل في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الأحد 19 شعبان 1444هـ الموافق 12/ 3/ 2023م".
وتابع إن الراحل الذي وفاه الاجل بعد عمر ناهز الستين عاماً قضى جلها في سلك القضاء "كان الراحل رجل خُلق وأدب، محب للخير والعطاء. واشتهر وعرف عنه الحيادية والانضباط والصرامة في عمله وأدائه في القضاء، وله اسهامات في الأعمال الاغاثية والإنسانية".
منوها بأن القاضي فهيم "من مواليد 28/ 3/ 1962م، درس الماجستير في القانون العام بجامعة فارونج بروسيا ، وبدأ عمله القضائي مساعد قاضي بمحكمة الشيخ عثمان عام 1990م ثم تدرج قاضياً في عدد من المحاكم الابتدائية ثم قاضياً بمحاكم الاستئناف ثم رئيساً لمحكمة استئناف عدن، وتم تعيينه في العام 2017م عضواً بمجلس القضاء الأعلى، وكان آخر منصب شغله قبل وفاته عضواً بالمحكمة العليا".
يشار إلى أن الاغتيالات المتلاحقة على نحو منظم وممنهج، في العاصمة المؤقتة عدن، طالت المئات من السياسيين والقضاة وضباط الامن والجيش وائمة المساجد والناشطين، وجميعهم يلتقون في انتقاد الانفلات الامني واعتداءات مليشيا "الانتقالي" على المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة، والارتهان المطلق للامارات.