العربي نيوز:
اطلقت دولة الامارات، اعلانا غير متوقع، يجاهر بتحدي ابوظبي للمملكة العربية السعودية في اليمن، واعلان الرياض رسميا رفضها القاطع اجتياح "المجلس الانتقالي الجنوبي" حضرموت والمهرة وشبوة، وتأكيدها "الالتزام بالحفاظ على وحدة اليمن واستقراره". بتأكيد دعم ابوظبي لانفصال جنوب اليمن.
جاء هذا في تصريح جديد للمستشار السياسي لرئيس دولة الامارات، استاذ العلوم السياسية في الجامعات الاماراتية، الدكتور عبدالخالق عبدالله، رد على اعلان المملكة العربية السعودية رسميا رفضها التحركات الانفصالية وأنها لن تتراجع عن صون وحدة اليمن، بتأكيد دعم الامارات انفصال جنوب اليمن.
وقال المستشار الاماراتي، عبدالخالق في تصريحه المنشور ليل الجمعة (12 ديسمبر) في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): "على الأشقاء في اليمن توحيد الشمال اليمني الممزق إلى 3 اشمال ب 3 سلطات متنازعة،.. عليكم توحيد البيت الشمالي ودعوا الجنوب العربي يقرر مصيره".
سبق هذا رد المستشار الاماراتي على السعودية، بتصريح نشره ليل الخميس (11 ديسمبر)، في تدوينة قال فيها: "لن يكون اليمن واحدا موحدا كما كان عليه قبل سيطرة جماعة الحوثي الإيرانية على صنعاء. فالجنوب جنوب والشمال شمال وقدرهما التعايش والتجاور وليس التحارب والتشاجر".
مضيفا في تحدي اعلان المملكة العربية السعودية الخميس (11 ديسمبر) أن "الحفاظ على وحدة اليمن خيار استراتيجي لا تراجع عنه"، بقوله: "يكفي الشمال والجنوب حروبا وعليهما بناء اوطان مستقلة ومستقرة ومزدهرة بدعم من دول الخليج العربي". حسب تعبيره.
والخميس (11 ديسمبر)، اصدرت السعودية اعلانا جديدا وحازما، اكدت فيه رفضها القاطع تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد وسيطرة مليشياته محافظتي حضرموت والمهرة، وتمسكها بالدفاع عن وحدة اليمن، محذرة من "انزلاق حضرموت والمهرة لحرب لا طاقة لها بها".
تفاصيل: اعلان سعودي خطير بشأن اليمن
إلى ذلك، وجهت المملكة العربية السعودية رسميا، انذارا جديدا لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، على خلفية انتهاكه اتفاق التهدئة بحضرموت الذي رعته المملكة، واستمرار تصعيده وعدم استجابته لامر سحب مليشياته من محافظتي حضرموت والمهرة واحلال قوات "درع الوطن" محلها.
تفاصيل: انذار سعودي اخير لـ "الانتقالي" (فيديو)
ترافق هذا مع تنفيذ طائرات القوات الجوية الملكية السعودية، الثلاثاء (9 ديسمبر) طلعات لافتة على "مناطق وادي وصحراء حضرموت تجلى في تحليق مكثف وغير مسبوق لطائرات الأباتشي العسكرية التابعة للقوات الجوية السعودية"، ما اعتبره مراقبون تحذيرا سعوديا اخيرا للانتقالي الجنوبي" لتنفيذ امر سحب مليشياته.
تفاصيل: الطيران السعودي يتدخل بحضرموت
والسبت (6 ديسمبر)، اعلنت السعودية رسميا، رفضها اجتياح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، المحافظة والسيطرة على معسكراتها ومؤسسات الدولة فيها، وانتهاك اتفاق التهدئة الذي رعته السعودية، واصدرت اعلانا تضمن امرا مباشرا لـ "الانتقالي الجنوبي" بسحب مليشياته من حضرموت، وعودة الاوضاع لما كانت عليه.
تفاصيل: رسميا: أمر سعودي عاجل لـ "الانتقالي"
إلى ذلك، أصدرت الولايات المتحدة الامريكية، الثلاثاء (9 ديسمبر) أول اعلان لموقفها من تصعيد "الانتقالي الجنوبي"، انقلابه الجديد على الشرعية اليمنية واجتياحه محافظتي حضرموت والمهرة واسقاط معسكرات ومؤسسات الدولة فيهما، أكد تأييدها ودعمها الكامل قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي "ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة".
تفاصيل: اعلان امريكي بشأن حضرموت (بيان)
بالتوازي، اعلنت المملكة المتحدة البريطانية دعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، وتأييدها قراره بشأن انهاء التصعيد في محافظتي حضرموت والمهرة من جانب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بما في ذلك قرار الرئيس العليمي "ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة ومركزها القانوني".
تفاصيل: بريطانيا تعلن موقفها بشأن حضرموت
جاء هذا بعدما أطلع الرئيس العليمي في اجتماع بمقر اقامته بالرياض الاثنين (8 ديسمبر)، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".
تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب
وتزامن اعلان العليمي مع مسارعة الامارات الى اصدار اعلان استفز غضب اليمنيين وسياسيي السعودية ودول الخليج، اشهر اعترافها بما سمته "دولة الجنوب العربي" التي يسعى ذراعها السياسي والعسكري في اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي) الى فرضها بقوة مليشياته، عقب اجتياح الاخيرة محافظتي حضرموت والمهرة.
تفاصيل: الامارات تثير غضب اليمنيين (اعلان)
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.
