العربي نيوز:
سربت جماعة الحوثي الانقلابية، معلومات جديدة صادمة، لم تعلنها مسبقا، عن ملابسات هروب الرئيس الاسبق علي عفاش من منزله في العاصمة صنعاء عقب اندلاع الاشتباكات بينها وبين قواته، بالتزامن مع بث قناة "العربية" السعودية، فيلما وثائقيا، اكد هروب عفاش من صنعاء ومقتله خارج العاصمة صنعاء.
جاء هذا في سياق تعليق جماعة الحوثي على ما تضمنه الفيلم الوثائقي "على عبدالله صالح .. المعركة الاخيرة" الذي انتجته وبثته قناة "العربية"، من تأكيد الرواية الرسمية للجماعة، فقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمكتب السياسي للجماعة، القيادي البارز حسين العزي: "وثائقي العربية أظهر مصداقيتنا ومظلوميتنا".
مضيفا في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): "أقر المتحدثون بأن صاحبهم لم يكن صادقاً معنا وأنه كان يبيت الغدر من أول يوم بينما كنا نزهو بنوايانا البيضاء ونتعامل بنقاء الأجداد وطهر الأنبياء". وأردف: "مؤلم أن يطعنك أخوك في الظهر وأنت تصد العاديات وتذود عن الحمى ضد غزو خارجي".
ومن جانبه، كشف عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، حزام الاسد، عن تفاصيل جديدة لهروب علي عفاش من منزله في صنعاء. وقال: "هروب عفاش واختيار الإمارات للجوبة حينها كمقرٍّ لتمركزه لم يكن عبثيًا، بل جاء ضمن ترتيبات مدروسة بعد طردها من كامل محافظة مأرب على يد الميليشيات الموالية للسعودية".
مضيفا: "سعت الإمارات حينها إلى تشكيل معسكر رديف بقيادة عفاش، يوازن ميليشيات حزب "الإصلاح" الموالية للرياض، في إطار صراع النفوذ داخل مأرب. وكان من ضمن الخطة تجنيد التكفيريين من مركز السلفيين بمنطقة العمود بالجوبة، التابع للحجوري الموالي لعفاش والمناوئ للإخوان، لتشكيل قوة دينية متشددة تخدم التوجه الإماراتي".
وتابع في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): "لم يكن الهدف فقط تعزيز موطئ قدم للإمارات شرقًا، بل كذلك استخدام عفاش كورقة تخريبية تستهدف المناطق الحرة والمستقرة التابعة للعاصمة صنعاء، وإبقاء الداخل في حالة إرباك واستنزاف دائم". ومضى قائلا: "ما كانت الإمارات تديره في الجوبة أنذاك، يعيد إلى الأذهان مشهدًا آخر".
مردفا: "حين كان الطيران الإماراتي المعادي يقصف منازل علي محسن وحميد الأحمر وقيادات الإصلاح بصنعاء، في الوقت الذي كانت الطائرات السعودية تستهدف منزل عفاش وتبّة توفيق ومنازل آل عفاش في بيت معياد وبيت الأحمر وغيرها!ومع ذلك، واصل طرفا الارتزاق السير خلف مشغّليهم، بلا اعتبار لوطن أو قضية".
وعبرت الناشطة السياسية والحقوقية اليمنية الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل عبدالسلام كرمان، ولأول مرة، عن إشادتها بنجل الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في سياق تعليقها على إفادته في الفيلم الوثائقي لقناة العربية السعودية "علي عبدالله صالح .. المعركة الاخيرة"، وأيدته في ما قال بوصفه "قال الحقيقة".
جاء هذا في تدوينة نشرتها توكل كرمان على حائطها بمنصة "فيس بوك" ليل الاحد (27 يوليو)، وقالت فيها: "مدين علي عبدالله صالح قال الحقيقة حول مصرع والده، قتل فارا بعد أن خان الجمهورية وأسقطها على أمل أن يعيده التحالف إلى الحكم". وأردفت: "أخيرا وجدنا واحد من عائلة عفاش جدير بالاحترام".
شاهد .. توكل كرمان تشيد بنجل عفاش
وفجر مدين، نجل الرئيس الاسبق علي عفاش، مدين عفاش، مفاجأة صادمة، وصفت بأنها قنبلة اعلامية مدوية، في اول حديث اعلامي له عن ملابسات اشتباكات والده مع جماعة الحوثي، نهاية العام 2017م، ومكان اصابة والده ثم مقتله والامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، عارف الزوكا، ودوره واشقائه في الاشتباكات.
مؤكدا في فيلم وثائقي عرضته قناة "العربية" ليل السبت (25 يوليو): أن والده علي عفاش وامين عام المؤتمر الشعبي عارف الزوكا لم يقتلا في منزل الثنية بصنعاء، بل في قرية الجحشي، بالقرب من قرية حصن عفاش بسنحان، بعدما "غادرا منزل عفاش في الثنية بحي الكميم في العاصمة صنعاء، في ثلاثة مواكب للتمويه".
وقال: إن علي عفاش، قرر مغادرة منزله في الثنية وسط العاصمة صنعاء، عقب ايام من تطويق مقاتلي جماعة الحوثي حي الكميم وارسال الجماعة وسطاء متلاحقين لتخييره بين إنهاء الاشتباكات واعتزال السياسة أو مواصلة القتال ومواجهة مصيره "لاعتقاد صالح بتغير موازين المعركة لصالحه اذا انتقل الى مكان آخر".
مضيفا: إن سيارات المواكب الثلاثة تعرضت جميعها لكمائن الحوثيين، ولم تنج منها سوى سيارة كنت واخي صلاح فيها مع الزعيم، وبعد اعطاب سيارتنا في قرية الجحشي قبل وصولنا الى حصن عفاش في سنحان، اشتبك الزعيم مباشرة مع الحوثيين، وأصيب بطلقتين في ساقه وفي صدره، قبل مقتله".
وأوضح أن الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، عارف الزوكا، هو ايضا واثناء محاولته الوصول الى قرية الحصن في سنحان "قتل في القرية نفسها (الجحشي) بعدما قاتل حتى النهاية، بينما اعتقلني الحوثيين مع آخرين''. بينهم شقيقه صلاح، من دون ان يفصح عن دوره واشقائه في الاشتباكات ومشاركتهم فيها من عدمها.
شاهد .. فيلم علي عبدالله صالح المعركة الاخيرة (فيديو)
وأكدت رواية نجل عفاش، الرواية الرسمية التي بثتها جماعة الحوثي، في الرابع من ديسمبر عام 2017م، والمتناقضة مع الرواية التي ظلت وسائل اعلام اسرة عفاش، تصر عليها، والتي تزعم بأن "علي عفاش لم يهرب وظل بمنزله يقاتل الحوثيين مدافعا عن نفسه حتى استشهاده داخل منزله في الثنية بحي الكميم جنوبي العاصمة صنعاء".
وتحالف الرئيس الاسبق علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد والمستبد، وسلم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ظنا منه انه سيستطيع الانقلاب على حلفائه الجدد كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.
لكن المواجهات المسلحة بين شريكي الانقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش وطارق عفاش، اندلعت مطلع ديسمبر 2017، وحسم الحوثيون المعركة في ثاني ايام دعوة عفاش اليمنيين في خطاب مصور الى الانتفاضة على الحوثيين، في حين استطاع طارق عفاش الفرار الى شبوة منها عدن قبل تنصيبه وكيلا للامارات بالساحل الغربي.
يشار إلى أن جماعة الحوثي اعلنت على لسان ناطقها، أن علي عفاش اختار المواجهة على التهدئة والصلح وقاتل حتى قتل، وجرى دفنه بحضور عدد من افراد اسرته وقيادات في المؤتمر الشعبي العام". نافية تعرضه للاغتيال او الاسر، ومشددة على أنه "اختار نهايته بنفسه واشعل المواجهة المسلحة بالتنسيق مع التحالف وقاتل حتى قتل".