الجمعة 2024/05/17 الساعة 02:54 م

العربي نيوز - عدن:

اطلق المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، حملة تهديد واسعة عبر قيادات هيئاته وسياسييه وناشطيه، لمن سماهم "خونة الجنوب وقضيته"، في اشارة إلى المواطنين المدنيين والعسكريين في المحافظات الجنوبية المعارضين لتوجهاته الانفصالية وحكم جنوب البلاد قسرا.

وجدد سياسيون وناشطون محسوبون على "المجلس الانتقالي" الحديث عن توجهات للتحالف بقيادة السعودية نحو ايجاد صدام وحرب جنوبية جنوبية، بين مليشيا "الانتقالي" وقوات "درع الوطن" التي تبنت السعودية انشاءها من السلفيين في المحافظات الجنوبية، منذ مطلع 2022م.

تضمنت منشورات وتغريدات الحملة الجديدة، في السياق نفسه، التلويح بعقاب رادع ومصير اليم لأي جنوبي يخون قضية الجنوب واستعادة دولته". مشيرين إلى أن من يعارض هذا التوجه "عار على الجنوب" و"لا يستحق الحياة"، في تحريض اباحة دمائهم واعدامهم اينما ثقفوا.

وقوبلت هذه حملة تهديد وتحريض سياسيي وناشطي "الانتقالي" للجنوبيين المتمسكين بوحدة اليمن، باستنكار وردود فعل واسعة بين اوساط الجنوبيين المعارضين لمناطقية وعنصرية "الانتقالي" سياسيا وإداريا وعسكريا، لصالح ما يعرف "المثلث" في اشارة للضالع ولحج وعدن.

من بين ابرز هذه الردود، علق رئيس مركز دراسات وصحيفة "هنا عدن"، الناشط السياسي والاعلامي الجنوبي البارز، انيس منصور، بإعادة نشر صورة خبر واحد من احكام الاعدامات الجماعية التي ظلت تحصد الآلاف في جنوب اليمن ابان حكم الحزب الاشتراكي اليمني.

وقال منصور في تغريدة على منصة "تويتر" اليوم الثلاثاء: "للتذكير والذكرى نشرت القبس، في عدد 05 مارس 1981،خبر إعدام محمد صالح مطيع وزير خارجية جمهورية اليمن الديموقراطية بتهمة الاتصال مع السعودية ومباشرة علاقات مالية معها عن طريق مستشار الملك خالد الشيخ كمال أدهم".

مضيفا في الرد على اتهامات سياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي" المواطنين في المحافظات الجنوبية المتعاونين مع السعودية وبخاصة الملتحقين بقوات "درع الوطن": إنه "في دولة الجنوب (قبل مايو 1990م) كان الذهاب إلى السعودية جريمة وخيانة يعاقب فيها بالاعدام".

وتشكو المحافظات الجنوبية وبصورة اكبر ابين وشبوة تهميشا متعمدا من الخدمات وإقصاء منظما من الوظائف والمواقع القيادية السياسية والإدارية والامنية والعسكرية، يُنفذه "المجلس الانتقالي" بدوافع مناطقية وثارات سياسية لصراع  ما عُرف بجناح "الزمرة" ويمثل قيادات ابين وشبوة، وجناح "الطغمة" ويمثل قيادات الضالع ولحج (يافع وردفان) وحضرموت.

شاهد .. جنوبيون يردون على حملة تهديد الانتقالي باعدامهم

وتتزامن حملة تهديد "الانتقالي" مع بدء قوات "درع الوطن" بسط سيادة مجلس القيادة الرئاسي وسلطات الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن، من خلال نشر دفعة اولى من قواتها وقرابة 120 طقما وآلية عسكرية قادمة عبر منفذ الوديعة ومحافظة شبوة، مرورا بمدينة احور في محافظة ابين، حسب تأكيد وثائق عملياته.

تفاصيل أوفى: قوات "درع الوطن" تبدأ بسط سيادة الدولة في عدن (صور+وثائق)

ورافق وصول هذه الاليات العسكرية التابعة لقوات "درع الوطن" إلى عدن، إعلان الحكومة رسمياً عودة العاصمة المؤقتة عدن إلى حاضنة اليمن الموحد، وبدء إنهاء إنقلاب مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات على الشرعية بعد 4 أعوام على تنفيذه بدعم اماراتي عسكري وسياسي واعلامي في 2019م.

تفاصيل اوفى: اعلان حكومي بعودة عدن لحضن اليمن الموحد (وثيقة)

وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الاعلى للقوات المسلحة الدكتور رشاد محمد العليمي، في 29 يناير الفائت، قرارات جمهورية بإعتماد إنشاء قوات "درع الوطن"، كقوات احتياط تابعة للقائد الاعلى للقوات المسلحة، وتعيين قائد عام لها هو العميد بشير المضربي الصبيحي.

تفاصيل اوفى: قرارات جمهورية بإنشاء جيش جديد موازٍ بهذه التسمية والقيادة 

جاء القرار بعد عام على تبني السعودية تشكيل الوية لجيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني من السلفيين في المحافظات الجنوبية، باسم "قوات اليمن السعيد" ثم "العمالقة الجديدة"، لتكون بموازاة التشكيلات المسلحة التي مولت انشاءها الامارات وأخلت بالاستقرار في المحافظات المحررة.

وتزامن هذا التوجه السعودي، مع إصرار الامارات على تثبيت نفوذها في اليمن واخضاع المحافظات الجنوبية والشرقية وبخاصة محافظتي شبوة وحضرموت لسيطرة فصائلها ومليشيات ذراعها السياسي والعسكري (المجلس الانتقالي الجنوبي)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها ومصالحها.

تفاصيل أوفى: السعودية تحسم عسكرياً صراع النفوذ في حضرموت (صور)

قوبل هذا التوجه السعودي بهجوم لاذع من قيادات وسياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي"، امتد لوصف ولي العهد السعودي بالغبي، تعبيرا عن رفض تحجيم النفوذ العسكري للمجلس الانتقالي، واحتواء تصعيده وكبح سعيه ومليشياته باتجاه فرض انفصال جنوب البلاد، الذي ينادي به.

يشار إلى أن التحالف بقيادة السعودية عازم على انهاء تمرد "المجلس الانتقالي الجنوبي" واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى ومؤسسات الدولة، منذ انقلابه ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم واسناد عسكري وسياسي واعلامي من الامارات، وسيطرته على مؤسسات الدولة وايراداتها، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.