الخميس 2024/09/19 الساعة 03:28 م

اعلان خطير وغير مسبوق لـ

العربي نيوز - ابين:

أصدرت قيادة مليشيا "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، "اعلانا خطيرا وغير مسبوق" بنظر المراقبين للشأن اليمني، ردا على اول ادانة حكومية رسمية لها بالارتباط والتواطؤ مع "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب واليمن"، في دفن اسرار خطيرة لهجوم مودية الدامي، واغتيال قيادي بارز في مليشيا "الانتقالي الجنوبي".

وأقرت قيادة "العمالقة الجنوبية" لأول مرة، عمَّا سمته "اختراق" صفوفها من تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب واليمن" في سياق تبريرها تورطها في هجوم مودية الدامي على مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، واغتيال قائد كبير في الاخيرة وعدد من مرافقيه، عبر هجوم مباغت امطرهم بالنيران، في نقطة مفرق القوز بمديرية مودية في محافظة ابين.

جاء هذا في بيان اصدرته قيادة ما يسمى "اللواء 32 عمالقة جنوبية" و"اللواء الخامس عمالقة" (ب) سابقآ، عن الاشتباكات بين طقم تابع لها ونقطة " المقوز" التابعة لمليشيا حزام "الانتقالي الجنوبي" في مودية شرقي محافظة ابين، واغتيال قائد مليشيا حزام "الانتقالي" في مديرية المحفد ومرافقه الشخصي واصابة ثلاثة اخرين، بنيران مسلحين على متن طقم تابع لمليشيا "العمالقة".

وزعمت قيادة "العمالقة الجنوبية" في بيانها: ان "الاشتباكات "حادثة مؤلمة ومؤسفة وغير متوقعة قتل فيها الاخوة بالخطاء"، وأن "ركن استطلاع الكتيبة الاولى في اللواء 32 عمالقة وافي عبدالله عمر درعان اثناء عودته من اجازته في لودر، برفقة شقيقه طارق وابن أخته الآخر، متجها الى عمله في شبوة، صادف اثنين مسلحين يطلبان تعبيرهما فأطلعهما الى حوض الطقم لفعل الخير".

مضيفا في تبرير ارتباط "العمالقة" مع تنظيم "القاعدة" : ان الطقم لم يكن يعلم انهما ارهابيين "واستمروا في طريقهم إلى أن وصلوا نقطة القوز وعندها استوقفهم قائد قطاع حزام المحفد ومعه مجموعة من الأفراد، وبكل احترام وقفوا له ليتفاجئ الكل ببدء الإرهابيين بضرب قائد النقطة وقتله وكذا أحد أفراده وعلى الفور باشر أفراد النقطة كل من في الطقم بوابل من الرصاص وقتلوهم جميعاً البريء والأثيم".

شاهد .. قيادة "العمالقة" تقر بارتباطها مع "القاعدة"

وصدرت ليل الاثنين (19 اغسطس)، أول إدانة رسمية لمليشيا "العمالقة الجنوبية" بالتواطؤ مع "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب واليمن"، في الهجوم الانتحاري على معسكر لمليشيا "الانتقالي"، ثم اغتيال قائد الاخيرة في المحفد وعدد من مرافقيه، مطالبة "الجهات المختصة بلجنة تحقيق فيما حدث من إختراق من بعض العناصر المتواطئة مع العناصر الارهابية".

تفاصيل: الحكومة تدين "العمالقة" بالتواطؤ مع "القاعدة"

بدورها زعمت قيادة مليشيا "الحزام الامني" في ابين حسبما نقل مركزها الاعلامي، إن الاشتباكات اسفرت عن "هلا•ك الإرهابي (شاكر صالح الكازمي)، شقيق أمير تنظيم القاعدة سلمان الكازمي، ومرافقه الشخصي، الارهابي فاروق خميس لشعب، ومقتل من كان على متن الطقم الذي كانا الإرهابيين يستقلونه، واصابة ثلاثة اخرين من منتسبي الحزام الامني".

شاهد .. بيان لقيادة حزام "الانتقالي" في ابين

وأكدت مصادر محلية وعسكرية متطابقة بمحافظة ابين في وقت سابق، أن اغتيال مليشيا "العمالقة الجنوبية" قائد مليشيا حزام "الانتقالي" في المحفد "جاء بعد اكتشاف الاخير معلومات خطيرة عن تسهيل العمالقة هجوم تنظيم القاعدة الانتحاري على مليشيا الانتقالي في مديرية مودية".

تفاصيل: "العمالقة" تصفي قائدا بمليشيا "الانتقالي" (صور)

وتعرضت مليشيا ما يسمى "اللواء الثالث دعم واسناد" التابعة لـ "المجلس الانتقالي"، الجمعة (15 اغسطس) لهجوم انتحاري مباغت استهدف احد معسكراتها في بلدة الفريض بمديرية مودية، شرقي أبين، اثناء تجمع صباحي لعناصرها، عصف بما يزيد عن 60 قتيلا وجريحا.

تفاصيل: "الانتقالي" يتلقى ضربة قاصمة أخرى (فيديو)

بدوره، أعلن "تنظيم انصار الشريعة" الرديف لما يسمى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، تبنيه الهجوم وبث عبر حسابات ناشطين تابعين له على منصات التواصل الاجتماعي بيان تبنيه الهجوم وصورا توثق تنفيذه. تحت عنوان "هلاك وإصابة 50 من مرتزقة الامارات في ابين".

وتزامن توقيت الهجوم مع ذكرى اعلان تنظيم القاعدة (انصار الشريعة) في اغسطس 2023م، تبنيه عملية اغتيال القيادي السابق في التنظيم قبل أن يصير بعد 2018م قائدا لملييشيا "حزام الانتقالي" في ابين الممولة من الامارات، عبداللطيف السيد ويقود حملة "سيوف حوس" ضد التنظيم.

تفاصيل: "القاعدة" يبث مشاهد استهداف "السيد" (فيديو)

كما ارجعت مصادر محلية وعسكرية الانفجارات التي دوت منتصف ليل السبت (17 اغسطس) في انحاء مدينتي عدن ولحج، بالتزامن مع عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الى عدن بطائرة وحراسة سعودية، إلى "صراع العمالقة الجنوبية والانتقالي على خلفية هجوم مودية الانتحاري".

تفاصيل: استقبال العليمي بانفجار يهز عدن ولحج (صور)

ارتبط قائد "العمالقة الجنوبية"، الشيخ السلفي عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) بأجنحة سلفية ضمن تنظيم "القاعدة" وعلاقات وثيقة مع اميركا ترجع لحقبة تحشيد اجهزة الاستخبارات الامريكية المقاتلين العرب إلى افغانستان نهاية عقد السبعينيات، لمواجهة زحف الاتحاد السوفيتي سابقا نحو منابع الثروات في المنطقة.

تفاصيل: خفايا مثيرة للقاء المحرمي وسفير امريكا

ومولت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم من القيادات.

تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)

سبق لقيادات بارزة في مجلس ومليشيا "الانتقالي الجنوبي" أن أكدت استعانة الامارات بقيادات وعناصر تنظيم "القاعدة" في معركة تحرير عدن 2015م، واستيعابهم لاحقا ضمن مليشيات أحزمة ودعم واسناد "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" و"قوات النخبة" الممولة من الامارات حتى اليوم.

تفاصيل: قيادي بالانتقالي يعترف بتجنيد "القاعدة" (فيديو)

ووجهت المملكة العربية السعودية، مطلع يوليو 2023، ولأول مرة، اتهاما مباشرا إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، باحتوائه قيادات وعناصر تنظيم "القاعدة" في مليشياته المسماة "الحزام الامني" و"الدعم والاسناد" و"قوات النُخب"، على خلفية تطاول قيادات "الانتقالي" على قيادة المملكة.

تفاصيل: اول اتهام سعودي للانتقالي برعاية الارهاب (وثيقة)

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.