العربي نيوز - صنعاء:
شيع عشرات الآلاف في العاصمة صنعاء جثمان فقيه اليمن المحدث والمجتهد المجدد، القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني، إلى مثواه الأخير، بعد 100 عام امضى 80 عاما منها في خدمة علوم الدين وتعليمها.
وتوافد عشرات الآلاف من المواطنين للمشاركة في تشييع جنازة العلامة العمراني بموكب مهيب يلق بواحد من أعلام اليمن والامة الاسلامية، إلى مقبرة الدفعي بميدان السبعين بعد الصلاة عليه في مسجد "الزبيري" المجاور لمنزله.
في المقابل، تتوالى مئات بيانات نعي الراحل من جميع محافظات اليمن والدول العربية، فيما أعلنت مساجد العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية اليمنية ، إقامة صلاة الغائب على فقيد اليمن، القاضي العمراني، عقب صلاة ظهر الاثنين.
واتفقت جميع المكونات اليمنية في تعديد مناقب العلامة محمد العمراني، بوصفه من اعلام علماء الدين المعتدلين والمجتهدين الموفقين بين مذاهبه، وأن وفاته وانتقاله إلى جوار ربه "يعد خسارة لليمن والامة العربية والاسلامية جمعاء".
في السياق، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، آخر وصايا القاضي العلامة محمد بن اسماعيل العمراني، لليمنيين كافة، أو ما سماها "نصيحة"، وثقها أحد جلسائه، قبل أن توافيه المنية فجر الاثنين.
وبدأ العلامة العمراني، وصيته بقوله: أنصحهم أن يتقوا الله ويحافظوا على دينهم وتقاليدهم". مضيفا: ” وأن لا يتحزبوا، فيكونوا أحرارا, ولا يتحزبوا إلى أي حزب سياسي، ولا أي حزب ديني, وإنما يعملوا مثل ما أنا محايد لكل شيء“.
مختتما وصيته (نصيحته) التي تأتي امتدادا لنهجه المعتدل والنأي بفتاويه ودروسه عن السياسة وصراعاتها، وتجسد وسطية دين الاسلام، بقوله : ” هذا ما أنصحكم به بعد تقوى الله والمحافظة على الصلاة والصيام”.
ونعت وزارتا الاوقاف في صنعاء وعدن، ورابطة وهيئة علماء اليمن، وشخصيات حكومية وسياسية ومجتمعية، محدث الديار اليمنية في العصر الحديث، وفاة الفقيه المجتهد والمجدد، القاضي العلامة محمد بن اسماعيل العمراني.
وزير الاوقاف والارشاد السابق، الدكتور القاضي أحمد عطية، نعى الفقيد الراحل القاضي العلامة محمد العمراني، قائلا في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، قائلا: "البقاء لله وحده. وفاة الوسطية والإعتدال، رحم الله العلامة العمراني".
مضيفا في منشور على حائطه بموقع "فيس بوك" في نعي الراحل: "رحل شيخنا وأستاذنا ومن درسنا على يديه غالبية العلوم الشرعية والقضائية، العلامة محمد بن اسماعيل العمراني، بعد عمر حافل بالفقه والتدريس والقضاء".
وتابع الدكتور عطية قائلا: "رحل عن دنيانا ونحن في زمن بحاجة اليه كفقيه معتدل ووسطي غير متشدد.. في زمن أنصاف المتعلمين، وصغار المتفيهقين، ومدعي الفتاوى الفجة التي لا زمام لها ولا خطام، ورؤس الجهال".
مردفا: "وصدق رسول الله إذ قال: (إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ، حتَّى إذا لم يترُك عالمًا اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا، فسُئلوا فأفتوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا)، رحمه الله وعظم الله أجر اليمن والمسلمين عامة في هذا العلم العظيم".
من جانبه، نعى عضو مجلس النواب الشيخ محمد ناصر الحزمي الادريسي العلامة محمد العمراني، قائلا: "القاضي العلامة، المجتهد، البحر الزاخر في الفقه والحديث ،العالم بالمذاهب، محمد بن إسماعيل العمراني في ذمة الله".
وأضاف في تغريدة بموقع "تويتر" عقب ساعة على اذاعة نبأ وفاة العمراني: "رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى في الجنة، وعظم الله أجرنا وأجر ذويه ومحبيه وأجر الأمة الاسلامية وخلف علينا بخير، إنا لله وإنا إليه راجعون".
بدوره، قال عضو مجلس الشورى بصنعاء، والمكتب السياسي لجماعة الحوثي، حزام الاسد: "توفي الليلة بالعاصمة صنعاء القاضي محمد بن اسماعيل العمراني عن عمر ناهز المائة عام نسأل من الله له الرحمة والغفران ولأهله وذويه الصبر والسلوان".
ولم تقتصر بيانات النعي على الداخل اليمني بكل محافظاته، بل امتدت إلى الخارج، ومن ابرزها نعي رئيس قسم التفسير والحديث بكلية الشريعة في جامعة الكويت، الاستاذ الدكتور عبدالمحسن زبن المطيري، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
قال الدكتور المطيري: "إنا لله وإنا إليه راجعون. وفاة شيخنا المعمر العلامة القاضي الفقيه المحدث محمد إسماعيل العمراني اليمني، بعمر ناهز المائة قضى منها أكثر من ٨٠ سنة في العلم والتعليم والتوجيه والإجازة. رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وعظم الله اجر محبيه".
وكان مولد العلامة محمد بن اسماعيل العمراني، في ربيع اول سنة 1340هـ (1922م) بمدينة صنعاء القديمة، حيث تلقى تعليمه وعلوم الدين عن علماء اليمن، قبل أن يبدأ مسيرته في الاجتهاد والتجديد، ويصبح من اعلام علماء اليمن والامة الاسلامية في التاريخ الحديث.
https://youtu.be/hi8Vl7iS_Lw
