العربي نيوز:
تشهد العاصمة العُمانية حراكا دبلوماسيا اقليميا ودوليا واسعا، بشأن اليمن، في اطار وساطتها الجديدة بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، إثر تصعيد الاخيرة تهديداتها باستئناف هجماتها على المنشآت النفطية والاقتصادية للمملكة بزعم "تنصلها من استحقاقات اتفاق خارطة السلام وتبييت نوايا الحرب بدعم امريكي اسرائيلي".
اكدت هذا وزارة الخارجية العمانية في بيانات متلاحقة، نشرتها على حساباتها الرسمية بمنصة إكس (توتير سابقا)، وبثتها وكالة الانباء العمانية، عن لقاءات متتابعة مع جميع اطراف الصراع في اليمن، شملت نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى نعمان، ووزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، والمبعوث الاممي الخاص الى اليمن هانس غروندبيرغ.
وقالت الخارجية العمانية في بيان: إن "معالي وزير الخارجية بدر البوسعيد، التقى بمعالي الدكتور سيد عباس عراقجي، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وجرى خلال اللقاء استعراض مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، والتأكيد على ما تشهده من تطورات في شتى مجالات التعاون التي تعود بمزيد من المنافع على البلدين الصديقين".
مضيفة مساء الاحد (23 نوفمبر): "كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية، لاسيما الجهود المبذولة لخفض التوتر في المنطقة ودعم المسارات الدبلوماسية لمعالجة الأزمات. وأكّد الجانبان أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار ودعم مبادرات التنمية والسلام في المنطقة".
وذكرت وزارة الخارجية العُمانية في بيان اخر مقتضب إن وزير الخارجية العماني التقى الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي وزير الدولة بوزارة خارجية دولة قطر. وجرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام".
مضيفة: "كما أكدا حرصهما على مواصلة التنسيق والتشاور بما يعزز العمل المشترك ويدعم مساعي الأمن والاستقرار في المنطقة". من دون تفاصيل اضافية لمجريات اللقاء الذي حضره، الاحد (23 نوفمبر) مسؤولون من الجانبين، بينهم وكيل وزارة الخارجية العُمانية للشؤون السياسية الشيخ خليفة بن علي بن عيسى الحارثي، المعني بالملف اليمني.
وقالت وزارة الخارجية العمانية في بيان ثالث، إن وزير الخارجية العماني "التقى بسعادة هانس غروندبرغ، مبعوث الأمم المتحدة لليمن، بحضور الشيخ الحارثي "وجرى خلال اللقاء مناقشة الجهود الرامية لمساندة الأطراف اليمنية للانخراط في مسار التفاوض وصولًا لحل سياسي مستدام ينهي الأزمة في اليمن ويحقق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار".
في المقابل، اطلعت سلطنة عمان الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، على المستجدات في المفاوضات الجارية، عبر لقاء عقده الاحد (23 نوفمبر) وكيل وزارة الخارجية العُمانية للشؤون السياسية الشيخ خليفة بن علي بن عيسى الحارثي، المعني بالملف اليمني، مع سعادة مصطفى أحمد النعمان نائب وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالجمهورية اليمنية.
وقالت وزارة الخارجية العمانية في بيان مقتضب: إن اللقاء الذي حضره سفير اليمن بمسقط "تناول العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، كما تناول مستجدات القضية اليمنية، والمساعي التي تُبذل من أجل التوصل لحل سياسي وتوافقي بين الأطراف اليمنية؛ بما يحقق إنهاء الصراع وعودة الاستقرار لليمن الشقيق". من دون اي تفاصيل اضافية.
يترافق هذا الحراك الدبلوماسي الواسع في العاصمة العمانية مسقط، مع كشف مصادر دبلوماسية عربية وخليجية، السبت (22 نوفمبر) عن أن قيادة المملكة العربية السعودية "بدأت النظر بجدية" في ستة مطالب رئيسة اطلقتها جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، من المملكة وقرنتها بتهديدات استئناف هجماتها على المنشآت النفطية والاقتصادية السعودية.
تفاصيل: السعودية تنظر بستة شروط حوثية
وتتابع هذه التطورات في اعقاب دفع السعودية بوساطة عُمانية لاحتواء تصعيد جماعة الحوثي ومنع نسف الهدنة وانزلاق الجانبين في الحرب مجددا، على خلفية اتهام جماعة الحوثي للسعودية بـ "التنصل من استحقاقات اتفاق خارطة السلام"، وبأنها "تبيت نوايا استئناف الحرب (على الجماعة) بدعم امريكي اسرائيلي".
التزمت السعودية باتفاق الهدنة المبرم بين التحالف ومجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي، المعلن مطلع ابريل 2022م، رغم الضغوط الامريكية على السعودية للمشاركة في الحملة العسكرية التي نفذها الرئيس جو باييدن ثم حملة الرئيس دونالد ترامب، ضد جماعة الحوثي على خلفية استهدافها الكيان الاسرائيلي "اسنادا لغزة".
وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)
يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.
