الأحد 2025/11/23 الساعة 01:51 ص

السعودية تنظر بستة شروط حوثية

العربي نيوز:

كشفت مصادر دبلوماسية عربية وخليجية، عن أن قيادة المملكة العربية السعودية "بدأت النظر بجدية" في ستة مطالب رئيسة اطلقتها جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، من المملكة وقرنتها بتهديدات استئناف هجماتها على المنشآت النفطية والاقتصادية السعودية.

وأكدت مصادر سياسية نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن "ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان، متمسك بدعم جهود انهاء الحرب في اليمن واحلال السلام وفق خارطة الطريق الى السلام الشامل في اليمن، التي رعت المملكة والسلطنة تفاهماتها".

موضحة أن "المملكة العربية السعودية تقف دائما مع السلام وضد استمرار الحرب في اليمن، وتدعم بقوة جهود سلطنة عمان والمبعوث الاممي الخاص الى اليمن في تقريب وجهات نظر مختلف الاطراف اليمنية باتجاه المضي قدما بتنفيذ التزاماتها باتفاق خارطة السلام".

والأربعاء (19 نوفمبر) جددت جماعة الحوثي الانقلابية، الاعلان رسميا، على لسان قيادات بارزة في مكتبها السياسي، عن ما سمته "نفاد الوقت المتاح امام السعودية للايفاء باستحقاقات اتفاق السلام"، وجددت التصريح بأن البديل سيكون "الحاق اضرار بالغة هي بغنى عنها".

تصدر لهذه التصريحات الحوثية، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي الانقلابية، القيادي البارز علي القحوم، عبر نشره بيانا (مقالا مطولا)، على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، ليل الثلاثاء (18 نوفمبر) تداولته على نطاق واسع وسائل اعلام الجماعة وكذا الموالية لها.

وسرد القحوم في تدوينته: 6 شروط للسلام مع السعودية، قائلا"طريق السلام معروفة والأبواب مفتوحة إن كانت السعودية جادة ويتمثل في وقف العدوان وفك الحصار وإنهاء الاحتلال وجبر الضرر وإعادة الإعمار وإطلاق الأسرى ومن ثم تمكين اليمنيين من حل مشاكلهم في أجواء هادئة ومستقرة دون وصاية وهيمنة خارجية مع إحترام سيادة واستقلال اليمن".

يأتي هذا التسريب عقب يوم على ابرام الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية، اتفاقا جديدا بشأن اليمن، والتطورات المتسارعة التي يشهدها، على خلفية تنامي القدرات العسكرية لجماعة الحوثي الانقلابية، وتبادلها الهجمات مع الكيان الاسرائيلي طوال عامي "طوفان الاقصى" بزعم "اسناد غزة ومقاومتها".

سرب هذا الاتفاق، مستشار البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة، جون كيلي، الخميس (20 نوفمبر)، بإعلانه تأكيد واشطن ضرورة "تشديد الحصار على الحوثيين وتوسيعه ليشمل مواد جديدة، وربطه بأي اتفاق يتعلق بسفن الشحن في بحر العرب وخليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر".

ترافق هذا الاعلان الامريكي مع ابرام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته واشنطن، مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب اتفاقيات تسليح للسعودية بقيمة 600 مليار دولار تشمل 300 دبابة و45 مقاتلة إف-35، ما اعتبر مؤشرا على دعم استئناف السعودية الحرب مع الحوثيين.

في السياق، نفسه، كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشفت الاثنين (17 نوفمبر) في تقرير، أن "زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للولايات المتحدة الامريكية تأتي بدفع فشله فشلاً ذريعاً في تحقيق سياسته تجاه اليمن وجماعة الحوثي، والمنطقة، والتي رسمها قبل 10 سنوات".

وتتزامن هذه التوجهات الامريكية السعودية، مع بدء سلطنة عمان وساطة بين السعودية وجماعة الحوثي، إثر تصعيد الاخيرة تهديداتها باستئناف هجماتها على المنشآت النفطية السعودية، بزعم "تنصل السعودية من استحقاقات اتفاق السلام وتبييتها نوايا استئناف الحرب بدعم امريكي اسرائيلي".

تفاصيل: اعلان مثير من مسقط بشأن اليمن !

جاء هذا بعدما اصدر مجلس الامن الدولي، الجمعة (14 نوفمبر)، قرارا امتنعت روسيا والصين عن التصويت عليه، قضى بتجديد ولاية فريق الخبراء بلجنة العقوبات على اليمن عاما، وأكد "عدم وجود حل عسكري للصراع في اليمن"، داعيا إلى "استكمال الانتقال السياسي وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني".

تفاصيل: اليمن يعصف بمجلس الامن (قرار)

وتتابع هذه التطورات في اعقاب دفع السعودية بوساطة عُمانية لاحتواء تصعيد جماعة الحوثي ومنع نسف الهدنة وانزلاق الجانبين في الحرب مجددا، على خلفية اتهام جماعة الحوثي للسعودية بـ "التنصل من استحقاقات اتفاق خارطة السلام"، وبأنها "تبيت نوايا استئناف الحرب (على الجماعة) بدعم امريكي اسرائيلي".

التزمت السعودية باتفاق الهدنة المبرم بين التحالف ومجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي، المعلن مطلع ابريل 2022م، رغم الضغوط الامريكية على السعودية للمشاركة في الحملة العسكرية التي نفذها الرئيس جو باييدن ثم حملة الرئيس دونالد ترامب، ضد جماعة الحوثي على خلفية استهدافها الكيان الاسرائيلي "اسنادا لغزة".

وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)

يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.