العربي نيوز:
أصدرت جماعة الحوثي الانقلابية، اعلانا مفاجئا وصف بالجريء والخطير في آن معا، تحدثت فيه لأول مرة عن استعدادها "التوقيع فورا على خارطة الطريق الى السلام في اليمن"، ورفضها "اي ضغوط لتجميد الخارطة"، وتوعدها في الوقت نفسه بـ "بديل كارثي عن التوقيع"، في تهديد لدول التحالف والولايات المتحدة الامريكية.
جاء هذا على لسان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي عفاش، غير المعترف بها، جمال عامر، لدى لقائه الثلاثاء (17 ديسمبر) مدير مكتب المبعوث الاممي إلى اليمن بصنعاء محمد الغنام، والمستشار الاقتصادي بالمكتب، ديرك يان أومتزيغت.
ونقلت وكالة الانباء (سبأ) التابعة لسلطات الحوثيين عن الوزير الحوثي قوله: "إن موقف صنعاء واضح ولا يحتمل أي لبس بشأن استعدادها الفوري للتوقيع على خارطة الطريق، باعتباره المدخل لبدء عملية التسوية السياسية في اليمن". لكنه تحدث عما سماه "نتائج عكسية لأي ضغط باتجاه تجميد خارطة الطريق".
مضيفا: "أي حديث عن أن خارطة الطريق مجمدة في الوقت الحالي، يأتي في إطار الاستجابة للضغوط الأمريكية على صنعاء لوقف عملية الدعم والاسناد لقطاع غزة، وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً، كونه لا علاقة بين ملف السلام والتوقيع على خارطة الطريق وبين ملف التصعيد في البحر الأحمر، وأي ضغط بهذا الاتجاه ستأتي بنتائج عكسية".
وأشارت وكالة "سبأ" في صنعاء إلى أن الوزير الحوثي استمع إلى إحاطة المستشار الاقتصادي لمكتب المبعوث الأممي في صنعاء، بـ "نتائج لقاءاته مع عدد من المسؤولين عن الملف الاقتصادي بصنعاء والنقاشات البناءة التي تمت، للخروج من دائرة الأماني والأحاديث إلى دائرة اتخاذ خطوات عملية متفق عليها".
موضحة أنه علق على الاحاطة الاممية بقوله: إن "البداية الصحيحة لمعالجة الملف الاقتصادي تتمثل في وضع محددات ومعايير متفق عليها لعمل اللجنة الاقتصادية المشتركة، وحصر نقاط الخلاف والبدء من نقاط الالتقاء، بحيث تكون مخرجات عمل اللجنة الاقتصادية المشتركة مُلبية لتطلعات الشعب اليمني".
ونقلت الوكالة عن مدير مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بصنعاء، محمد الغنام، قوله: إن "خارطة الطريق هي القناة المتفق عليها للمضي قدماً في ملف السلام في اليمن". وعن المستشار الاقتصادي للمكتب ديرك يان أومتزيغت، قوله: إن "النقاش الذي أجراه بصنعاء كان إيجابياً".
شاهد .. اعلان مفاجئ للحوثيين بشأن خارطة السلام
يتزامن هذا مع تسريب معلومات عن استضافة الرياض، أول جولة مفاوضات بين الشرعية اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية، لتنفيذ خارطة الطريق للسلام، بشأن الملف الاقتصادي واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب جميع موظفي الدولة وتوحيد البنك المركزي اليمني وطبعات وسعر صرف العملة المحلية.
تفاصيل: الرياض تزف بشرى سارة لجميع اليمنيين
ويؤكد هذا التسريب، تراجع الشرعية عن قرار الحسم العسكري، بفعل "ضغوط سعودية غير مسبوقة، استطاعت الغاء أو تأجيل معركة الحسم للحرب" مع جماعة الحوثي الانقلابية، في اللحظات الاخيرة السابقة لقرار استئناف الحرب بمختلف الجبهات، بموجب الخطة العسكرية المقررة باتفاق ابوظبي.
تفاصيل: ضغوط سعودية تكنسل معركة الحسم !
جاء التراجع عقب يومين، على طلب الشرعية اليمنية، رسميا، تدخلا عسكريا امريكيا واسعا في اليمن دعما لمعركة الحسم مع الحوثيين، التي كان اقرها اتفاق ابوظبي بشأن استئناف الحرب في اليمن لانهاء تهديدات الحوثيين للملاحة، عبر تحالف اقليمي بقيادة الامارات ودعم اميركا وبريطانيا.
تفاصيل: الشرعية تطلب رسميا تدخلا امريكيا عسكريا
واختارت اميركا قائدا عسكريا يمنيا لمهمة حاسمة، شبهتها بمهمة الحسم السريع في سوريا، وأكدت أنها تراهن عليه في الاطاحة بجماعة الحوثي بدءا من الساحل الغربي لليمن وصولا الى العاصمة صنعاء، وقدرته على استغلال العقيدة القتالية السُنية للمقاتلين الإخوان والسلفيين، في التشكيلات المدعومة من السعودية والامارات.
تفاصيل: امريكا تتبنى قائدا لمعركة صنعاء (اسم+ سيرة)
يترافق هذا مع تأكيد دبلوماسيين وسياسيين، تبني السعودية، حلا صادما لانهاء الحرب في اليمن، يقضي بدعمها تسليم حكم اليمن خلال المرحلة الانتقالية لتحالف يضم حزب الرئيس الاسبق علي صالح عفاش في صنعاء و"الشرعية" وجماعة الحوثي، وبدأت اجراءات تنفيذيه لهذا المسعى، وضغوطا على باقي القوى والاطراف لدعم مساعيها.
تفاصيل: السعودية تسلم اليمن لتحالف عفاش والحوثي !
وتتوافق هذه التسريبات الدبلوماسية والسياسية، مع اصدار جماعة الحوثي، الاحد (8 ديسمبر) اعلانا مفاجئا بشأن الحرب في اليمن و"ملل الشعب"، و"رفض العودة الى نقطة الصفر"، في اول رد على ترتيبات استئناف الحرب وبدء معركة الحسم المُقرة في اتفاق ابوظبي بتشكيل تحالف اقليمي بقيادة الامارات ودعم امريكا وبريطانيا.
جاء هذا خلال لقاء جمع في العاصمة صنعاء، الاحد (8 ديسمبر) وزير الخارجية بحكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي غير المعترف بها دوليا، مع المسؤول السياسي بمكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، روكسانه بازرجان، وتضمن تقديم الجماعة عرضا مفاجئا وصف بأنه "أول تنازل للسلام".
ونقلت وكالة الانباء (سبأ) التابعة لسلطات الحوثيين في صنعاء، عن الوزير الحوثي جمال عامر أن حكومته "تدعم تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة بإشراف أممي لإدارة وتصدير الثروات النفطية وإيداع إيراداتها لمواجهة عملية صرف مرتبات موظفي الدولة". معتبرا اللجنة "بمثابة الأساس لمعالجة بقية القضايا الاقتصادية والخدمية العالقة".
مشيرة إلى أن الوزير الحوثي عزا موافقة الجماعة على تشكيل اللجنة الى ان "الشعب اليمني ملّ من أي تسويف مرتبط بمستقبله". حسب تعبيره. ومطالبته المبعوث الاممي الى اليمن ومكتبه بأن "لا يقتصر دورهم على حمل الرسائل فقط" و "أن يكون لديه مبادرات وتوصيات واضحة وعملية لتحقيق السلام والبناء على الخطوات والاتفاقات السابقة وليس العودة إلى نقطة الصفر".
كما طالب وزير خارجية حكومة الحوثي والمؤتمر الشعبي، المبعوث الاممي والأمم المتحدة بـ "موقف واضح من الدور الامريكي المعرقل لعملية السلام في اليمن". زاعما أن "المبعوث الأممي يعلم أن من أوقف استكمال إجراءات توقيع خارطة الطريق هي واشنطن التي ربطت مسألة التوقيع بالتصعيد في البحر الأحمر ".
شاهد .. الحوثيون يعلنون اول تنازل للشرعية
سبق الاعلان الحوثي، أول تأكيد صادر عن الامم المتحدة لاتفاق ابوظبي بشأن استئناف الحرب وبدء خيار الحسم العسكري في اليمن، عبر تحالف اقليمي بقيادة الامارات، يحظى بدعم امريكي بريطاني لانهاء تهديدات جماعة الحوثي للملاحة وهجماتها المتصاعدة على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الدول الداعمة له.
تفاصيل: تأكيد اممي لاتفاق الحسم العسكري باليمن
وتزامن هذا الاعلان الخطير من المبعوث الاممي، مع تسريب مصادر دبلوماسية، استخدام واشنطن جميع اوراق ضغطها على السعودية، لتعطيل ما وصفته "خطوة متهورة ومتسرعة"، تعتزم المملكة الاقدام عليها، مع جماعة الحوثي الانقلابية، في اطار التقارب المتسارع مؤخرا بين المملكة والجماعة، بوساطة ايرانية.
تفاصيل: امريكا تمنع هذه الخطوة السعودية الحوثية
جاءت الضغوط الامريكية على المملكة العربية السعودية لايقاف اندفاعها نحو توقيع خارطة السلام مع جماعة الحوثي، بعدما "رفضت المملكة المشاركة في تمويل هذه الخطة او التنسيق لها بدعوى أنها تتعارض ومصالح المملكة في المرحلة الراهنة المقرونة بالتهدئة". حسب ما أكدت المصادر الدبلوماسية.
تفاصيل: السعودية تحسم موقفها من خطة الحسم باليمن
وبدأت السعودية مؤخرا، تحركا دبلوماسيا لافتا مع الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي بشأن احلال السلام في اليمن، بعد التفاهمات مع ايران، وابرام الاخيرة اتفاقا مع جماعة الحوثي بشأن ترتيبات التوقيع على اتفاق "خارطة السلام" التي افضت اليها مفاوضات السعودية والحوثيين بوساطة سلطنة عمان.
تفاصيل: بدء تنفيذ اتفاق سعودي ايراني حوثي !
استطاعت ايران، نهاية نوفمبر الفائت، بطلب سعودي، ابرام اتفاق بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، بشأن ترتيبات تسريع اجراءات التوقيع على اتفاق "خارطة الطريق الى السلام في اليمن" التي افضت اليها مفاوضات الجانبين في مسقط وصنعاء والرياض طوال عامين بوساطة عمانية.
كشفت هذا الاحد (23 نوفمبر)، مصادر دبلوماسية متطابقة، أفادت بأن المملكة وبعيدا عن الشرعية، أرسلت رسالة إلى إيران طلبت فيها من طهران إقناع الحوثي بالدخول في مفاوضات مباشرة بين السعودية وحكومة صنعاء من تحت الطاولة، واستعدادها لتنفيذ كل مطالب حكومة صنعاء بشرط واحد".
مضيفة: "اشترطت المملكة أن يكون الظاهر أمام الجميع ان توقيع الاتفاق بين حكومة صنعاء ومجلس القيادة الرئاسي". وأردفت: "لكن صنعاء رفضت أن يتم ذلك مع أعضاء المجلس الرئاسي الحالي، وتحفظت على بعض اعضائه، والسعودية أبدت مرونة وموافقة على الدفع بتغيير في الرئاسي لإنجاح الاتفاق".
وتابعت: "الحوثي رفض التفاوض مع البعض في المجلس الرئاسي، بزعم أن هذا المجلس سيكون عائقا ولن يقبل بخارطة الطريق، ومن ثم عرضت السعودية على الحوثي موافقتها تغيير بعض اعضاء المجلس الرئاسي، وطلب الحوثي صرف المرتبات قبل التفاهم على تغيير بعض اعضاء المجلس".
تفاصيل: ايران تبرم اتفاقا بين السعودية والحوثيين
وأكد هذه التسريبات الدبلوماسية والسياسية، نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين والمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي عفاش، القيادي البارز حسين العزي، في تصريح مثير للجدل نشره الاحد (24 نوفمبر)، على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا).
القيادي الحوثي حسين العزي، والذي يشغل منصب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المكتب السياسي لجماعة الحوثي، قال في تصريحه: "قطعت صنعاء والرياض شوطاً مهماً على طريق السلام وتظهران تصميماً تضامنياً مشتركاً على إنجاز هذه الغاية النبيلة". حسب تعبيره.
مضيفا في تعزيز التسريبات الدبلوماسية عن التفاهمات المبرمة مؤخرا بين المملكة والجماعة عبر ايران: "لذلك لن تسمحا لأي طرف فرعي داخل التحالف بمواصلة عرقلة هذا المسار". وأردف قائلا: "واعتقد من المهم أيضا أن تتخلى امريكا عن موقفها المعيق للسلام".
شاهد .. ايران تبرم اتفاقا بين المملكة والحوثيين
وشرعت المملكة العربية السعودية، الاسبوع الفائت، في تنسيق سياسي وعسكري مع ايران، على ارفع مستوى، في سياق استكمال "ترتيبات مريبة للاعتراف بجماعة الحوثي رسميا، على حساب التخلي عن الشرعية اليمنية". حسب ما كشفه سياسيون بارزون، سعوديون ويمنيون، ليل الخميس (14 نوفمبر).
كشف هذا سياسيون بارزون، سعوديون ويمنيون، عن ما سموه "صفقة كبرى" قالوا ان السعودية ابرمتها مع ايران والولايات المتحدة الامريكية على حساب الشرعية اليمنية والتخلي عنها، لصالح جماعة الحوثي الانقلابية وايقاف هجماتها المتصاعدة على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الشركات المتعاونة معه والدول الداعمة له.
وأكد سياسيون سعوديون واقليميون أن "السعودية ماضية في تعزيز علاقاتها مع ايران، على المستوى العسكري". لافتين إلى "زيارة رئيس اركان جيش السعودية الى ايران ومباحثاته مع نظيره بهذا الشأن". وإلى "ادانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قمة الرياض الاخيرة، الهجمات الاسرائيلية على ايران".
مشيرين إلى تأكيد الولايات المتحدة الامريكية مرارا في الاشهر الاخيرة، على لسان مسؤوليها في الخارجية الامريكية ووزارة الدفاع (البنتاغون) "تحفظ السعودية ورفضها استئناف الحرب في اليمن بزعم انه ليس في صالح المملكة الان". وإلى "تمسك الرياض بخارطة السلام التي توصلت اليها مع جماعة الحوثي".
تفاصيل: تنسيق سعودي ايراني على حساب اليمن !
ويتوافق هذا مع ما كشفه سياسيون في الولايات المتحدة الامريكية عن نوايا الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن حرب اليمن، وتجاه جماعة الحوثي الانقلابية، وأنه "لا ينوي خوض حرب في اليمن" لكنه "سيلجأ الى خيارات اخرى بينها مسار دبلوماسي واقتصادي" لكبح تصعيد الحوثيين هجماتهم على الكيان الاسرائيلي وسفنه.
تفاصيل: كشف نوايا ترامب بشأن حرب اليمن
تأتي هذه التطورات، عقب اعلان المبعوث الاممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، السبت (23 ديسمبر)، تبني الامم المتحدة اتفاق السعودية والحوثيين واطراف الشرعية، على "خارطة طريق للسلام في اليمن"، والتزامهم بتنفيذ تدابير إنسانية واقتصادية، ذكر بينها استنئاف صرف الرواتب وفتح المطارات والموانئ والمنافذ والطرقات.
تفاصيل: حصريا .. موعد توقيع اتفاق السلام والمرتبات
وعقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ومباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، افضت إلى ما سمي "خارطة الطريق للسلام في اليمن" قبل ان تعلن الامم المتحدة تبنيها في ديسمبر 2023م، بما تضمنته من اعتراف بسلطة الحوثيين وانفاذ لشروطهم.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا القيادي الحوثي !
يشار إلى ان السعودية دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.