العربي نيوز:
فاجأ زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، الكيان الاسرائيلي، بإعلان مصور جديد، تضمن عبارات وصفت بالمستفزة، عقب اعلان عن استعداده لما سماه معركة كبرى مع الحوثيين بمعزل عن غزة، عقب اعلان اتفاق المرحلة الاولى من ايقاف الحرب في قطاع غزة وإيقاف العدوان ورفع الحصار عن القطاع وتبادل الاسرى، برعاية امريكية قطرية مصرية.
جاء هذا في خطاب متلفز، لزعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، جرى بثه مساء الخميس (9 اكتوبر)، حول تطورات اتفاق غزة الجديد والذكرى الثانية لـ "طوفان الأقصى"، التي اعتبرها "عملية عظيمة تعرضت للتشويه" وأكد انها "أتت في ظروف المعاناة والحصار الشديد وجولات الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة وانتهاك حرمة المقدسات، ومسار تصفية القضية الفلسطينية".
تحدي الكيان:
وعلق الحوثي على اتفاق غزة: "الاتفاق بشأن غزة يثبت فشل العدو الإسرائيلي وفشل داعمه الأمريكي في تحقيق الأهداف التي أرادوا أن يحسموها في هذه الجولة. فشل العدو أجبره على أن يوقع الاتفاق، وما حصل جولة من الصراع المستمر مع العدو الإسرائيلي". وأوضح موقف جماعته: "ما نتمناه هو إيقاف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني والتزام العدو بوقف إطلاق النار، وهذا كان هدفنا أصلاً من الإسناد".
مضيفا: "نحن خلال هذه الأيام، على مواكبة مستمرة، وتنسيق تام مع إخوتنا الفلسطينيين وعلى مستوى المحور وأحرار العالم. سنرصد ونرقب الأحداث وسيكون لنا تعليق ومواقف تجاه أي مستجد فيها يتطلب ذلك. سننظر فيما يتعلق بالاتفاق فإن تحققت النتيجة فبها ونعمت وهو الذي نتمناه أم نواصل مسارنا في الدعم والإسناد". وأردف: "نحن نحرص دائمًا أن يكون مسارنا في الدعم والإسناد في تصاعد وبما هو أقوى".
وتابع: "سنبقى في حالة انتباه وجهوزية تامة ورصد كامل بدقة وعناية تجاه مرحلة تنفيذ الاتفاق لإنهاء العدوان على قطاع غزة وإدخال المساعدات. العدو الإسرائيلي عقب كل جولة كان يعد لعدوان جديد، ولهذا نحن معنيون دائمًا حتى في حال تحقق وقف إطلاق النار إلى الإعداد للجولات الآتية حتمًا في إطار التوجه العدواني لأعداء هذه الأمة. يبقى الوعي بأن ما حصل هي جولة، وأن الأعداء مستمرون في مخططاتهم".
مستطردا: "نحن في مرحلة مهمة وعظيمة والمساندة فيها للشعب الفلسطيني حتى في الضغط لتنفيذ الاتفاق مسألة في غاية الأهمية". وقال متحديا تهديدات الكيان الاسرائيلي: "العمل دؤوب ليل نهار في تطوير القدرات العسكرية ومواجهة كل ما يستجد لدى العدو من تطوير وتحديث في تقنياته وإمكاناته العسكرية. قدراتنا ارتقت على كل المستويات وحضورنا في الساحة العالمية له صداه عزة إيمانية وترسيخًا للتحرر والاستقلال".
مضيفا: "في مقابل محاولات الأعداء لفرض القبول بمعادلة الاستباحة الكاملة يجب أن تكون معادلتنا التحرر منهم ودفع شرهم وطردهم من المنطقة. معادلة التحرر من الأعداء وطردهم من المنطقة تحقق الأمن لأمتنا والاستقلال التام والردع والحماية من الطغيان واستعادة فلسطين والمقدسات. علينا أن نكون في أعلى مستويات الحذر والجهوزية وأن نستمر في زخمنا الهائل في الالتفاف حول الشعب الفلسطيني". حد تعبيره.
ومضى قائلا: "الصراع مع الأعداء مستمر والصراع في نطاقه العام مستمر على أشد المستويات وطموحهم تدمير الأمة واستعبادها وطمس هويتها. نحن مستهدفون بشرٍ الأعداء وفسادهم وإظلالهم وطغيانهم، بحربهم الناعمة الشيطانية وبحربهم الصلبة، ومستهدفون بحربهم الاقتصادية والدعائية وبكل أشكال الحرب". زاعما أن "موقف شعبنا هو خروج من أعباء الهيمنة والسيطرة الأمريكية، وتجسيد للعزة الإيمانية والكرامة الإنسانية".
متحدثا عن دور جماعته بقوله: "في جبهة الإسناد اليمنية كان التحرك منذ البداية شاملا، رسميا وشعبيا، بأعلى سقف وبثبات واستمرار رغم بعد المسافة والتعقيدات، وبروح المبادرة من منطلق ايماني، وبزخم شعبي كبير في المسيرات والوقفات والتعبئة العامة، بمستوى لا مثيل له في العالم، وغير مسبوق حتى في تاريخ الشعب وفي تاريخ المنطقة". وأردف: "شعبنا ثبت على موقفه ثباتًا عظيمًا، لم يتزحزح، لم ينهزم، لم يتراجع".
وتابع زعيم الحوثيين: "شعبنا تحرك بالإسناد على المستوى العسكري، قرار اليمن حظر الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحر الاحمر باتجاه باب المندب وخليج عدن والبحر العربي، كان قراراً تاريخياً وحظي بتأييد إلهي ونصر من الله عظيم وتحقق النجاح فيه 100%. فرضت حالة الحظر على العدو الإسرائيلي في البحر بشكل تام وناجح، وحظر الملاحة على العدو الإسرائيلي إنجاز عظيم ونجاح كبير له أهمية استراتيجية".
مضيفا: إن "حظر الملاحة البحرية أثر على اقتصاد العدو الإسرائيلي بشكل كبير وعطل ميناء أم الرشراش (إيلات) بشكل تام. تعطيل ميناء أم الرشراش كان له تأثير حقيقي وواضح ومؤكد على الاقتصاد الإسرائيلي". واردف: "عملياتنا الإسنادية بلغت 1835 ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيرة، وزوارق حربية، رغم ظروف شعبنا وإمكانياته الاقتصادية وظروف 10 سنوات من الحرب والحصار".
وأشار عبدالملك الحوثي إلى أن "عملياتنا الصاروخية والمسيرة واجهت 5 أحزمة حماية قبل بلوغ فلسطين المحتلة، أما في داخلها فهناك طبقات من الحماية أعدها العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية، عملياتنا بالصواريخ والمسيرات استمرت بنجاح وتأثير على العدو الإسرائيلي وأرغمت ملايين الصهاينة إلى الهروب إلى الملاجئ، وأثرت اقتصاديا، على حركة الملاحة الجوية للعدو وأنهت الكثير من شركات الطيران العالمي لعملها".
منوها الى تبعات هذا الاسناد، بقوله: "إن شعبنا في إطار موقفه واجه جولات من العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي عليه وصمد بثبات وقدم التضحيات بكل المستويات وصولاً إلى حكومة الشهداء". وأردف: "شعبنا ثابت صامد لم يتزحزح وواجه الحروب والمؤامرات الاقتصادية التي استهدفت حتى المستوى الإنساني، شعبنا ثبت بشكل عظيم وأفشل المؤامرات التي استهدفته لخلخلة نسيجه الاجتماعي بعناوين كثيرة مخادعة".
واتهم زعيم الحوثيين دول التحالف بالعمل ضد اسناد اليمن غزة، وقال: "أنظمة عربية سخرت كل وسائلها الإعلامية لدعم الموقف الإسرائيلي واستهداف الموقف اليمني، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً. بلدنا صمد في مواجهة الحملة الإعلامية الهائلة التي استهدفته للتشكيك في موقفه وفي سياق الحرب النفسية للضغط والتأثير على موقفه، والمؤامرات الأمنية التي استهدفت بلدنا وشعبنا فشلت في التأثير على موقفه المساند لقطاع غزة".
مجددا تحديه الكيان الاسرائيلي وتهديداته بمعركة كبرى، قائلا: "شعبنا يدرك جيدًا أن المعركة هي معركة كل الأمة، وأن الخطر يستهدف الجميع، وأن المخطط الصهيوني يهدف إلى استعباد كل الشعوب. شعبنا يدرك أن معادلة الاستباحة للدم والعرض والمال والمقدسات والدين والهوية، هي معادلة شيطانية خطيرةـ، القبول بها يعني التفريط بالكرامة الإنسانية، والعزة الإيمانية وبالحرية والاستقلال، وشعبنا لم يقبل بعادلة الاستباحة".
وتابع: "شعبنا ثبت وصمد وقدم التضحيات، ونما في وعيه وطور القدرات العسكرية. موقف شعبنا وصل إلى مستوى تصنيع الصواريخ الفرط صوتية الانشطارية وغير الانشطارية وتصنيع الطائرات المسيرة بأنواع ناجحة جدًا، وأصداؤها في كل العالم". مخاطبا الكيان بقوله: "شعبنا اليوم في ثمرة هذا الموقف أقوى من أي مرحلة مضت، على مستوى قدراته العسكرية، وعيه، إيمانه، واقعه، ثباته، وفي البناء الصلب لوضعه".
شاهد .. الحوثي يتحدى تهديدات الكيان (فيديو)
إلى ذلك، اعلن الكيان الاسرائيلي، منتصف ليل الاربعاء (8 اكتوبر) ما سماه "بدء المعركة الكبرى مع الحوثيين"، بعد اعلان توقيع اتفاق المرحلة الاولى من ايقاف العدوان وانهاء الحصار على قطاع غزة وتبادل الاسرى، فجر الخميس (9 اكتوبر)، برعاية امريكية قطرية مصرية، ردا على استمرار جماعة الحوثي في تصعيد هجماتها على الكيان.
تفاصيل: "اسرائيل" تعلن بدء معركة الحوثيين
جاء الاعلان، بعد ساعات على تعرض الكيان الاسرائلي لهجوم جديد من اليمن، نفذ بطائرات مسيرة، حسب ما اعلننه جيش الاجتلال في بيان مقتضب، ليل الاربعاء (8 اكتوبر)، زاعما أن "طائرات مقاتلة بسلاح الجو الاسرائيلي اعترضت عدد من الطائرات المسيرة اطلقت باتجاه الكيان من اليمن".
ولم يصدر، حتى هذه اللحظة، أي بيان أو تعليق من جانب جماعة الحوثي او متحدثها العسكري، بشأن الهجوم الجديد على الكيان الاسرائيلي، مساء الاربعاء (8 اكتوبر)، وكذلك الهجوم على الكيان مساء الثلاثاء (7 اكتوبر)، واللذين اعلن عنهما جيش الاحتلال، زاعما "اعتراض سلاح الجو طائراته المسيرة".
تفاصيل: "اسرائيل" تصدر اعلانا عن اليمن
تفاصيل: اعلان "اسرائيلي" ناقم بشأن اليمن
بالمقابل، أعلنت وزارة الصحة بحكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، غير المعترف بها دوليا، مساء الثلاثاء (7 اكتوبر) محصلة ضحايا الغارات الامريكية والاسرائيلية منذ بدء اسناد غزة في نوفمبر 2023م، وأنها "بلغت 319 شهيداً و1357 جريحاً، بينهم أطفال ونساء، وتدمير 7 منشآت صحية".
واتخذت سلطات الكيان الاسرائيلي قرارا جديدا بشأن اليمن، على خلفية تصعيد جماعة الحوثي الانقلابية هجماتها على الملاحة البحرية للكيان وقواعده العسكرية ومطاراته وموانئه، ضمن اعلانها "استمرار عمليات فرض حصار بحري وحظر جوي على الكيان حتى ايقاف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه".
تفاصيل: قرار "اسرائيلي" بشأن اليمن (اعلان)
كما سربت اجهزة الكيان الاسرائيلي، للاستخبارات الخارجية (الموساد) والاستخبارات الداخلية (الشاباك) والاستخبارات العسكرية (آمان)، السبت (27 سبتمبر)، معلومات خطيرة عن جماعة الحوثي الانقلابية، في سياق تصاعد الهجمات المتبادلة بين الجماعة والكيان على خلفية العدوان والحصار المتواصلين على قطاع غزة، منذ عامين.
تفاصيل: تسريبات "اسرائيلية" خطيرة عن الحوثيين
يأتي هذا في ظل فشل الغارات الاسرائيلية على اليمن في ايقاف هجمات جماعة الحوثي على الملاحة البحرية للكيان وقواعده العسكرية ومطاراته وموانئه، وأخرها منتصف ليل الخميس (25 سبتمبر)، إذ أكد جيش الاحتلال الاسرائيلي "رصد صاروخ اطلق من اليمن باتجاه اسرائيل"، بينما تحدثت وسائل اعلام الكيان عن انفجارات.
تفاصيل: اعلان اسرائيلي بهجمات جديدة (بيان)
وصعَّدت جماعة الحوثي من هجماتها على الكيان الاسرائيلي، واخرها تأكيد جيش الاحتلال الاسرائيلي، منتصف ليل الثلاثاء (16 سبتمبر)، تعرض الكيان لهجوم جديد من اليمن، عبر صاروخ باليستي انشطاري وطائرات مسيرة تمكنت من اختراق اجواء الكيان واستهدفت مطاري بن غوريون (اللد) في يافا (تل ابيب) ورامون في ايلات (ام الرشراش),
تفاصيل: بيان للجيش "الاسرائيلي" عن اليمن
تفاصيل: الحوثيون يستفزون "اسرائيل" (تفاصيل)
تفاصيل: اعلان اسرائيلي بشأن قصف اليمن
يشار إلى أن كيان الاحتلال الاسرائيلي، أعلن عقب يومين على بدء الحملة الامريكية على اليمن، موافقة الادارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب، استئناف عدوانه على قطاع غزة، وبدأ فجر الجمعة (18 مارس) شن قصف مدفعي وتنفيذ غارات جوية متواصلة على القطاع ومخيمات النازحين والمستشفيات، موقعا 13,568 قتيلا و 57,638 جريحا، حتى مساء الاثنين (6 اكتوبر)، يضافون إلى "53558 قتيلا فلسطينيا (بينهم 33000 طفل وامرأة ومسنا)، و112042 مصابا". منذ 7 اكتوبر وحتى 20 يناير 2025م.