العربي نيوز:
اكدت مصادر عسكرية متطابقة، وصول قائد مليشيا "الجنجويد" او ما يسمى "قوات الدعم السريع" التي تقود الانقلاب في السودان، والشهير بلقب "سفاح السودان" إلى اليمن، والتقائه بقيادات عسكرية يمنية موالية للامارات، ضمن ترتيب اماراتي مبكر سبق الانقلاب في السودان والحرب الدائرة منذ نحو عامين.
وكشفت مصادر سياسية لموقع "عربي 21" عن زيارة نفذها قائد مليشيا "الدعم السريع" الانقلابية في السودان، محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى اليمن، وتحديدا الساحل الغربي، والتقائه بهيثم قاسم طاهر، بتنسيق مباشر من دولة الامارات، تحت غطاء مشاركة السودان بالتحالف.
موضحة أن "حميدتي وصل إلى منطقة الساحل الغربي لليمن عام 2017، في ذروة العمليات القتالية والتقى باللواء هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع الأسبق، وأحد القيادات العسكرية المدعومة من أبوظبي، ومكث اياما في الساحل الغربي لليمن قبل ان تنقله طائرة خاصة للامارات".
ونقل الموقع عن مصدر عسكري، تأكيده أن "أبوظبي أنشأت في الاراضي الاماراتية وجزيرة عصب الإرتيرية والساحل الغربي لليمن، معسكرات حشد وتجنيد السودانيين ضمن قوات الدعم السريع، تحت غطاء "إيفاد القوات إلى اليمن ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية عام 2015م".
مضيفا: "تبين أنعمليات التحشيد والتجنيد للسودانيين ضمن قوات الدعم السريع كانت لغايات أخرى، اتضحت مؤخرا في السودان". في اشارة إلى اسقاط نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، ثم انقلاب مليشيا "الدعم السريع" على مجلس السيادة والجيش السوداني منتصف ابريل 2023م.
وتابع: إن "الضباط الإماراتيين ومخابرات الدولة الخليجية كانت تنشط بكثافة بين السودانيين الذين يتم استقدامهم إلى الساحل الغربي، وكانت تقوم بتشكيلهم في وحدات عسكرية، وتقوم بتعيين قيادات لتلك الوحدات ضمنت ولاءها". مردفا: "ومن بوابة "اليمن كانت تعد لمعركة السودان الحالية".
موضحا نقلا عن مصدر عسكري ثالث، أن "بمشاركة السودان في عمليات التحالف القتالية بقيادة السعودية تمثلت في صنفين من القوات؛ الأول بقوات ما تسمى "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي، ولعبت دورا قتاليا في الساحل الغربي. أما الصنف الآخر، فكان بعثات تدريبية من الجيش السوداني لتعزيز التدريب".
وأفاد بأن هذه البعثات العسكرية السودانية التدريبية "تابعة لوزارة الدفاع السودانية" وأنها "لعبت دورا كبيرا في تدريب قوات "العمالقة" (ألوية سلفية مدعومة من الإمارات والسعودية) وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله قبل تشكيله أوساط 2017م، .. وما يزال جزءا منها موجودا".
منوها بأن "مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن كانت فاعلة بالنظر إلى الغزارة العددية، والخبرة القتالية، والحوافز الأخرى المادية والعقدية ووفرة اسلحة المشاة"، ومؤكدا أن "هناك قوات سودانية من الجيش النظامي موجودة أيضا في الحدود الجنوبية من المملكة مع اليمن، وتشرف عليها الرياض، ومن أبرزها وحدات مدفعية".
شاهد .. الامارات تعد لحرب السودان من اليمن
وتلقت الامارات، ضربة جديدة مباغتة، وصفت بالقاصمة، لما احدثته من ارباك كبير لجميع ترتيباتها ومخططاتها، باندحار المليشيا الانقلابية الممولة منها وانهيار ترتيباتها الحثيثة منذ سنوات للسيطرة على الساحل السوداني والساحل اليمني على البحر الاحمر، ضمن مساعيها للهيمنة على الملاحة الدولية.
سدد هذه الضربة المباغته للامارات، الجيش السوداني، بإعلانه السبت (23 نوفمبر) تحقيقه انتصارًا ساحقًا ضد مليشيا "الجنجويد" او ما يسمى "قوات الدعم السريع" التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بتمويل اماراتي، يشمل التدريب والتسليح والدعم الاعلامي.
تفاصيل: الامارات تتلقى ضربة مباغتة وقاصمة (فيديو)
وأدانت الحكومة اليمنية المعترف بها، رسميا ولأول مرة، مطلع نوفمبر الجاري، جرائم الامارات بحق الابرياء من المواطنين المدنيين، المتواصلة عبر مليشياتها الانقلابية في السودان، ضمن توجهها لبسط نفوذها على الساحل السوداني وموانئه، واخرها جرائم مليشيا الجنجويد (الدعم السريع) في ولاية الجزيرة بالسودان.
تفاصيل: الحكومة تدين جرائم الامارات لأول مرة
جاءت ادانة الحكومة اليمنية، بعدما فجر السودان، مطلع اكتوبر الجاري، فضيحة جديدة ومجلجلة لدولة الامارات، عربيا واقليميا ودوليا، بإصداره اعلانا جريئا كشف خفايا خطيرة عن الامارات، وأحرج في الوقت نفسه، الحكومة اليمنية بعدما سارعت لتأييد المزاعم الاماراتية واصدار بيان ادانة للجيش السوداني.
تفاصيل: السودان يفضح الامارات ويحرج اليمن ! (وثيقة)
وتأتي المزاعم الاماراتية بعدما اتهم الجيش السوداني الإمارات مرارا بتقديم الأسلحة والدعم لقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) في الحرب بينها وبين قوات الجيش السوداني، المتواصلة منذ أبريل 2023، ضمن توجهات ابوظبي للسيطرة على الساحل الافريقي.
شاهد.. مساعي الامارات للسيطرة على الساحل السوداني (فيديو)
وتلقت الامارات، نهاية يونيو الفائت، صفعة قوية ومربكة دوليا، داخل مجلس الامن الدولي، التابع لهيئة الامم المتحدة، عبر شكوى رسمية ضد ابوظبي وتدخلاتها العسكرية والسياسية في تمزيق الدول واشعال الصراعات والحروب الاهلية داخلها، تقدم بها سفير السودان لدى الامم المتحدة.
قدم سفير السودان لدى الامم المتحدة، الحارث إدريس الحارث محمد، اتهاما مباشرا للامارات بإشعال الصراع في السودان، خلال اجتماع دوري لمجلس الامن الدولي، تضمن جدول اعماله بحث الوضع في السودان. وقال: إن "قوات الدعم السريع "المدعومة بالسلاح من الإمارات" "تستهدف القرى والمدن بشكل متعمد وممنهج".
مضيفا: "يجب على الإمارات أن تبتعد عن السودان. هذا هو المطلب الأول الذي سيسمح بالاستقرار في السودان، وعليها أن توقف دعمها". وأردف: "إن دعم أبوظبي المالي والعسكري لقوات الدعم السريع هو السبب الرئيسي وراء هذا الوضع المطول". داعيا هيئة الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى "التحدث بشجاعة وإدانة الحكومة الإماراتية علانية".
من جهته، سارع المبعوث الاماراتي لدى الامم المتحدة، إلى الرد على اتهام سفير السودان دولة الإمارات خلال اجتماع لمجلس الأمن، بإثارة الصراع في بلاده، عبر نفي الاتهام السوداني بوصفه "غير صحيح". رغم اثبات وزارتي الخارجية والدفاع السودانيتين التورط الاماراتي.
وسبق أن اتهم الجيش السوداني الامارات، بـ "دعم قوات الدعم السريع المتمردة". كما طلب مجلس السيادة الحاكم في السودان، رسميا في إبريل الفائت، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لوضع حد للتدخل الاماراتي في اشعال الصراع بالسودان، لكن مجلس الامن رفض الاستجابة للطلب.
جاء هذا عقب صدور قرار رسمي سوداني نهاية مارس الفائت، بطرد سفير دولة الامارات، هو الثاني للامارات الذي يطرد دوليا خلال اقل من عامين، اعتراضا على خرق الامارات البروتوكول الدبلوماسي بانتهاك السيادة الوطنية والتدخل في شؤون الدول ودعم اضطرابات سياسية وعسكرية فيها.
تفاصيل: فضيحة.. طرد ثاني سفير اماراتي دوليا
وفي (11 ديسمبر) من عام 2023م، أعلنت وكالة الانباء السودانية (الرسمية) طلب السودان رسميا من 15 شخصا من الدبلوماسيين الإماراتيين مغادرة البلاد خلال يومين، عقب استدعاء الخارجية السودانية القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة الإمارات لدى الخرطوم، بدرية الشحي.
موضحة أن وزارة الخارجية السودانية أبلغتها قرار الحكومة "إعلان 15 شخصا من الدبلوماسيين العاملين في السفارة أشخاصا غير مرغوب فيهم، وطالبت بمغادرتهم السودان خلال 48 ساعة". وإن "الخارجية السودانية طلبت من القائمة بأعمال سفارة ابوظبي نقل القرار إلى حكومتها".
وفي (28 نوفمبر) الماضي، قال عضو مجلس السيادة مساعد قائد الجيش ياسر العطا: إن الإمارات ترسل إمدادات إلى قوات الدعم السريع" المتمردة، في أول اتهام علني لدولة الامارات بالتورط المباشر في اشعال الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (الجنجويد).
شاهد .. الخارجية السودانية تطالب بعثة الامارات بالمغادرة
يعد قرار السودان طرد سفير الامارات الثاني بعدما رحلت السلطات المصرية مطلع اكتوبر 2021م سفير الامارات حمد الشامسي، بعد ضبطه متلبسا بجريمة تمس الامن القومي لمصر، في فضيحة دبلوماسية، مدوية تكشف الوجه القبيح للنظام الاماراتي ومؤامراته ضد الدول العربية ذات العمق الحضاري.
تفاصيل: مصر ترحل السفير الاماراتي بعد فضيحة
تزامن قرار السودان بطرد سفير الامارات لدى الخرطوم، مع نشر وكالة استخبارات فرنسية "حرة"، فضيحة كبرى، هزت اركان دولة الامارات، بكشفها عن صفقة ابرمتها الامارات مع ضابط في القوات الفرنسية الخاصة، لتجنيد وتدريب "فيلق" من المرتزقة الاجانب، تعتزم نشر جنوده في اليمن والصومال.
ونشر موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي، وثيقة مراسلات بين ضابط كوماندوز بحري فرنسي قديم مع مسؤولين في الجيش الاماراتي، بشأن صفقة انشاء "فيلق نخبة" جديد من المرتزقة الاجانب، قوامه لا يقل عن 3000 مجند اجنبي، لاحكام الامارات سيطرتها على دفتي مضيق باب المندب الاستراتيجي.
تفاصيل: فضيحة دولية كبرى تهز اركان الامارات (وثيقة)
عزا مراقبون اقليميون ودوليون، توجه الامارات نحو تجنيد فيلق من المرتزقة الاجانب عبر فرنسا ونشره في الصومال واليمن، إلى "سعي ابوظبي لاحتلال باب المندب واحكام السيطرة عليه، بمنأى عن مليشياتها اليمنية (طارق عفاش والانتقالي الجنوبي) بحكم ارتباطاتهما بالمملكة العربية السعودية".
وتتبنى الامارات تنفيذ اجندة مشتركة مع الكيان الاسرائيلي لتقسيم الدول ذات الاهمية الاستراتيجية في المنطقة بشريا وعسكريا واقتصاديا (ملاحيا)، عبر تمويل انشاء مليشيات محلية تابعة لها، كما فعلت في ليبيا وسوريا والصومال والسودان، واليمن بتبنيها مليشيا "الانتقالي الجنوبي" ومليشيا طارق عفاش.
عّمَدت الامارات، منذ بدء مشاركتها في تحالف "عاصفة الحزم" في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية (مارس 2015م)، الى الانتشار والسيطرة على موانئ اليمن وسواحله الغربية والجنوبية وجزره الاستراتيجية وأبرزها ميون (بريم) وعبدكوري وسقطرى، ضمن اجندة اطماعها في الهيمنة على الملاحة الدولية.
يشار إلى أن الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان، يخوض منذ منتصف أبريل 2023، مع قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلَّفت أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ وفق الأمم المتحدة.