الخميس 2024/12/26 الساعة 09:44 م

العربي نيوز:

أظهر مقطع فيديو، متداول على نطاق واسع بمنصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، مشاركة "الوية العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات في اليمن، بالمعارك المشتعلة مجددا في سوريا، في صفوف الفصائل المسلحة السورية وقوات المعارضة.

وتُظهر مقاطع الفيديو المتداولة، الفصائل المسلحة السورية اثناء اقتحامها مدينتي حلب وحماة، وهي تردد اناشيد قتالية خاصة بألوية "العمالقة الجنوبية" في اليمن، بينها نشيد "جيناكم جيناكم" الذي اشتهر بأدائه منشد "العمالقة الجنوبية" عبدالقادر الجيلاني.

شاهد .. العمالقة الجنوبية تشارك بمعارك سوريا (فيديو)

اثارت مقاطع الفيديو، جدلا واسعا بين اوساط اليمنيين، حول دلالة استخدام الفصائل المسلحة السورية لاناشيد "العمالقة الجنوبية"، وما إذا كان يدل على تواصل بين الجانبين وعلاقة قائمة بينهما، خصوصا وانهما يلتقيان في العقيدة القتالية السلفية الجهادية.

وتزامن هذا مع اصدار تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" بيانا يعلن فيه تأييد العمليات العسكرية للفصائل المسلحة في سوريا بوصفها "عمليات مباركة من بها الله على سوريا وشعبها"، متهما قوات الجيش السوري بأن "قصفها للمدن يفوق ما يفعله اليهود في فلسطين".

في السياق، سبق أن سجل "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب واليمن"، سابقة لا مثيل لها، وانبرى لأول مرة للدفاع عن الوية "العمالقة الجنوبية"، وتبرئتها من الاتهامات الموجهة له بالتواطؤ معه في عملية اغتيال قيادي بارز بمليشيا "الانتقالي الجنوبي" في ابين، (21 اغسطس).

تفاصيل: "القاعدة" تدافع عن "العمالقة" لأول مرة ! 

وارتبط قائد "العمالقة الجنوبية"، الشيخ السلفي عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) بأجنحة سلفية ضمن تنظيم "القاعدة" وعلاقات وثيقة مع اميركا ترجع لحقبة تحشيد اجهزة الاستخبارات الامريكية المقاتلين العرب إلى افغانستان نهاية عقد السبعينيات، لمواجهة زحف الاتحاد السوفيتي سابقا نحو منابع الثروات في المنطقة.

تفاصيل: خفايا مثيرة للقاء المحرمي وسفير امريكا

كما مولت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم من القيادات.

تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)

وسبق لقيادات بارزة في مجلس ومليشيا "الانتقالي الجنوبي" أن أكدت استعانة الامارات بقيادات وعناصر تنظيم "القاعدة" في معركة تحرير عدن 2015م، واستيعابهم لاحقا ضمن مليشيات أحزمة ودعم واسناد "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" و"قوات النخبة" الممولة من الامارات حتى اليوم.

تفاصيل: قيادي بالانتقالي يعترف بتجنيد "القاعدة" (فيديو)

كما وجهت المملكة العربية السعودية، مطلع يوليو 2023، ولأول مرة، اتهاما مباشرا إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، باحتوائه قيادات وعناصر تنظيم "القاعدة" في مليشياته المسماة "الحزام الامني" و"الدعم والاسناد" و"قوات النُخب"، على خلفية تطاول قيادات "الانتقالي" على قيادة المملكة.

تفاصيل: اول اتهام سعودي للانتقالي برعاية الارهاب (وثيقة)

ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.