العربي نيوز:
تعرضت المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إلى هجومين متتالين حصدا منتسبيها بين قتيل وجريح، بكمائن مسلحة مباغتة، تتابع بوتيرة لافتة منذ بداية ديسمبر الجاري، على مشارف العاصمة المؤقتة عدن.
أكدت هذا مصادر محلية واخرى في مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، التي اعلنت، الاثنين (2 ديسمبر) اصابة احد عناصرها ويدعى "صالح الجنيدي" بهجوم مسلح استهدف موقعا للمليشيا بمنطقة البقيرة في وادي عومران بمديرية مودية، شرقي محافظة أبين.
وجاء الهجوم عقب اقل من 24 ساعة، على هجوم استهدف ناقلة لعناصر مليشيا "الانتقالي" بواسطة "عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق العام بالقرب من مفرق أورمة بمديرية مودية، وجرى تفجيرها عن بعد، ما ادى إلى سقوط من كانوا على متن الناقلة بين قتيل وجريح".
تُضاف محصلة الهجومين الجديدين، إلى عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، حصدتهم الكمائن المسلحة في محافظة ابين وحدها، منذ بداية العام الجاري فقط، حسب بيانات نعي "الانتقالي" التي تصفهم "شهداء مكافحة قوى الارهاب والتطرف".
والجمعة (15 نوفمبر)، تعرضت مليشيا "الانتقالي" الانقلابية الى كمين جديد، باغت تعزيزات لما يسمى "اللواء الثالث دعم واسناد" عند مدخل وادي عومران بمحافظة ابين، وأوقع "أكثر من سبعة قتلى وجرحى"، ضمن ردود الفعل الانتقامية لاعتداءات المليشيا على المواطنين.
تفاصيل: كمين يدمي المليشيا بمشارف العاصمة
سبق هذا الكمين الدامي لمليشيا "الانتقالي الجنوبي" في محافظة ابين؛ هجوم واسع استهدف الثلاثاء (12 نوفمبر) موقعا لما يسمى "اللواء الثاني دعم واسناد" التابع لـ "الانتقالي" في مديرية مودية، كاد يُسقط الموقع لولا تدخل وحدات من قوات الجيش الوطني لاحباط الهجوم.
تفاصيل: هجوم واسع يباغت محافظة محررة !
كما تعرضت مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، مطلع نوفمبر الفائت، وتحديدا الجمعة (8 نوفمبر)، إلى هجوم مباغت استهدف آلياتها المسلحة في منطقة أمبقيرة، شرقي مدرية مودية بمحافظة ابين، وأسفر عن "مهلكة دامية" حسب مصادر محلية، وبيان نعي "الانتقالي" لقتلى مليشياته.
تفاصيل: مهلكة دامية للمليشيا بمشارف العاصمة
تأتي هذه الهجمات المتلاحقة في محافظة ابين، والتي يتهم "الانتقالي الجنوبي" بتنفيذها "تنظيم القاعدة"؛ رغم اطلاق مليشيا "الانتقالي" ومواصلتها توسيع سيطرتها في ابين منذ اغسطس 2021م تحت غطاء ما سمته حملة "سهام الشرق" وزعمت انها "لمكافحة قوى الارهاب والتطرف".
وتتابع هذه التطورات، بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في جنوب اليمن الى القائد العام لـ "العمالقة الجنوبية" الشيخ عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة)، على خلفية فضيحة اختطاف المقدم عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات واغتيالات مليشيا "الانتقالي" لمن يختلف معها.
تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير
دأبت مليشيا "الانتقالي" على تكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات وقمعهم بالقوة وتنفيذ مئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات للآلاف في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها، من السجون الخاصة.
ونهاية اكتوبر الفائت، أضطر رئيس "الدائرة الامنية" في "الانتقالي الجنوبي" للفرار خارج اليمن، إثر فضح وكيل نيابة الامن والبحث في عدن، القاضي بسام غالب، ارتكابه "مخالفات وتجاوزات للقانون"، واتهامه رسميا بـ "إنشاء سجون ومعتقلات خاصة" غير قانونية، تضم قرابة 200 معتقل مضى على معظمهم نحو عام.
تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة
تزامن هذا، مع ظهور سفاح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الابرز، المتهم بجرائم اختطاف وتعذيب واغتيال مواطنين، يسران المقطري، رسميا، في الامارات، متحديا قرارات اللجنة الامنية العليا وأوامر الضبط القهري الصادرة بحقه من امن عدن والنيابة العامة، في جريمة اختطاف واخفاء المقدم علي عبدالله عشال.
تفاصيل: ظهور "يسران" رسميا في هذه الدولة (فيديو)
في المقابل، انطلقت على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، حملة واسعة، حملت وسم #سلم_يسران_يا_بن_زايد ، تطالب دولة الامارات الاسراع في تسليم يسران المقطري وجميع قيادات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الفارين من وجه العدالة على ذمة جرائم اختطاف وتعذيب واغتيال مواطنين يمنيين.
شاهد .. انطلاق حملة تطالب الامارات تسليم مجرمي "الانتقالي"
وعمَّدت مليشيا "الانتقالي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية، إلى التغطية على تصاعد السخط الشعبي من اعتداءاتها وانتهاكاتها لكرامة وحرية المواطنين وتصاعد جرائم اختطافها واخفائها المعتقلين، بالحديث عن "مؤامرة لاسقاط عدن" زعمت ان "جماعتي الحوثي والاخوان تقفان وراءها".
تفاصيل: "الانتقالي" يبرر قتل المواطنين بـ "مؤامرة" (فيديو)
بدورها، أدانت "اللجنة التحضيرية لمليونية عشال"، والمجلس الاعلى للحراك الثوري الجنوبي، ولجنة اعتصام المهرة، في بيانات مستقلة "الاعتداءات والاعتقالات التي شهدتها عدن اثناء مليونية المطالبة بكشف مصير المختطف المقدم علي عشال الجعدني وجميع المختطفين والمخفيين قسرا في سجون المجلس الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل: شاهد .. مجزرة جديدة للمليشيا على الهواء (فيديو)
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.